خالد ساحلي
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 20:36
المحور:
الادب والفن
نضحك و رحى الأيام تحصد فرحا من الورد
وهذه الأشواك الباقية على شفاه وقتنا تلطم الوجه
تخرّب أسوار قصور حاضرنا،
تشعل حريقا في حدائق الروح
تهزأ بما يسير معنا دون انتباه
تتنازل العين عن النظر للانشغال
ويصاب اللسان بسكتة قلبية
يضيع الكلام في غابة ليل
تيها كما قوم موسى في الصحراء
تلهو آذاننا بغبار الأحاجي الكاذبة
تسير كلماتنا حافية دون جواز مرور
ترى أشيائها عارية بلا مساحيق
بسيطة كما خيام الغجر المنتصبة من زمن
تقاوم النسيان معلقة الذات أجراسا و فوانيس
أفكارنا كما البدو الرحل تتزاوج بالصعب
تفتح عوالم أمكنة جديدة والأفضية الجميلة
الهاربة من سبأ الوحدة تقسو أحيانا كثيرة
يخدعها الوهم حين تظل تخفي البوح
و هذه القافلة تحط رحالها في القلب
حيث بئر ماء لا زال هناك،
ترسل واردها لترتوي من عطشها
يتبخر السراب الساكن في سفرها.
ينتفض هودج مستتر في القلب
تركبه حورية تسافر مع الضوء
تختصر الطريق وتطوّق المسافة
غيرت اسمها في وهج ولادة جديدة
لا زلنا نضحك نورط الياسمين في حبه للصيف
و شقائق النعمان تتنازل للحقل عن لونها
تقول للربيع خذني معك كل ما تفعله مقبول
أبقيني لأجل الأطفال والعشاق و العجائز
أبقيني معالم لأجل الطيور المصابة بالعمى
أعرف حبك فهو يبقيني جنب النماء
و السنابل تنحني مطلة مسلـّمة
قالت له كل ما تفعله مقبول...
على محياها رسم الربيع اللون الذي يحبه
و الفصول تزحف مستعجلة إلاّ هو
يرقبها والأفق يسير إلى اللانهاية.
#خالد_ساحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟