أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صائب خليل - هل كان السادات متخلفا عقليا؟















المزيد.....

هل كان السادات متخلفا عقليا؟


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 01:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان هذا هو السؤال الذي وجهته الى الدكتور نصر حامد ابو زيد بعد انتهاء محاضرة له حضرتها في مكتبة صغيرة في دنهاخ قبل سنوات, فنظر الي من وراء نظارته وهز رأسه نفيا.
لا اعلم ان كان سؤالي وقحا, لكني كنت اشعر برغبة ملحة في طرحه لانه رافقني حوالي ثلاثين سنة! ففي الفترة التي طرد فيها السادات الخبراء السوفيت, كانت هناك مقابلة له في مجلة ريدرز دايجست " Readers Digest " ( مجلة بحجم كتاب صغير, شعبية واسعة الانتشار تترجم الى مختلف لغات العالم تحت تسميات مختلفة, كانت في العربية تسمى "المختار" (من ريدرز دايجست...بحروف صغيرة) وتعتبر من مجلات خلط الدعاية السياسية الرخيصة والامتاع) .

في تلك المقابلة, تكون في رأسي هذا السؤال الغريب لكن لم يكن لدي من اسأله, حتى رأيت الدكتور نصر حامد ابو زيد في هولندا.

في تلك المقابلة يقدم السادات اولا كسبب لطرد الخبراء السوفيات انهم "كانوا يعاملون الضباط المصريين بتعال!" بالطبع لم يكن ممكنا ان يصدق احد مثل هذه الاسباب, لكن كان من الممكن تفسير التصريح بانه كذبة بسيطة, يقوم بمثلها معظم الرؤساء والدبلوماسيين عندما لايجدون تبريرا مقبولا لقراراتهم. كانت على كل حال كذبة فاشلة لا تدل على الذكاء.
اما لماذا اعتبرت السادات مرشحا محتملا للتخلف العقلي فلاني لم اجد تفسيرا اخر لتصريحاته الاخرى. من تلك التصريحات اذكر انه كان ينصح الامريكان بالتعامل بصرامة وقوة مع الروس والتخلي عن اسلوب المفاوضات معهم وان يضربوا بيد من حديد (او شيء بهذا المعنى) وان يتعلم الامريكان ذلك منه في تعامله الاخير مع هؤلاء الروس.

هذا الكلام الذي يصعب توقعه من اي شخص له علاقة بالدبلوماسية, كان يصدر من رئيس اكبر دولة عربية, في وضع خطير للغاية مع احدى اشرس الدول في العالم, و اكثرها عدوانية, ومازال في حالة حرب رسمية معها, تدعمها اقوى دولة في العالم, يقول كلام يقضي على اي تواصل له مع ثاني اقوى دولة في العالم, قبل ان يفهم كيف ستجري الامور في محاولته التحالف مع اصدقاءه الجدد.
من المعروف ان مثل تلك الصلة, حتى وان كنت تنوي القضاء عليها, فان لها دورا هاما في مفاوضاتك المقبلة المتوقعة مع اصدقائك الجدد, واعداء الامس: اسرائيل واميركا. ثم ان مثل هذا الكلام لن يكون له اي تأثير مفيد للسادات من اية جهة كانت, بل من المتوقع ان يرى فيه المقابل انسان غير ناضج يستدعي الضحك, ويشجعه على استغلاله الى اقصى الحدود.

لم الح بالسؤال عن تخلف السادات على احد بعد ذلك, ونسيته, واعتبرت انني ربما بالغت في تقديري للامر وقتها, حتى قرأت مقال اشرف عبد الفتاح المعجب بالرئيس المؤمن, ضمن امور اخرى غريبة, بالتفكير الستراتيجي للسادات!
رحت ابحث في الانترنيت عن مادة لكتابة رد عليه. كان ما وجدته اكثر من ان يحتويه مقال او اثنين, فتركت بعض المعلومات رغم اني اعتبرتها هامة وقتها. ومن تلك المعلومات كانت هناك اشارة الى تساؤلي القديم, فيبدوا اني على كل حال لم اكن الوحيد الذي شك بقوى السادات العقلية.

في مقال له بعنوان " عشر سنوات على المنصة" يقول الكاتب الصحفي المصري محمد عبد المجيد:

"أذكر أنني قابلت الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع في الجامعة الأمريكية والصحفي والكاتب الكبير، وقلت له: هل تعرف أن لي رأيا في السادات يختلف عن آراء كل المحللين والسياسيين الذين أجهدوا الفكر والعقل وعصروا الذهن لمعرفة النهج الفكري لذلك الفرعون الريفي القادم من ميت أبو الكوم؟ إنني على يقين من أن أنور السادات كان متخلفا عقليا. وأي متابع جيد ومنصف له ولأحاديثه وأفعاله وحركاته وتصرفاته كان من السهل عليه اكتشاف هذه الحقيقة، إنه مستر تشانس الجديد!!
فماذا كان رد الدكتور سعد الدين إبراهيم، قال الكاتب الكبير: ومن قال لك إننا لا نعرف جميعا أن هذا الرجل كان متخلفا ذهنيا وعقليا ووجدانيا. وهذا الكلام هو أيضا خلاصة أحد أفضل الكتب التي حاول مؤلفوها الدخول إلى عالم أنور السادات، الأب الروحي لنواب الكيف. وقد تمكن الدكتور محمد عباس في كتابه(اغتيال أمة) من رسم صورة حقيقية للعمدة الذي حاول اغتيال مصر العظيمة فلم يستطع واضطر إلى الاستعانة بإسرائيل بحجة السلام والتطبيع."

اما "سيد زهران" فينقل الحادثة التالية:

"ويحكى ان الرئيس الراحل انور السادات عنفّ سكرتيره عندما جاءه بتقارير متابعة لما تنشره الصحافة العالمية وما تحمله عيون الأمن وترصده، وقال بنبرة ساخرة: «انت عاوزني أموت زي عبدالناصر، اللي القراءة قصفت عمره»!

الناشط والكاتب الاسرائيلي الكبير يوري افنري فينقل عن المصريين انهم كانوا يتندرون على البقعة الداكنة في جبهة السادات : في كل اجتماع للضباط الاحرار, كان ناصر يسأل رفاقه ابداء ارائهم وما ان يقوم السادات ليتكلم حتى يضع ناصر اصبعه على جبهته قائلا "اقعد يا انور"
كذلك ينقل افنري عن "كوريل" مؤسس الحزب الشيوعي المصري انه اجابه عن سؤال عن السادات قائلا بشكل قاطع : "Sadat is a simpleton. " (السادات شخص ساذج).

هكذا اكتشفت بعد كل هذه السنين انني لم اكن الوحيد الذي كان له شك بقدرات السادات العقلية, وان سؤالي للدكتور نصر لم يكن تماما في غير محله.




المقالات المتعلقة: مقالة اشرف عبد الفتاح ومقالتين رد ثم رد اشرف ثم ردي عليه

1. http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=30318
2. http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=31200
3. http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=31323
4. http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=34224
5. http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=34418



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص
- التعامل الفعال مع ازمة الاردن
- الطلبة والعصابات والنكتة الايرانية: حول احداث جامعة البصرة
- تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام
- لبنان يكتشف دواء للسرطان
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح
- ليس من السهل على ابو مازن ان يكون في شجاعة السادات
- رهان الديمقراطية الخطير
- سياسيون مصابون بنقص الحضارة المزمن: حول الشغب السياسي العراق ...
- من قررت ان تنتخب؟
- خطوط على وجوه المدن العظيمة: اثار الجيش الامريكي في بابل
- صراع بين المتضامنين مع الشعب الكردي
- طائر الشمال الجميل يسحب استقالته!
- استقالتك مرفوضة ايها الطائر الجميل
- خير الامور ليس دائما اوسطها: في العلاقة العربية الكردية في ا ...
- الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صائب خليل - هل كان السادات متخلفا عقليا؟