فائز الكنعان
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هايكو الوصى والمالكي والوطنية
الاول من الجزيرة والثاني عراقي
اعادة كتابة التاريخ
***********
الذي لايعرفه اكثر أهل العراق او يتجاهلوه انه قبل دخول بريطانيا بلاد مابين الرافدين لم يكن هنالك شئ اسمه دولة العراق والاهم لم يكن هنالك شئ اسمه مواطنه ولا وطن .
العراق عموما كان مقسم طائفيا الى محافظات واقضية ونواحي والفرقاء تنتظر حماية الدولة العثمانية او الإيرانية لهم .
بريطانيا التي اوجدت كيان اسمه العراق وكتبت الدستور وساهمت في تاسيس الجيش و البرلمان و الاحزاب وباقي دواوين الدولة لم تتوقع ولم يكن في حسبانها انها ستوحد الشعب العراقي ضدها ولو بشكل مؤقت وسبب التوحيد لم يكن المواطنة او الدفاع عن الوطن ولكن لمحاربة الاستعمار،
فغيروا مصطلح الانتداب في ليله وضحاها واصبح الكل يد واحدة ضد الاستعمار والقصد هو محاربة الكافر .
الثورات ضد بريطانيا لم تكن وطنية او لمصلحة البلد ولكنها كانت رد فعل لفتاوي رجال الدين وخاصة الشيعة منهم.
وإلا لما صبروا على جور الاحتلال العثماني لاكثر من نصف قرن وهم لم يتحملوا الانتداب البريطاني عدة أعوام ؟
المعروف ان بريطانيا لاقت صعوبة في ايجاد ملك من اصل عراقي يتفق عليه اهل العراق و الحل كان بشخص من اصول غير عراقية فكان الملك فيصل ليحكمنا والمصيبة ان هذا الغريب و عائلته اصبحوا اكثر عراقيين من العراقيين انفسهم والتاريخ سوف ينصف الوصي عبدالاله والملك فيصل الاول والثاني يوما ما .
التحرر الليبرالي والثقافي والطفرة الحضارية الوجيزة مع الانتداب الإنكليزي والتحسين بالتعليم والوضع المعاشي اثمرت ولو بشكل جزئي في أبعاد النظرة الطائفية المتوارثة ولكن في مناطق محدودة من بغداد ولفترة قليلة .
اذكر هنا مناطق كالمنصور وشارع فلسطين وهكذا تربى و لأول مرة جيل لا يعرف التقسيم الطائفي نوعا ما ولكن هذا محدود كما ذكرت و مرحلة قصيرة جدا الا وهي الخمسينات الى نهاية السبعينات.
ظهور الدولة الإسلامية في أيران وحروب صدام الخشبية و نهاية التاثير البريطاني في العراق بعد ثورة تموز اعاد الطائفية كما كانت اول دخول الكفار و بخطى متسارعة الى ان جاء مختار العصر المالكي مع حزب الدعوة وباقي الفرقاء ووصلنا الى الذي وصلناه والآتي أعظم .
فائز الكنعان
#فائز_الكنعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟