باسم الخندقجي
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 00:12
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
1- أفرحُ:
عندما أصحو من سكون الليل في جسدي على الصباح يُهيأ لي مائدةً للذاكرة و الكلام أكون منتعشاً و على أتمّ الفرح.. إذ أدركتُ حلمي قبل أن يهجرني من شدة السؤم و أخطاء الترجمة و صَمَمْ الدهشة..
هذا فرحي أنا.. أحتفي به لوحدي..
و عندما تردني أخبار الذين أحبهم فرحاً تباعاً أرتاح.. تسكنني الطمأنينة لان الذين أحبهم ما زالوا يفوقون عدد أصابع يدي الصغيرتين و يحتفون بالحياة رغم الفقدان و تظاهرهم بالنسيان في بعض الأوقات..
هذا فرحهم و أنا في البعيد لوحدي احتفل معهم في فرحهم..
2- أحزن:
عندما يسكنني الحزن فهذا هو الطبيعي في عالم انقلبت موازينه.. إذ هو حزني الذي احزن عليه حين يفارقني للحظة.. أو لا أعرف الحزن إلاّ حين يغادرني للحظة حتى اكتبه بأناقة حيت لا أكون مُبذّراً في نثره في ارض البياض بل معتدلاً حتى لا يخنقني الحزن و الابتذال..
هذا حزني.. أنا أحمله و يحملني دون أدنى عبء
و أما عندما يمر الحزن في درب الذين أحبهم .. يُصيبهم.. يمسُّهم بحداثة أو فاجعة فإنهم يحزنون.. يحملون الحزن جماعة.. يواسون بعضهم البعض.. فجلاء الحزن مواساة و كلمة عزاء و مساندة.. هذا حزنهم عندما يحلُّ عليّ متفرداً بي لا يخنقني بل يقتلني..
3- أمرضُ:
في الغربة الحديدية لا يصيب البرد الروح إلا في حالة واحدة و هي عندما تصاب باليأس و الخذلان..
و أما من كانت روحه محصّنة بالعشق و الأمل و الوطن فيكون سيد معكرته و كلماته و لا يصيبنَّهُ مسُّ البرد الخبيث.. و لكن ثمة جسد و للجسد أعباء.. يُصيبني البرد فالزكام "فالأنفلونزا" و الترجمة العربية الفورية لهذا المرض هي " نقصُ لمسة الأم"
هذا مرضي.. أُداويه بالبابونج الساخن - إن وجد - و بعض الليمون الطبيعي أو الصناعي .. و غطاء شتائي دافئ لأيام معدودة ثم أُشفى من هذه الوعكة الصحية.. و أما حين يصيب المرض أحد الذين أحبهم فلا شفاء بخوفي عليه سوى قربي منه.. و تهيئة أعضاء جسدي قرباناً لجسده حتى و إن كان مصاباً بالزكام.. حتى و إن كانت أمه بجانبه..
4- أُحب:
أنزوي في ركن البياض .. أمارس في الحب بكل ما أوتيت من كلمات حتى أخرج بنص قصير الأنفاس..
هذا حبي.. أُراعيه.. أحبه.. أُربّيه.. ثم أكتبه :
لا امرأة أشاركها عشاء حب..
لا امرأة أقف في حضرتها طفل حب..
لا امرأة أُلقي على عُريها في دمي قصيدة حب..
لا امرأة عندما يجرحها صُراخ الذكورية أبكي أنا عليها بكاء حب..
و لكن الكلمة في قلبي امرأة تلد للذين أحبهم قصائد تقيهم من الخسارة و الضياع في معارك حبهم…
#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟