|
يا علمانيي العالم اتحدوا
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 00:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا علمانيي العالم اتحدوا ضياء الشكرجي [email protected] www.nasmaa.org توخيا للاختصار اخترت عنوان «يا علمانيي العالم اتحدوا»، وتوخيا للدقة كان يفترض أن تكون العبارة «يا علمانيي بلدان الأكثرية المسلمة اتحدوا». ثم في البداية رأيت من اللازم توضيح مصطلحين رئيسين من نداء «يا علمانيي بلدان الأكثرية المسلمة اتحدوا»: 1. العلمانيون: المعني بهم في هذه المقالة هم الديمقراطيون العلمانيون، ولا شأن لنا بغير الديمقراطيين، مما يعني أن المصطلح لا يشمل كل من هم غير إسلاميين أو غير مسيِّسين للدين، بل الديمقراطيين حصرا. ويندرج في (العلمانيين): أ- التيار الليبرالي. ب- تيار اليسار الديمقراطي. ت- تيار الوسط الوطني (ويشمل التيار الوطني المحافظ، والتيارات القومية المعتدلة). 2. بلدان الأكثرية المسلمة: لم أرد أن أقول «يا علمانيي الوطن العربي»، لسببين، لأن في شعوب الأكثرية العربية قوميات غير عربية، ولأن المشكلة ليست خاصة بالبلدان الناطقة بالعربية، بل تشمل كل المجتمعات المسلمة، أو بعبارة أدق ذات الأكثرية المسلمة. ولهذا لم أقل «يا علمانيي العالم الإسلامي»، لأني أرى خطأ هذه التسمية، لذا أسميه بعالم (الشعوب) أو (المجتمعات) أو (البلدان) ذات الأكثرية المسلمة، لأن معظمها مع عدد محدود جدا من الاستثناءات، تشتمل على أتباع لدينات أخرى، علاوة على نسبة لا نعرفها، وتتفات بين بلد وآخر، من المسلمين بالهوية ليس إلا، أي دون أن يكونوا مسلمين عن قناعة، أي تلك الملايين من المرتدّين من ملحدين أو إلهيين لادينيين أو لاأدريين، والممارسين للتقية، الذين من الصعوبة أن يجري إحصاء لهم. إذا اقتنعنا أن العقبة الأساسية أمام عملية التحول الديمقراطي، بعد إنهاء عهود الديكتاتورية، هو الإسلام السياسي، وما ينتج عنه من طائفية سياسية، كما في العراق، وهنا يمكن الحديث عن تشيع سياسي، وتسنن سياسي، منهما ما هو متأسلم (كالشيعسلاموية في العراق)، ومنهما ما هو متعلمن (كالطائفية ذات الولاء للبعث في العراق أيضا). وإذا اقتنعنا أن العلمانية تمثل شرط نجاح مشروع التحول الديمقراطي، وإذا علمنا أننا كقوى ديمقراطية علمانية بكل اتجاهاتنا السياسية الفرعية ما زلنا ضعفاء في هذه المنطقة، لأن البيئة الاجتماعية لمم تتوفر بعد ثقافيا للتفاعل مع ثقافة الديمقراطية والحداثة، وما يتفرع عنهما من حرية ومساواة ومواطنة، وبالتالي لم تتوفر البيئة لاحتضان مشروع التحول الديمقراطي. وإذا علمنا أن غالبية جماهيرنا، أو نسبة كبيرة منها، ما زالت تميل إلى التيار الذي يمثل العقبة الأساسية أمام التحول الديمقراطي، وتواليه، أعني الإسلام السياسي، كان لا بد علينا أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية في هذه المرحلة، فيما علينا فعله، لمواجهة هذه التحديات، كديمقراطيين علمانيين. 1. من هنا علينا بليبراليينا ويساريينا وسائر علمانيينا الديمقراطيين، أن نتشكل في جبهة عريضة قوامها (الديمقراطية-العلمانية)، أولا، وثانيا، وثالثا، وتاسعا، وعاشرا، وآخرا. 2. أن نحرّم على أنفسنا التحالف مع أيٍّ من قوى الإسلام السياسي. 3. أن لا نصّعد من ناحيتنا نحن موقف المقاطعة السياسية مع الإسلاميين إلى درجة العداء، ونتجنب كليا الانجرار إلى العنف. 4. رغم مقاطعتنا للإسلاميين علينا ألا نعرض عن الحوار معهم، بل وحتى عن التنسيق في المشتركات فيما تفرضه المصالح الوطنية الكبرى، دون الائتلاف معهم، لا حكوميا، ولا برلمانيا، ولا انتخابيا. 5. وعلينا تصحيح المفاهيم، لاسيما تلك التي تحدد هويتنا العامة الجامعة، وهوياتنا الخاصة الفرعية. ففي مقابل مصطلح (الإسلاميون)، يطلق علينا، أو نطلق على أنفسنا، أو ما يطلقه ويستخدمه بعضنا، أربع تسميات، هي: 1. المدنيون. 2. الليبراليون. 3. اليساريون. 4. العلمانيون. لا بد أن يكون واضحا، أن التسمية والمصطلح ليس أمرا ثانويا، أو عديم، أو قليل الأهمية. ومن أجل أن أوضّح مرادي، دعونا نمر على هذه التسميات، الواحدة تلو الأخرى. 1. المدنيون: هذا هو المصطلح البديل المخفف لمصطلح (العلمانيون)، أو لنقل هو مصطلح (التقية)، لما تحوم حول مصطلح العلمانية من شبهة الكفر ومناوءة الدين، إما افتراءً مقصودا، وإما جهلا. قد لا تسجل ملاحظة مهمة على مصطلح (المدنيون)، باستثناء أنه قد لا يعبر بدقة عن مفهوم (العلمانية) الذي يعني بدرجة أساسية: أ- الفصل بين الدين والسياسة. ب- الفصل بين الدين والدولة. ت- اعتماد مرجعيتي العقل والتجربة الإنسانية. ث- اعتبار الدين شأنا شخصيا. من هنا يبقى المصطلح غير كاف للتعبير عن (العلمانية) بشكل دقيق، وهذا يذكرني بإصرار الإسلاميين في الثمانينيات والتسعينيات على استبدال مصطلح (الديمقراطية) بالمصطلح الإسلامي البديل (الشورى). 2. الليبراليون: شاع هذا الاستعمال في عدد من الدول العربية، عندما تطرح ثنائية (الإسلاميين) وفي مقابلهم (الليبراليين)، ويقصد بهم غير الإسلاميين. وعدم دقة المصطلح أن ليس كل العلمانيين ليبراليين، وإن كان الليبراليين علمانيين في المقابل، فالعلاقة بينهما ليست علاقة تطابق، أو ترادف لغوي، بل هي علاقة عموم وخصوص مطلق بتعبير المنطق. 3. اليساريون: كثير من اليساريين، عندما يتحدثون عن ثنائية الإسلاميين من جهة، وغير الإسلاميين من الديمقراطيين من جهة أخرى، يستخدمون (اليسار) و(اليساريين)، وكأنه ليس هناك من ديمقراطيين رافضين لتسييس الدين غير اليساريين. والعلاقة هنا بين العلمانية واليسار، كما العلاقة بين العلمانية والليبرالية، فصحيح إن كل اليساريين علمانيون، ولكن ليس كل العلمانيين يساريين. من هنا كم أتمنى على أصدقائنا من تيار اليسار الديمقراطي، أن يعيدوا النظر في هذا الاستخدام، ففيه من حيث لا يقصدون معنى الاحتكار للتيار الديمقراطي المقابل للإسلام السياسي. 4. العلمانيون: هو المصطلح الوحيد الصحيح والجامع لكل الديمقراطيين الرافضين لتسييس الدين. نعم يمكن أحيانا ورفعا للبس أن نستخدم (العلمانيون الديمقراطيون)، أو (الديمقراطيون العلمانيون). صحيح إني أرى أن العلمانية لازم من لوازم الديمقراطية، ولا يصح التفكيك بينهما، ولكننا وجدنا إيديولوجيات وأنظمة حكم شمولية ديكتاتورية، اعتُبِرت، أو اعتبرت نفسها علمانية، لذا لا بأس أحيانا من إضافة التوصيف الديمقراطي، رفعا للبس، وزيادة في الإيضاح. أرجع وألخص: - الصراع لهذا القرن سيبقى في منطقتنا صراعا بين تيار الإسلام السياسي، والتيار الديمقراطي العلماني. - نحن كعلمانيين ديمقراطيين نريده صراعا سياسيا وثقافيا، سلميا، حضاريا، ديمقراطيا، لاعنفيا. - صراعنا السياسي والثقافي مع الإسلام السياسي لا ينبغي أن يفهم على أنه رفض نهائي للحوار معهم على المشتركات. - المطلوب تحديد الهوية بوضوح للتيار الديمقراطي العلماني، وتشخيص التيارات الفرعية داخل التيار، من يسار وليبرالية ووسط. - المطلوب توحيد صفوف هذه القوى إلى حين عبور الخطر على مشروع التحول الديمقراطي. - المطلوب عدم التحالف مع قوى الإسلام السياسي، لا انتخابيا، ولا برلمانيا، ولا حكوميا، مع الإبقاء على مد جسور الحوار كما مر. 16/02/2013
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تحميل (الشّيعِسلامَوِيّين) المسؤولية أولا؟
-
الديمقراطيون بين السلطة الشيعية والانتفاضة السنية
-
مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟
-
تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي
-
أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا
-
«كفى يا أبا إسراء ...» مقالة لي تاريخها 06/10/2010
-
مع المعلقين بشأن خيار الانتخابات المبكرة
-
بيد المالكي وحده مفتاح فكّ استعصاء الأزمة
-
يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة
-
المشهد السياسي: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل
-
الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 3/3
-
الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 2/3
-
الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 1/3
-
المالكي والبرزاني إلى أين في غياب الطالباني؟
-
التقية والنفاق والباطنية على الصعيدين الديني والسياسي
-
رؤية في إعادة صياغة العلاقة بين الإقليم والدولة الاتحادية
-
نقاش في المفاهيم مع الكاتب محمد ضياء العقابي
-
مع هاشم مطر في نقده للمشروع الديمقراطي
-
الإسلام والديمقراطية
-
فوز مرسي محاولة لقراءة متجردة
المزيد.....
-
الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا
...
-
شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
-
هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال
...
-
الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
-
الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا
...
-
الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم
...
-
الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس
...
-
الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن
...
-
حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|