قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 18:23
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
ترد الينا رسائل تعكس حالات خلاف بين الازواج او بين الاحباب، وتتجذر مضامينها في مشكلة نفسية واحدة هي "الشك". والشك في حدوده المعقولة يمكن التغلب عليه والوصول الى حالة من التفاهم والوفاق، ولكنه حين يتطور الى "عصاب" فأن العلاقة بين الطرفين تتحول الى جحيم لا يطاق.
وما يزيد من خطورة هذا الحال ان احد الطرفين قد لا يعرف ان من اصعب الشخصيات على نفسها وعلى الاخرين هي الشخصية المصابة بعصاب الشك. ولعل الخطوة الاولى في التعامل السليم معها تبدأ بادراك ان اهم صفة في هذه الشخصية هي العناد والتصلّب في الرأي. فأن اصرت الزوجة المصابة بعصاب الشك، (او الزوج المصاب به)، فلن يزحزحها عن رأيها(رأيه) طوفان نوح. والصفةالثانية هي ان المصاب به تستقر في دماغه احكام ومقاييس خاصة به يخضع لها كل رأي يسمعه، ولأن هذه الاحكام والمقاييس تتسم بالذاتية والتصلّب فأنه يجد صعوبة في اقامة علاقة سليمة وثابته مع الآخرين. فلو اتفق الجميع على رأي معين وكان الرأي لا يطابق احكامه فأنه يخالفهم ويعمل بما استقر في رأيه من مقاييس. وهذه الحالة تجره الى صفة سلبية اخرى هي الحساسية المفرطة وسرعة الانفعال لأتفه الاسباب.
والمصاب بعصاب الشك مسكون دائما بالتحري عن دوافع الاخرين وسلوكهم نحوه، وبالذات الطرف الذي تربطه به اقرب العلاقات. فالزوجة الشكاكة، او الزوج الشكاك، تنحت في ادراكها قالبا معينا لسلوك زوجها وتصرفاته بحيث يغدو اي خروج على هذا "القالب" مثارا لشكوكها، وتجري حالة من التوليد والتضخيم..فالفكرة تلد فكرة..وتتكاثر الافكار بمتوالية هوسية! يزدحم الرأس بها فلا يتسع لاحتوائها..فتخرج منه حالة قد تصل الى التهور في الكلام وفي الفعل ايضا.
ولهذا فان الطرف الاخر الذي يقابل العناد بالعناد وليس بالمرونة، والانفعال بالانفعال وليس بالهدوء وضبط النفس، عليه ان يتوقع ان تصعيد عصاب الشك قد يؤدي بصاحبه الى الاصابة بالفصام "الشيزوفرينيا".
وتبقى ثمة التفاتة هي ان الشك كان في البدء متجها نحو المرأة.فلقد قرأت وصية بابلية تقول بالنص:
( لا تتزوج المرأة التي كان لها عشاق كثيرون لانها ستتخلى عنك اذا ما ساءت احوالك، واذا ما تخاصمت معها فأنها ستهزأ بك..انها تأتي بالكارثة في اي بيت تحل فيه وتحطم اي رجل يتزوجها).
الا يبدو لكم انها تصدق الآن على الرجل اكثر؟
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟