عمر قاسم أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 17:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معظم الأنظمة العربية تتقن فنون وأساليب الإحتيال على شعوبها ولديها من الخبراء والمستشارين من يتقن تسويقها وإخراجها بصورة جمالية ذات لمحات إبداعية من الكذب والدجل ، وهذه الأنظمة تظهر للشعب على أنها حامي الحمى وأنها تفنى أعمارها لخدمة الوطن والشعب ، وما زالت تمارس دور البرائة ودغدغة العواطف بتسويقها شعارات تصب لخدمة رأس النظام على أساس أنه ( الأب الحاني ) من خلال مروره على بعض أفراد الشعب هنا أو هناك وتفقد أحوال الرعية وترافقه وسائل إعلامه وطاقم المطبلين لجلاله ، وهو ( القائد ) الذي لا يشق له غبار وحامي حمى الأوطان وهو ( الملهم ) الذي لا ينطق عن الهوى وكل ما يتفوه به يحتاج إلى مؤتمرات وندوات بحث وتحليل وتركيب لاستخلاص العبر والدروس للأجيال القادمة ، وهو ( صاحب الجلالة ) الذي لا يعلوه شئ في الأرض وربما لا يعلوه حتى من في السماء ، وهو صاحب السمو أمير البلاد المفدى ، وهو ( صاحب الفخامة ) وفخامته لا تحتاج لدليل أو برهان .
هكذا حال الأنظمة العربية المهيمنة والمذلة لشعوبها ، وعلى الشعب أن يبقى ( مسحجا ومطبلا ) يدعو لرأس النظام بدوام العز والسلطان .
إلا أن هذه الأنظمة تعي تماما ما آلت إليه أمور الشعب من ذل ومهانه وفقر ، وتعي أيضا أنها أصبحت أنظمة مقيتة تشمئز منها نفوس شعوبها وأن وجهها البشع ماثلا وحاضرا ومهما حاولت إعادة ترميمه وتجميله فلن تخفي بشاعته .
ورغم وعيها لذلك فإنها لا تريد المهادنة أو المصالحة مع شعوبها بل تزداد شراسة في طغيانها وقمع وإذلال شعوبها .
كنت أتمنى أن الأنظمة تقرأ التاريخ جيدا لتعتبر ، ولكنها تقرأ تاريخها الذي كتب من أجل تثبيت تاريخها المزور ، تقرأ تاريخها المخضب بدم شعوبها والمسجل على صفحات كرامتهم ، تاريخ حافل بالكذب والدجل والنفاق ، والمطلوب من الشعوب أن تحفظ هذا التاريخ لأنه تاريخ الأنظمة ، تاريخ ( الاب والقائد والمفكر والملهم ) تاريخ ( صاحب الجلالة والسمو والفخامة ) ،
ولن تدرك هذه الأنظمة أن الشعوب تقرأ جيدا وتستطيع كتابة تاريخها بنفسها وأنها كتبت وستكتب التاريخ القادم من وهج ثورتهم على أنظمتهم ، التاريخ القادم سيخضب بدماء شهداء الكرامة والحرية ، ومقدمات هذا التاريخ بدأت كتابته الآن .
عمر قاسم أسعد
#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟