حسن يوسف عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 01:18
المحور:
الادب والفن
انا الان بعد دخولى فى الثلاثين من العمر
وبدايه العد التنازلى لحياتى
اجتر شريط زكرياتى الممتلىء بكثيرمن الاحداث
انا غير راض عن كل ما فعلته
لكننى فى نفس الوقت راض عن كل ما حدث لى
احب كل تجاربى التى خضتها
سواء عن رغبة منى او مجبرا
اتذكر كل الايام التى نمتها على الارصفه
وفى الحدائق العامه وفى عشش الخوص وفى بيوت من الخشب
اتذكر ذلك الصقيع المجنون الذى كان يخترق عظامى
اتذكر انكماشى كعصفور صغير فى الليالى البارده
كنت افعل شئيا غريبا فى تلك الايام
اتخيل اننى ارقد على فراش وثير
وفوق جسدى كل انواع الاغطيه
وانام متدفئا بهذا الوهم الذى صنعته
لم يكن لى فى بيتنا ابدا سريرا انام عليه
لم يكن لى ابدا حجرة خاصة بى
ولا دولابا للملابس
لم تكن هناك ملابس تستحق وجودها فى دولاب
اتذكر عضة الجوع فى معدتى وامعائى
كنت اضغط بكلتا يديا على بطنى
لا ادرى لماذا كانت تريحنى هذه الحركه لثوانى
واعود مرة اخرى لخيالى
لاحلم بمائدة عليها كل انواع الطعام الذى احبه
واظل امصمص فى شفتي بلا توقف
الحق اقول لكم
هنا لا يستطيع الخيال ان يوقف هذه التقلصات المستمره فى احشائى
كما كان يحدث فى حالة البرد
#حسن_يوسف_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟