|
الواقع وتحقيق الذات
عبدالغني زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 15:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مابين ايجاد الذات وتحقيق الذات الحقيقية في هذا الواقع . من يصنع الذات هل هو الانا كما يعبر عنها فرويد ام انه الواقع واستخدم الانا الفرويدية لانها تعتبر في سياق علم النفس كما حددها فرويد انها معتدلة بين الهو والانا العليا. ماهي المساحة المعطاة حقيقة للانسان كي يجد بها ذاته وما جغرافيتها الحقيقية في فضاء التساؤلات الانفة الذكر لن اغوص بالموضوع بشكل جدلي ونفسي لادخل في متاهات فرويد والعلم الحديث وفلسفاته ليكون هذه الموضوع موضوع ناقش وليس دراسة وهو على الصعيد الشخصي غضبة اكثر من اي وصف اخر ان نظرة عابرة على هذا الواقع وتحليله يفرض علينا اولا ان نعمل على تحليل الواقع ليس بمفهومه المركب وتجزئته ومن ثم اعادة صياغته بما يتماشى مع الانسان وحقيقته وجوهره بل تحليله بشكل ما يمكنني القول هندسيا الواقع الذي يعيشه أي انسان ينقسم الى قسمين او بالاحرى هوعبارة عن دائرتين متداخلتين بمساحة صغيرة وتفسير هذه الدوائر وتداخلها هو ما سوف نتعاطى معه يمكنني ان اعبر عن هذه الدوائر بان الدائرتين واحداهما الكبرى يمكنني ان اسميها او اطلق عليها انها دائرة الدولة والتي يعيش فيها الانسان بهوية ودستور يشترك به مجموعة من الناس بالارض ويحتكمون لدستور مشترك بينهم يحدد واجبات الدولة وحقوق الافراد وغيره مما يخضع لمفهوم الدولة بشكلها البسيط والمعقد والدائرة الصغرى واحب ان اطلق عليها دائرة صناعة الانسان الذي بالنهاية يلبي متطلبات الدولة كما تشتهي ومنطقة التداخل لا ادرى هل يجب ان تكون متدخلة ام يجب ان تكون خارج هذه الاطار ( وتكون تاكيد على مقولة نتشيه في كتاب زرادشت كما اذكر " ان الانسان الحقيقي هو من يصنع ذاته خارج حدود الدولة والحكومات") ولكن في حقيقة الامر ليكون حديثي واقعي وليس مثاليا فهي في حقيقة الامر واقصد هنا تحقيق الذات متداخلة مع الدوائر الاخرى
والان لنشرع في هذا الحديث والتفسير طبعا قبل حديثي هنالك مسلمات ان مفهوم الواقع هو سرمدي غير مفهوم مطلي بالون الرمادي ولو قلنا بانه وجد صدفة هكذا و انه هو هكذا ففيه من تسفيه للقعل البشري ما يقبح انسنيتنا وعقليتنا وتفكيرنا ولكن الواقع بحد ذاته هو مفهوم مركب اعادة تجزئته واعادة تعريف مفهومه تحاج الى وقفات كثيرة فيه من الحواجز ما يجعلنا في السراديب النظرية فقط ثانيا انه ليس كل ما هو منعكس على الواقع من قبل الانسان يجب ان يكون بكامل وعي الانسان فانه لو تعمقنا قليلا في الوقع وتشعباته والحركات الاجتماعية والفكرية لدى لانسان فتجد الكثير من الامور قد انشات وتربة في لاوعي الانسان واجتازت اختياراته للوصول الى الواقع بمعنى انها انعكاس على الواقع من دون وعي مسبق للانسان وكثير من هذه الامور بقية بلا وصف وتدقيق وادخلت في الواقع ومفهومه مما اصابه ضبابية اكبر ولون رمدي مرعب مظلم وموحش. ( رغم هذا فان جوهر الانسان اي انسان قبل الموت ان يكتب اسمه الحقيقي على قبره بمعنى ان يحقق ذاته ) لا ان يكتب عليه مواطن صالحا لانني مؤمن ان هذا لواقع ... الدساتير . الانظمة الحاكمة .. الايديولوجيات المتبعة ... الخ . بالنهاية لاتريد سوى صناعة الانسان على حسب اهواءها .
ثالثا يتوجب على الانسان لا تكون بوصلته ومبادئه مبنية على قياسات نسبية فقط لانه بالاصل لايوجد مرجعية ثابته وانا هنا اتحدث في مجال الفكر فقط بعيدا عن العبادات والاخلاق المبنية على الديانات كل كلامي ما بعد الديانات لانني اعتبرها من المرجعيات التي يجب عدم تجاوزها اذن انا ابحث في مجال المباح شرعا والواجب تاصيلا لان جميع الديانات حثت على التفكر والتنظيم اذن فالنسبية هي ملاصقة للسطحيين الذين يرتؤون العيش كالعبيد في الظلام على فتات الاسياد المستنيرين والنسبية ايضا في مجال المفكرين هو من النوع الخبيث يعلم انها عديمة الجدوى ولا توصل الانسان الى الرقي والحقيقة بل تزيد من عدميته وسنفصل ونفتح نافذة تطل على الايديولوجيات الاجتماعية ك العلمانية والمادية الجدلية وبعض الايديولوجيات الاخرى المصغرة جغرافيا ولكنها الواسعة
حقوق الانسان مصطلح خبيث تم ادخاله فقط على ما اعتقد لاراحة الانا العليا( واقصد بها الضمير) لهذا العالم او الواقع لانه اليس من المفروض ان تكون من ابسط حقوق هذا الزائر الى الارض ان يحقق ذاته لانه في حقيقة الامر لديه طاقة داخليه ويمكن ان اصفه بانه جاء الى الارض والانا العليا بداخلة والهو بداخله ومرجعيته متجاوزة او داخلية ولكن لاجحاد الواقع فانه دائما يريد ان يحدد هوية الانا كيف تكون والتاثير على جوهر الانسان وبنيته اللاوعية او اجباره على نكرانها كي يتسنى له العيش حسبما تقتضي هذه الايديولوجية وغيرها من المرجعيات الانسانية والفكرية المتبعة الا انه لا يحق له ايجاد ذاته من خلال ذاته .
لو اي شخص منا تامل حياة جاره البسيط يخرج من الساعة السابعة صباحا الى عمله وهو يعلم ان عليه ان يعيد برمجة ذاته حسب ما تقتضيه طبيعة علاقة السيد بالعبد لانه هو هكذا في واقع الامر ولانه يعلم تماما ان لا نقابات حقيقية ولا قانون عمل حقيقي وطبيعة العمل تفرض عليه الانصياع التام لاوامر الالات والتقيد بالانظمة والمعايير اللاانسانية من الناحية الشخصية اعتقد بمجال العمل ان اسوا المصطلحات استخداما هو ( الموارد البشرية H.R) حتى هذا المصطلح افرغ تماما من الانسانية بعكس قسم العمال ,شؤون الموظفين .... نعود ونقول هو يعلم ان جميع القوانيين تعمل ضده وهو بالاصل لا يعمل لا بهدف العمل ولكن بهدف رغيف الخبز ويعلم انه عند خروجه عليه ان يتخلى عن مبادىء الانا العليا التي تخصه
لنكمل مشوار هذا الانسان فبعد التحكم يثماني ساعات العمل وتحديد متى يدخن ومتى ياكل ومنع الهاتف وتغييبه اجتماعيا وعدم تعويضه وهذه يجب بحثها في اطار تحديد القيمة وقد تعرض لها ماركس في كتاب راس المال وهو تعويضه على الاقل ماديا عن الراحة والحرية التي فقدها ببعده عن ذاته واسرته وغيره من الامور الشخصية والتي تمس جوهر ذاته .
يعود الى قلعته الصغرى والتي يقاتل من اجلها ( علما بانه تم العبث بها من قبل اوجه مختلفة ) وهي الاسرة , التي تحتضن الذات الحقيقية ...ومسار حاله هذه هي نمط اوجدته ايديولوجيات او الحكومات وغيرها وانا هنا اكاد اقتبس من كتابات الراحل عبد الوهاب المسيري في تحليله لعملية التنميط التي تحدثها العلمانية بشقيها العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة هذه الكلمات النابعة من غضبة لا اريد من خلالها الخوض في كل ايديولوجية على حدى او التهكم على واحدة من اجل الاخرى ولكنني اقولها بكل صدق انه لا يوجد في هذا الواقع المليىء بالانظمة والقوانيين التي تتبنى اي شيء لعدم ايجاد مساحة لتحقيق الذات وجغرافية هذه المساحة الصغيرة تم وضع حواجز كثيرة امامها لمنع الوصول اليها لا لعجز القوانيين ومقاومة الانسان الواعي لا بل هي اسمى من هذا كله هي في الحقيقة لوجود طاقة لا واعية اسمى من الانسان نفسه لكنها تحوي داخله تريد له ان يبقى متجسدا يصارع بهذا الجسد من خلال الانا محاولا ايجادها على هذه الارض اصبح من الصعب القول بانني أنا ...أنا عدا انه على هذه الارض ما يستحق الحياة(محمود درويش) ولو دخلنا في اعماق درويش لوجدناه يقول بانه على هذه الارض ما يستحق ان نعيشه بكل ذاتنا الحقيقية ونشاهد انعكاساتها على هذا الواقع لم اسلط الضوء على الدائرة الكبرى وهي رؤية الفرد لذاته وتحقيقها في الدولة لانه لو عمل على هذا ستكون انانية وسيكون هنالك بشكل حتمي تداخل ما بين الذات والمرجعيات فمنهم من يتخذ من فكر الانسان مرجعية له امثال الايديولوجيات المنعكسة من مفكريين مثل المادية والعلمانية وغيرها من الايديولوجيات وهنالك وانا منهم من يتخذ مرجعية متجاوزة له وهو الاسلام وهذا التناقض لا يعني البته لكلى الطرفيين ان يدخلوا صراعاتهم للدائرة الصغرى من الانسان ليعملوا على تجريده منها وعدم تحقيق ذاته ( التناقض بالداشرة الكبرى والخلفات لا تعني ايضا اقحامها في مجالات الذات ) .
#عبدالغني_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا عمال العالم اتحدو .....
-
عبارة اعرابي..
-
العقل العربي كان ولا زال وسيبقى حر!!
-
تساؤلات حول المرأة
-
مبدأ ايزنهاور
-
جدلية العلاقة بين العقل المنظور والواقع المعقول(جدلية الفكر
...
-
قصائد العمق (مظفر النواب)
-
اضاءة مباشر في الحداثة ( العلمانية العدمية)
-
اما ان للقوميين ان يستفيقوا
-
جوهر الربيع العربي -سقطت شرائع الانسان!!
-
العلمانية الفردية
-
رسائل وتساؤلات مادية تاريخية في فضاء المادية الديالكتيكية
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|