أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - في العراق فقط، الخيانة الوطنية عمل وطني!















المزيد.....

في العراق فقط، الخيانة الوطنية عمل وطني!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في البدء، أود التوكيد أني ضد إطلاق الاتهامات جزافاً على أناس لمجرد أنهم يختلفون معي في الرأي، فـ"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" كما تفيد الحكمة. ولكن ما أقصده في هذا المقال عن الخيانة الوطنية، وعلى قدر فهمي لها، هي: قيام المواطن بعمل ما بقصد إلحاق الضرر بالمصلحة الوطنية، بشرياً، أو مادياً، أو معنوياً، خدمة لمصلتحه الشخصية والفئوية. ومَنْ عنده تعريف أفضل فليأت به، لأني أريد أن أتعلم من المهد إلى اللحد.

قبل ما يقارب التسع سنوات نشرتُ مقالاً بعنوان: (اللهم احفظ العراق من العراقيين)، عاتبني البعض عليه بأني أشكك في اخلاص وحب العراقيين لوطنهم. في الحقيقة أنا لا أنكر على العراقيين حبهم وإخلاصهم لشعبهم ووطنهم، فجحافل شهدائهم تشهد بذلك، ولكن هناك الكثير منهم ساهموا ومازالوا يساهمون في تدمير العراق باسم الوطنية، كذباً وزوراً.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، قرأنا قبل أسابيع، مقالات وتقارير تفيد أن موظفي مكاتب الخطوط الجوية العراقية تصد المسافرين عن حجز تذاكر السفر على خطوطهم قائلين أن جميع المقاعد محجوزة، وهي ليست كذلك، بل خدمة لشركات الخطوط الجوية الأجنبية مقابل المال الحرام. وهذا لم يحصل إلا في العراق، وهو عمل خياني بحق الوطن بالتأكيد.

كما قرأنا أن دبلوماسيين يعملون في سفارات عراقية ينصحون الشركات الأجنبية بعدم الاستثمار في العراق كي لا يخسروا أموالهم!، وآخرون يحرضون ضد الحكومة العراقية المنتخبة ويصفونها بأسوأ الصفات. وفيما يخص وزراء فاسدين ينهبون أموال الدولة ويفرون للعيش في الخارج فصار حديث العصر وضربوا رقماً قياسياً.

أما قائمة الافتراءات والإشاعات السامة لتشويه سمعة العراق الجديد والحكومة المنتخبة وتشويه صورة الديمقراطية، فحدث ولا حرج، وقد ذكرت العديد منها في مقالات سابقة. ولكن أود أن أشير هنا إلى فرية جديدة مازالت (طازجة!!) تتناقل بالإيميلات على شكل "تقرير" بعنوان: (استياء دولي من موافقة العراق لبناء مكب نووي) جاء فيه: "جريمة من نوع جديد بحق العراق الحبيب. هؤلاء الانذال يودون بيع العراق وتلويثه لعشرات السنين قادمة قبل ان يتركوا الكرسي، انهم خونه بحق الشعب، استياء دولي من قيام العراق يتفق مع الاتحاد الاوربي بناء مكب للنفايات النووية. (وكالة الاستقلال للاخبار، 07-01-2013) وتليه عبارة: (الرجاء حوِّل هذا الإيميل لأكبر عدد ممكن من معارفكم).
إن وكالة أخبار مستقلة تحترم نفسها، وتسعى لكسب ثقة الناس لا يمكن أن تنشر هكذا خبر، وبهذه اللغة الركيكة و الشتائمية السوقية البذيئة، فهي لغة أيتام البعث بامتياز. ولكن المؤسف أن التقرير المزعوم من "وكالة مستقلة" صدق به ناس معروفون بوطنيتهم وإخلاصهم لشعبهم، ومع ذلك يبدو أنهم غير محصنين ضد الإشاعات والافتراءات، فيصدقون كل ما يقرؤون، ويساهمون بحماس في تعميمه وبدوافع وطنية طبعاً.

وأخيراً، وليس آخراً، الطامة الكبرى، إذ قرأنا عن رسالة وقعها نواب من الكتلة "العراقية"، نعم نواب منتخبون من أبناء الشعب، المفترض بهم أن يكونوا قدوة في خدمة الشعب والوطن، وجهوا رسالة إلى البرلمان الأوربي، طالبوا فيها بالامتناع عن توقيع اتفاق الشراكة والتعاون مع العراق، كي "لا يبدو الأمر وكأن الاتحاد يدعم حكومة نوري المالكي". والرسالة موجهة إلى رئيس لجنة العلاقات مع العراق في الاتحاد الأوربي ستراون ستيفنسن، وموقعة من قبل النواب: أحمد العلواني، ولقاء مهدي، وأحمد المساري، وطلال الزوبعي، وحامد جاسم، وعتاب جاسم، وحسن الجبوري، والمؤرخة في 14 كانون الثاني 2012 . (السومرية نيوز، بغداد، 12/2/2013).
لا شك أن هكذا عمل يعتبر في جميع دول العالم، ووفق جميع المعايير الدولية، خيانة وطنية، لأن القصد منه إلحاق الضرر بالشعب والوطن.

في الأنظمة الديمقراطية لا بد من منافسة بين الكتل السياسية، فمن يراقب المجادلات في البرلمانات الأوربية، يعرف مدى شراسة المنافسة بين نواب أحزاب السلطة وأحزاب المعارضة. ولكن المنافسة هنا نزيهة وتهدف إلى إقناع الناس بمن هو الأكفأ لحكم البلاد لتقديم أفضل الخدمات للشعب. ولكن حالما يبرز خطر يهدد المصلحة الوطنية، فسرعان ما تقف أحزاب الحكومة وأحزاب المعارضة صفاً واحداً لدرأ الخطر. هذه القاعدة عامة في الديمقراطيات الناضجة والناشئة ما عدا العراق. فهؤلاء النواب العراقيون الذين وجهوا رسالة عدم التعاون مع العراق، و رغم مشاركتهم في السلطة، فضلوا إلحاق الضرر بشعبهم بغضاً لرئيس الوزراء لأنه ليس من طائفتهم.

فلو كان رئيس الوزراء، السيد نوري المالكي من مذهب هؤلاء الموقعين على الرسالة، لما أقدموا على عملهم الشنيع هذا. فطائفيتهم واضحة من قائمة الشتائم التي وجهوها إلى 65% من الشعب العراقي دون خجل، ونعتهم لهم بالفرس المجوس، والصفوية، واتهامهم بالعمالة لإيران...الخ، إلى حد أن قال أحد قادة التظاهرات في الرمادي، الشيخ أحمد أبو ريشة، أنهم يريدون مخاطبة الحكومة وكتابة شعاراتهم باللغة الفارسية !!! في إشارة خبيثة إلى أن الحكومة التي يترأسها السيد المالكي هم إيرانيون لا يفهمون العربية!!. وهذه التهمة الغبية ليست جديدة، بل برزت منذ تأسيس الدولة العراقية وإلى الآن في الطعن بعراقية وعروبة شيعة العراق. وهذا عيب شنيع عليهم، ويضرهم أكثر من غيرهم، إذ لو صدق قولهم، فهذا يعني أن نسبة "العرب الأقحاح- السنة فقط" في العراق لا يزيد على 15%، وفي هذه الحالة لا يحق لهم اعتبار العراق بلداً عربياً، بل ويحق لإيران إلحاق المناطق الشيعية من العراق بها كما عملت تركيا باحتلال الجزء التركي من جزيرة قبرص!!

فإذنْ، كل هذه الضجة هي لأسباب طائفية ليس غير. وهذا دليل على أن الطائفية عندهم أقوى من الوطنية، بل وحتى لأقوى من القومية التي كانوا يتشدقون بها، وذبحوا ثورة 14 تموز باسمها. والمؤسف أنه حتى رئيس البرلمان، المفترض به أن يمثل كل العراقيين وليس مكونة واحدة منهم، لم يستطع إخفاء مشاعره الطائفية، إذ وقف إلى جانب النائب أحمد العلواني الطائفي عندما كان يكيل الشتائم للشيعة.

ولذلك، لا نستغرب من هؤلاء حقدهم الشديد على الديمقراطية. فالديمقراطية تعني حكم الأغلبية وحسب ما تفرزه صناديق الاقتراع، وهذا ليس في صالحهم، خاصة وقد أدمنوا على احتكار السلطة خلال 80 سنة، وعاملوا بقية المكونات من الشعب العراقي كمواطنين من الدرجة الثانية أو العاشرة، أو حتى أجانب لا يحق لهم المشاركة في حكم بلادهم. فمشكلة هؤلاء أنهم مازالوا يعتبرون العراق مستعمرة لهم، وشعبه عبيد في خدمتهم. ننصحهم أن يتكيفوا مع الزمن وفق المستجدات، وأن يتخلصوا من عقلية عفا عليها الزمن، وان يقبلوا بالديمقراطية ودولة المواطنة ومعاملة الجميع بالتساوي أمام القانون والواجبات وتكافؤ الفرص، إذا ما أرادوا أن يعيشوا بأمن وسلام ودولة الرفاهية والازدهار. فمن لم يتطور ويتكيف مع المستجدات ينقرض كما انقرضت الدينصورات.

يوعز البعض من أصحاب النوايا الحسنة انفجار الطائفية إلى الأحزاب الإسلامية وخاصة الشيعية منها. طيب، وهل النائب أحمد العلواني، والهارب من وجه العدالة طارق الهاشمي، ومحمد الدايني وغيرهم كثيرون، هم من أحزاب إسلامية؟ أليسوا علمانيين كما يدعون؟
لذلك نقولها مرة أخرى، أن الطائفية لا علاقة لها بالأحزاب الدينية أو العلمانية، وإنما لها علاقة بوعي وثقافة الإنسان وتربيته العائلية.

لذلك نهيب بالمسؤولين الحريصين على مصلحة وسمعة العراق، العمل على تجريد النواب الذين قدموا الرسالة إلى البرلمان الأوربي لإلحاق الضرر بالعراق، من الحصانة البرلمانية، وتقديمهم للقضاء بتهمة الخيانة الوطنية ومخالفة الدستور، والحنث باليمين الدستورية والانقلاب على الديمقراطية.

أما الذين رددوا شتائم طائفية ضد الأغلبية الشعبية، فبالتأكيد يعتبر عملهم هذا خيانة وطنية، لأن القصد منه تفتيت الوحدة الوطنية، وإشعال حرب طائفية لا تبقي ولا تذر. فهناك مادة دستورية يجب تطبيقها بحقهم، إذ تنص المادة 7، أولاً : "يحظر كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير أو التطهير الطائفي، او يحرض أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون."

كذلك يطالب النائب أحمد العلواني وغيره من قادة التظاهرات والاعتصامات في المحافظات الغربية، بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب، وقانون المساءلة والعدالة...الخ، وهذه الطلبات هي الآخرى ضد الدستور، والمصلحة الوطنية، إذ جاء في نفس المادة 7، ثانياً: "تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله، وتعمل على حماية اراضيها من ان تكون مقراً أو ممراً أو ساحةً لنشاطه".
ولا نقول ذلك بطراً ضد أحمد العلواني، بل نؤكده بالصوت والصورة، حيث وضعنا في الهامش رابطاً لمقابلة تلفزيونية معه، يرجى فتحه لمشاهدة اللقاء الذي يفضح موقفه المحرج عندما حاصره المذيع بمنتهى الحرفية بالأدلة الدامغة حول تحريضه الطائفي.(3)

نعم، يرتكب هؤلاء جرائهم بحق الشعب والوطن باسم الوطنية...
حقاً ما قاله صموئيل جونسون: "الوطنية آخر ملاذ للأوغاد".

[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــ
1- وثائق: برلمانيون طالبوا الاتحاد الأوربي بعدم توقيع اتفاق تعاون مع العراق كي لا يعد دعما للمالكي
http://www.akhbaar.org/home/2013/2/142129.html

2- محمد ضياء عيسى العقابي: دعوة نواب إئتلاف العراقية الإتحادَ الأوربي لمحاصرة العراق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=345090

3- مقابلة تلفزيونية مع النائب أحمد العلواني، يرجى فتح الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=WliUDkLaZVk



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صححت السعودية سياستها من العراق؟
- هل الحل في تقسيم العراق؟
- العراق في مفترق الطرق
- رد متأخر على مقال: أسباب اضطهاد الشيعة
- لماذا يطالبون المالكي بالاستقالة؟
- إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟
- أيها الديمقراطيون، هل اتضحت لكم الصورة الآن بما فيه الكفاية؟
- الديمقراطية فضحت المجتمع العراقي
- من المستفيد من إفشال العملية السياسية في العراق؟
- غفلة الغرب عن مخاطر الإسلام السياسي
- قول الصدق في زمن الخديعة عمل ثوري
- هل سيحقق البارزاني نبوءة صدام؟
- خطط مُبيَّتة لنهب ثروات العراق
- حول إلغاء البطاقة التموينية
- في مواجهة الحرب الإعلامية التسقيطية
- من يحاكم المتَّهّم...القضاء أَم الإعلام؟
- وعن جرائم البعث لا تتكلموا..!
- الشريعة الإسلامية كتبت لحل مشاكل القرون المنصرمة وغير صالحة ...
- لست تابعاً للمالكي، والعلمانية أفضل نظام لحكم العراق
- من وراء رفع صور خامنئي في العراق؟


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - في العراق فقط، الخيانة الوطنية عمل وطني!