|
لماذا لم تتم المصالحة الفلسطينية حتى اللحظة؟؟!!!
عتريس المدح
الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 20:57
المحور:
القضية الفلسطينية
تنتظر الجماهير الفلسطينية بفارغ الصبرإعادة التئام الجرح الغائر الناجم عن الانقسام الفلسطيني بوقوع غزة تحت حكم حركة حماس وبقاء الضفة المحتلة تحت حكم السلطة الفلسطينية، و تتطلع هذه الجماهير الى الوحدة من منطلق الحس الوطني السليم، حيث ترى بالوحدة الوطنية بين شقي الوطن وسيلة يمكن من خلالها ازالة ألآثار الضارة التي ترتبت نتيجة الانقسام، كما ترى في الوحدة الوطنية امكانية وفرصة تؤدي الى بعث جديد لزخم القضية الفلسطينية ولنضالات الشعب الفلسطيني في وجه التعنت والمماطلة والتسويف الاسرائيلي للتملص من استحقاقات السلام والتي يجب أن تتوج بقيام الدولة الفلسطينية. نعم هذا ما تنتظره الجماهير بعد أن رأت ألآثار السلبية لكوارث الانقسام والتي تجلت بإطلاق يد اسرائيل تقتيلا وتحريقا في شعبنا الصامد في غزة وبعد أن أمعنت اسرائيل في تصعيد وتيرة البناء في المستوطنات ورفعت من وتيرة هدم البيوت وصعدت من اجراءآتها القمعية ضد الجماهير الفلسطينية داخل القدس وحولها من سياسات تهويد القدس والاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي واجراءات البناء التوراتي في سلوان واقتحامات غلاة المتطرفين المتدينين لباحات وساحات الاقصى وتنظيمهم الى زيارات توراتية الى الحرم بكل ما تحمل من تصرفات وخلاعات تتناقض مع حرمة المكان الدينية، إضافة الى ادارة سلطات الاحتلال الظهر الى الاسرى المضربين عن الطعام والذين تجاوز بعضهم باضرابه أكثر من مئتي يوم. تنتظر الجماهير هذه الوحدة الوطنية، لكن لا شيء يتحقق ، ويتسائل الناس لم وحتى اللحظة لم ينجز ألأمر؟! رغم كل التصريحات المبشرة والمطمئنة التي يطلقها المتحاورون... لا شيء يتحقق. لماذا لا ترتقي اطراف الانقسام الى مستوى الحدث برغم كل الموجبات لدفع هذه المصالحة الى الامام، الجماهير بدأت بالملل وبدأ شعور الاحباط يتسلل الى معنوياتها، والبعض أخذت تنتابه الكثير من الأسئلة، بل البعض بدأ يشك اذا ما كان المتحاورون أصلا من اصل فلسطيني، أو أنهم يعطون ألأولوية إلى القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني، والبعض وصل إلى قناعة تامة بأنه لن تكون هنالك وحدة ومصالحة. فلماذا وحتى هذه اللحظة تتعسر ولادة هذه المصالحة؟ برغم اعلان أطراف الانقسام على حرصها على انجاز الوحدة، وبرغم كل البيانات والتحركات والحوارات والمفاوضات اليومية ، اليس في هذا وضع غريب وحال أغرب خصوصا وان اطراف الانقسام تعلن عن حرصها على الوحدة. و الجواب هو عدم انجاز الوحدة له أسبابه الموجبه ، حيث تتعلق هذه بحسابات ومصالح أطراف الانقسام ، فالانقسام فرض واقعا استفاد منه أصحاب العلاقة، فالكثير من كوادر حماس وكوادر فتح وجدت لها في جو الانقسام مواقع ووظائف وترتب على ذلك امتيازات و حيث تشعر هذه الكوادر بأن العودة الى المصالحة والوحدة سيعيد هذه الكوادر الى وضعها الطبيعي قبل الانقسام مما يعرضها الى فقدان مواقعها وامتيازاتها. أيضا سلام فياض مندوب البنك الدولي رئيس الوزراء الذي لا ياتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه ، يشعر بأن الانقسام سيبعده عن مركز التحكم والقيادة نراه يمعن من جانبه ومع كل من التف حوله بمقاومة أمر المصالحة والانقسام مستفيدا من الحصار المالي الذي تمارسه الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، فهذا الصراف الذي تمر أموال المنح عبره ومن خلاله وضع الشعب الفلسطيني تحت و طأة الديون وضغط البنوك و يزيد من ضغطه على الموظفين والقطاع العام والقطاع الخاص عبر افتعال موضوع الافلاس والعجز و تأخر صرف الرواتب ومستحقات المقاولين والموردين موحيا للشعب الفلسطيني والى كوادر كثيرة بأنه الوسيلة الوحيدة التي تثق بها الجهات المانحة لتمرير التمويل اللازم لادارة السلطة ودفع الرواتب ، وحيث وبدونه لن تأتي أموال المنح . ايضا الصراع على اقتسام كعكة منظمة التحرير الفلسطينية، وحصة كل من حماس وفتح في اللجنة التنفيذية وفي المجلس الوطني تؤجل موضوع الاتفاق والمصالحة وكأن منظمة التحرير ميراثا خاصا بهم دون سائر الفصائل الاخرى ودون إكتراث لمصالح الجماهير الواسعة والعريضة حيث يتجاهل الطرفان وجودها في محادثات اقتسام الكعكة. إضافة إلى عجز هذه الفصائل عن لعب دور حقيقي ريادي وقيادي ، وخضوعها من حيث التمويل والامتيازات الخاصة بقادتها ورهن نفسها الى ما تجود به عليها فتح المهيمنة والمسيطرة حتى اللحظة على مؤسسات السلطة وعلى مؤسسات منظمة التحرير يجعلها تكتفي بلعب دور ثانوي دور البصمجي الموافق على ما تريده فتح. تدخلات الدول العربية حيث تحتضن قطر والاخوان المسلمين حماس و تساندها، فتجعل حماس تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الضفة الغربية ، حيث ترى حماس في سيطرة الاخوان المسلمين بواسطة التمويل القطري على دول مثل مصر وليبيا وتونس فرصة كبيرة لادارة الظهر للمصالحة معتقدة أن وضع العالم العربي الحالي وحالة الاختناق والحصار والعجز وانسداد الافق التي تعيشها السلطة الفلسطينية تتطلب منها التريث لعل السلطة تنحل فتحل محلها دون الحاجة الى دفع الثمن، خصوصا بعد أن فكك خالد مشعل بمساعدة قطر كل علاقة له بسوريا و حزب الله وبعد ادارته الظهر لبرنامج المقاومة التي كانت حماس تدعيه. الضغط الذي كانت تمارسه اسرائيل كلما ارتفع الصوت وعلى الحديث عن ضرورة المصالحة والوحدة الوطنية ، عبر مصادرة و تأخير ايصال الاموال المنقولة من الدول المانحة وعبر أموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل والتي من المفروض على اسرائيل وفقا للاتفاقيات الإقتصادية الموقعة أن تسلمها إلى السلطة الفلسطينية، كذلك تلكؤ الدول المانحة عن دفع الأموال في وقتها عند الحديث عن المصالحة، ساهمت في تردد فتح عن السعي الجاد لانهاء هذا الملف. و حالة الحصار التي تفرضها اسرائيل على قطاع غزة والتي ساهمت بما يسمى اقتصاد الانفاق والذي ساهم في ايجاد مافيا من قيادات حماس اغتنت بشكل فاحش ، فالتهريب عبر الانفاق والذي تسيطر عليها حماس ساهم بإيجاد أكثر من سبعمائة مليونير غزاوي استفادوا جدا من هذا الوضع واستفاد معهم المئات والالاف من العاملين بالانفاق أو المرتبطين بها، اتراهم بعد هذا يتخلون عن مكاسبهم وامتيازاتهم.؟! لقد أبتلي الشعب الفلسطيني بقيادات فاسدة وانتهازية تحسب حساب مصالحها الذاتية والفئوية، وتقدمها على المصلحة العامة، وابتلاؤه بقيادات غير ثورية تدعي الواقعية جعل من كل هذه العوامل معيقا كبيرا أمام انجاز المصالحة، الشعب الفلسطيني اليوم بحاجة الى ثورة على هذا الواقع ، ثورة على القيادات والفصائل المهترئة والانتهازية، ثورة تعيد الى الكل رشده وعقله تخيره فيها ما بين الالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني أو الركون جانبا وإخلاء الموقع لقيادات شابة جديدة قيادة تملك العقل والواقعية ولكنها تمتلك معها الروح الثورية الوثابة وتملك الايمان بقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والصبر، تضع نصب أعينها أولوية المصالح العليا للجماهير الفلسطينية على المصالح الفئوية الضيقة، قيادة يمكنها الاستفادة من عواصف التغيير التي تجتاح المنطقة في مصر وتونس رافضة منطق الهيمنة الاخوانية الخليجية على مقدرات الشعوب رافضة الخنوع للاملاءات الامريكية الاسرائيلية.
#عتريس_المدح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة..ثورة مضادة .. مع سوريا .. ضد سوريا.. كل هذا اللغط!!
-
الحل العادل والحل المنصف للقضية الفلسطينية بين اليمين واليسا
...
-
غضب الطبيعة والاحتلال الاسرائيلي
-
الهرطقة الصهيونية – الى يعقوب ابراهامي
-
سوريا الى أين ؟
-
الصهيونية اليسارية – مرة أخرى
-
الصهيونية اليسارية
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|