|
شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 00:13
المحور:
القضية الفلسطينية
عندما انطلق المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر ، منذ أواسط ستينات القرن الماضي ، لم يكن لموضوع الدولة الفلسطينية ، أي ذكر في الميثاق القومي لمنظمة التحرير عام 1964 ، ولا في أدبيات الفصائل الفلسطينية ولا في الميثاق الوطني الفلسطيني المعدل عام 1968 . تلك الوثائق بمجملها ، أكدت على تحرير ، كامل التراب الوطني الفلسطيني من النهر إلى البحر ، وكانت تلك الأدبيات ، وبخاصةً الميثاق ، بمثابة عقد نضالي ، ما بين الشعب وقيادة منظمة التحرير ، وفي ضوئه كان الانخراط الشعبي والعربي الهائل ، في صفوف الثورة الفلسطينية ، وما ترتب على هذا الانخراط من تضحيات هائلة . لكن المتتبع ، لمسيرة النضال الفلسطيني ، منذ نهاية ستينات القرن الماضي ومطلع السبعينات - رغم الزخم الكفاحي آنذاك ، لفصائل الثورة الفلسطينية ، ورغم إنجازاتها المبكرة ، في بلورة الهوية الفلسطينية النضالية - يكتشف أن هدف التحرير ، استبدل من قبل البعض ، بهدف الاستقلال ، بمعنى استقلال الضفة والقطاع ، من الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 . لقد تبدى ذلك أولاً ، في أدبيات ، كل من حركة فتح والجبهة الديمقراطية في نهاية ستينات القرن الماضي ، عبر طرح الدولة الديمقراطية العلمانية التي يتعايش فيها العرب واليهود معاً ، حيث تمكنتا من تثبيت " موضوع الدولة الديمقراطية العلمانية " كهدف للنضال ، في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثامنة عام 1971 . ويمكن التأريخ جذرياً ، لاستبدال هدف التحرير ، بهدف الاستقلال في الدورة "12" للمجلس الوطني الفلسطيني ، عبر برنامج النقاط العشر الذي أحدث في حينه ، انقساماً في الساحة الفلسطينية ، وظهور جبهة الرفض للحلول الاستسلامية ، التي ضمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير العربية ، وغيرهما من الفصائل الفلسطينية . لقد نص برنامج النقاط العشر ، على إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية "المقاتلة" على أي جزء ، يتم تحريره ، من الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى رفض أي مشروع كيان فلسطيني ، ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة ، ورفض القرار 242 . لكن محتوى ذلك البرنامج شيء ، والمغزى الحقيقي منه ، شيء آخر نقيض له ، إذ أنه ومنذ تلك اللحظة السياسية ، بدأت قيادة المنظمة ، تركز على شعار الدولة الفلسطينية ، وحق تقرير المصير ، وتتحرك سياسياً على هذا الأساس ، وذلك في إطار تسويق سياسي ، أمام الشعب الفلسطيني أن الدولة تأتي في السياق المرحلي ، على طريق تحقيق الهدف الاستراتيجي . ولنكتشف لاحقاً ، أن برنامج النقاط العشر المرحلي عام 1974 هو الجسر الموصل لقرار 242 ، في دورة المجلس الوطني التاسعة عشرة" دورة الانتفاضة والاستقلال الوطني – دورة القائد الشهيد أبو جهاد ، في الجزائر عام 1988 . ولنكتشف أن الاعتراف بقرار 242 ، كان بمثابة الشرط الصهبو- أميركي لتوقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 ، لنصبح أمام سلطة للحكم الذاتي على الشعب دونما الأرض ، مقابل الاعتراف بحق ( إسرائيل ) بالوجود ونبذ ما يسمى بالارهاب ، حيث راهنت قيادة المنظمة، أن أوسلو ستوصل إلى الدولة الفلسطينية عام 1999، لكن العدو الصهيوني أعلن بلسان نتنياهو وغيره ، أن المواعيد الواردة في أوسلو غير مقدسة. ولم تكتف قيادة المنظمة ، بالاعتراف بحق " اسرائيل " في الوجود ونبذ الارهاب ، بل شطبت ، في دورة المجلس الوطني في غزة عام 1996 المواد الرئيسية في الميثاق الوطني " كشطب الكفاح المسلح ، وشطب أن الصهيونية حركة عنصرية مرتبطة عضوياً بالامبريالية ، وشطب بطلان وعد بلفور ، وشطب رفض المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية ألخ " . واللافت للنظر هنا أن معظم فصائل منظمة التحرير - وليس قيادة المنظمة فقط - تعاملت مع موضوع الدولة الفلسطينية ، على حساب الهدف الاستراتيجي . واللافت للنظر أيضاً أن حركة حماس – التي كانت تتحدث عن تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني ، باعتبار أن فلسطين بمجملها وقف إسلامي - باتت هي الأخرى تتبنى موضوع الدولة الفلسطينية ، في الضفة والفطاع حيث وصف البعض ، تبني " حماس " لموضوع الدولة الفلسطينية ، بأنها باتت تسير على ذات الخطى ، التي سارت عليه منظمة التحرير ، منذ سبعينات القرن الماضي ، وبخطى أسرع . وأخيراً فإن التعامل المرحلي ، في النضال الوطني ، أمر مشروع في سياق قراءة موازين القوى ، وفي سياق إدارة الصراع ، مع العدو الصهيوني ، بشرط أن لا يكون التكتيك المرحلي ، على حساب الأهداف الاستراتيجية ، لكن قضية المرحلية شيء ، وشعار الاستقلال شيء آخر لأن شعار الاستقلال الخاص بإٌقامة دولة فلسطينية ، على الأراضي المحتلة عام 1967 ، هو في المحصلة تخلي عن مناطق 1948 ، وتكريس لما جاء في رسائل الاعتراف المتبادل ، بين قيادة المنظمة ، وحكومة العدو الصهيوني ، من حيث الاعتراف بحق (اسرائيل ) بالوجود.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
-
نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
-
الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
-
باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
-
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
-
المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
-
رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر
-
فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها
-
قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
-
مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
-
أوسلو وأخواتها : خسائر صافية للقضية الفلسطينية
المزيد.....
-
أيّ استراتيجية أميركية تجاه نووي إيران ودعمها لحزب الله في أ
...
-
يورو 2024.. فرنسا تهزم البرتغال وتضرب موعدا مع إسبانيا في نص
...
-
-أسوشيتد برس-: بايدن يجري استعدادات كبيرة قبل المقابلة مع شب
...
-
مصر.. وزير التعليم الجديد يعلق على ادعاءات حصوله على شهادة د
...
-
انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية بمشاركة أولية
...
-
ما بعد الانتخابات.. أولويات رئيس إيران
-
-تسنيم-: بزشكيان يتقدم على جليلي في الفرز الأولي لأصوات الان
...
-
شاهد.. جرحى جراء انفجار ألعاب نارية ضربت حشودا خلال احتفال ب
...
-
كأس أمم أوروبا: فرنسا تثأر من البرتغال وتهزمها بركلات الترجي
...
-
عزوف واسع عن التصويت في انتخابات الرئاسة الإيرانية
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
المزيد.....
|