ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 19:06
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
شمال افريقيا والفتنة الكبرى
يعتقد الكثيرون ان ثورات الحرية والكرامة قد وظعت اوزارها في الأقطا رالتي عرفتها, وان ما يقع بهذه الأخيرة اليوم من احداث لا تعدو ان تكون سوى ارتدادات زلزال سرعان ما سوف تسكن وتهدأ, وان الأقطار التي لم تعصف بها رياح هذه الثوارات الا لفترة وجيزة من الزمن من مثل ما وقع بالجزائر والمغرب قد حققت اهدافها او هي في طريق تحقيقها. من مثل ما ينتضره الشعب المغربي من تفعيل نصوص دستور2011 والذي جاء محاولة لتفادي الكارثة.في حين ان الملاحظ المهتم اللبيب لما تعرفه هذه الأقطار مما اشير اليه لن يخرج الا باستنتاج واحد لا غير وهو ان السلطة اليساسية في أي قطر منها لن يستتب لها الأمر الا بأيلاء عناصر شعارات تلكم الثورات بحمولتها ما تستحقه من دراسة وتحليل عقلانيين موضوعيين .وهو ما سوف ادلي فيه بدلوي بمقتضى مقالي اليوم قبل فوات الأوان .
..........................
الحرية ,الكرامة والعدالة الأجتماعية
ان مطلب الحرية والكرامة والعدالة الأجتماعية الذي كان شعاراللثورات في الأقطار التي اسقطت فيها الأنظمة والتي ما تزال ترفع في الأقطار التي هي في انتضارالعاصفــــــــــةلم تأتي من فراغ .و انما هي مطالب تستغرق كل المطالب المحققة لأنسانية الأنسان .وقد جائت خلاف ما كان يعتمد سابقا من شعارات خبزية محضة. ليعبر عن هذه الأخيرة بصيغة اكثرتعبيرا عن انسانية المحتجين .لا الشعارات الخبزية السابقة التي لاتفرق بينه وبين الحيوان ,وتجعله في وضع المستجدي لأكراميات الحكام .فاتى لفظ الحرية متصدرا المطالب لأنه بدونها لن يكتمل المراد من المطلبين الآخرين.فالحرية هي العنوان الرئيس للحياة المؤسسة على الكرامة التي تنتج
هي ذاتها عن العدالة الأجتماعية .والمطالب المذكورة ليست وليدة الحاجة راهنا فقط بقدر ما هي تعبيرعن شخصية المواطن الشمال الأفريقي الموروثة عن وعي او بدونه عن الأسلاف .هذه الشخصية الحرة الأبية هي التي اطلت من جديد للتعبير عن نفسها بعد ان ايقنت مما حيك وما يحاك ضدها من قبل عصابات مسؤولة على امورها تهدف الى تجريدها من انيتها وهويتهاالتي كانت ميزتها وصفتها هوما تعبر عنه المطالب المذكورة.
....................
شمال افريقيا الملعوب بهويتها الأمازيغية انتفظت من لاشعور المواطن الشمال الأفريقي في الوقت الذي لم يدرك فيه مسؤولوها والنخبة من ابنائها ان اوان تصحيح المسار قد حل لتنضرالأداة او الأدوات التي من شانها تحقيق المبتغى. والتي على رأسها الأيمان بالديموقراطيةمبدآ وسلوكا.لنجد الفكر الأستبدادي ما يزال طاغيا لدي كل طامح للسلطة يمينيا كان او يساريا بحكم رواسب ماضي قريب استفرد ت فيه المنضومة الفكرية العربية على تدبير امورهذه الشعوب. فاصبحت افريقيا الشمالية مستعمرة عربية رغما عن الحقيقة التاريخيةوالجغرافية .وطمس تاريخ الأمة الأمازيغية حتى درجة اعتبارانقراضها من الوجود. لنجدالمسؤولين يفظلون الهروب الى الأمام مثل ما تفعله الحيوانات المفترسة بطريدتها تمهيدا لتناولها بعيدا عن الأنظار.لذا لا يستغربن احد من مواطني هذه الأقطار مما يحاوله المتشبعون بالمنظومة الفكرية العربية من اعتبار ثواراتها (ربيعا عربيا). فهم لن ينزلوا من ابراجهم العالية التي يعيشون فيها عالما خياليا معتقدين انهم على صواب الابعد ان تقع الكارثة مثلماعرفتها اقطارهم والتي جائتهم فيها على غرة من امرهم . و لن تكون هذه المرة سوى فتنة عظمى, هذه التي لا تخفى ارهاصاتها اليوم الا على صغيري العقول قصيري النضر.لقد ادرك مسؤولي السلطة السياسية في المغرب متأخرين حقيقة ما ذكربالأعتراف رسمياباللغة الأمازيغية الى جانب اللغة العربية وان بشكل محتشم لأعتماد ضرورة قانون تنظيمي لتفعيل هذه الرسمية. تاركين الأمرلهيآت سياسية فاقدة للشرعية من جهة بالرغم من كل محاولات اللعب بصوابية نتائج صناديق الأقتراع والتي يعلمون دور الأمية والفكر الديني فيما انتهت اليه من جهة ومن اخرى لأنعدام الأرادة السياسية لديهم لأنجاح هذه الرسمية, لسبب يعود كما ذكرالى هيمنة المنظمومة الفكرية العربية المؤسس لها منذ ما قبل الأستقلال بسنوات معدودات. وحيث ان هذه المنظومة لها اساسا تاريخيا والذي هو الأسلام, فانه لن يتخلى عنه اداة لتدعيم آمالهم بالأبقاء على المغرب جزءا من العالم العربي. وهو ما تعمل من اجله الحكومة النصف ملتحية بالمماطلة في تفعيل نصوص الدستور في ما يخص الترسيم المذكو ر.سيما ان لديها حليفا اكل رموزه وشربوا بالعمل على فكرة التعريب حتى بلغت بهم بلادتهم وقصرنظرهم الى المطالبة بتعريب الحياة العامة, كما كانوا لا يألون جهدا في ادعاءعروبة هذا القطر في كل المؤتمرات والمحافل الدولية التي مثلوا فيها الدولة او هيئتهم السياسية واعني بذلك الحزب الموصوف بحزب الأستقلال .الى جانب حزيبن آخرين احدهما يدعي التقدمية والأشتراكية وان كان له الفظل في مشاركة احرار هذا البلدالأعتراف بالمكون الأمازيغي منذ مدة الا انه لم يسبق ان تقدم بما من شأنه الأفصاح عن الهويةالحقيقية للمغرب .اما الحزب الأخر والذي يعرف بالحركة الشعبية فبالرغم من كون رموزه ممن يتكلموم الأمازيغية ويدعون الدفاع عن مصالح سكان البادية الذين اغلبهم يتكلم ألأمازيغية فانهم لم تنضج لديهم بعد فكرة الهوية المذكورة بالشكل الذي اضحت فيه من اولويات المطالب لدى معظم الجمعيات المدنية .كل ذلك كان مما ساعد ممثلي الأسلام الحاكم على التماطل املا في ايجاد مخرج للتراجع او الأهتداء الى اداة افشال لمسعى تصحيح الوظع ,لأن محور المنظومة الفكرية العربية هي الأسلام وما دام ان هذا هوالمعتمد من قبل ممثلي هذه الهيئة السياسية لبلوغ كراسي المسؤولية فالتخلي عنه اداة سياسية يستتبع فشلها, لذا يتعين العظ عليه بالنواجد من قبلهم ليس لمصلحة الوطن وانما لمصلحتهم طمعا في السلطة وألأستفراد بها.
.................
قد كان من الممكن ان يكون المغرب قاطرة تصحيح وظع هوية شمال افريقيا في زمن اقصر مما قد يتوقع لو ادرك مسؤوليه ان الأمازيغية بحمولتها هي المعبر الحقيقي عن النهج الديموقراطي المأمول من قبل شعوب هذه الأقطارو ايلائها ما تستحق من اهتمام باعطائها الأولوية في سائر مجالات الحياة الخاصة بهذا الشعب ,خلاف ما يطالب به المتشبعوب بالفكر الشمولي الماركسي , الديني او القومي العربي , من اعطاء الأولوية لقوت المواطن .المطلب الذي ما يزال يعمل منذ مجيء الدخيل العربي .هذا الذي ما كان هدفهألأساس الا القوت. وهو شعار تم تعويمه اليوم لتغلب ميزات الأسلاف الأمازيغ الأحرارفي ثورات شما ل افريقيا. وسيبقى شعار هذه الثورات الى غاية تحقيقها. ولن يكون ذلك الابالأعتراف بامازيغية شمال افريقيا وتمكين امازيغ مصر من حقهم في الوجود الهوياتي دون لف او دوران.
..................
ستبقى ثورات شمال افريقيا بركانا ثائرا ما لم ينتبه كل من سيجلس على كرسي المسؤولية الى الحقيقة المشار اليها ,وان كل محاولة الألتفاف عليها بخداع التاريخ والجغرافيا لن يتسبب الافي حالة عدم استقرار لن تحمد عقباه. أن الوعي بالهوية الأمازيغية التي ترك امرالحديث عنها بالأمس للغير ليتخذها مطية لتحيق مبتغيات ايديولوجية خاصة قد تولا امرها اليوم الأمازيغ انفسهم ولم يعد مقبولا لغير اهل مكة ان يتحدثوا عن شعابها كما يقول المثل.
...................
ان الأعتراف الرسمي بأللغة الأمازيغية في اقطار شمال افريقيا اصبح صمام امان شعوب هذه الأقطار.والملاحظ اللبيب هو الذي يستطيع اختيار استباق الأحداث على اثر ما ترمزاليه اللافة الأمازيغية التي ترفع في كل الأقطار المشار اليها .ولايعتقدن احد انها جائت من كوكب آخر مجهول. انها الأشارة التي يتعين على حكماء هذه الأقطار ايلائها ما تستحق من اهتمام. ان الأمازيغي المسالم الفاتح لأذرعه لكل الأجناس ,كل العقائد وكل الأعراق هو رمز الأنسانية . فلتدرس اللغة الأمازيغية اجباريا ولعامة سكان شمال افريقيا اذ بواسطتها ستتظح معالم طريق مستقبلها الذي لن يكون الا زاهرا ولن يستقر امر شعوب هذه الأقطارطالماتم تجاهل هذه الحقائق الصا طعة وطالما تم التشبث بمنظومة الفكر العربي الذي ان فشل في تحيق الوحدة المزعومة اعتمادا على ايديولوجية القومية العربية ,التي لا تختلف في شيء عن الصهيونية فان ايتام خدامها ما يزالون حاملين معاول الهدم بل منهم من يعضدالوجه الآخر للعروبة والمتمثل في الأسلام.
...................
قد يخال البعض ان اقطارنا في طريقها الى التقسيم وان نضر الى هذه العملية فلن يستخلص الا انها سوف تعرف كيانات امازيغية واخرى عربية مثل ما يتداول اليوم في ليبيا وتونس والجزائر,في حين ان الأمازيغ لن يسمحوا مطلقا بوقوع مثل هذا التقسيم ,اولا لأنهم اعلم من غيرهم ان ما قد يعتمد معيارا للتمييز انما هو معيار خاطىء لكون العاميات الشمالافريقية انما نتجت عن عملية تعريب بعض القبائل التي هي امازيغية ,وان كل من يعتبر نفسه في شمال افريقيا عربيا انما هوواه في اعتقاده مادام ان حفدة اسلاف العرب المستقرين في شمال افريقيا انصهروا بألأهالي لطول فترة اقامتهم واختلاطهم مع الأغلبية ,وان مجرد تميزهم وادعاء الأستقلال محفز للأهالي على مطالبتهم بالرحيل وبالتالي تقع الفتنة العظمى. لذا يكون استباق الأحداث بالأعتراف الرسمي بأللغة الأمازيغية بحمولتها الثقافية التاريخية والحضارية وتعميم تدريسها اجباريا في هذه الأقطار وحده كفيلا بتصحيح المسار من اجل الخروج من مأزق منظومة الفكر العربي واللحاق بالتالي بركب الحضارة البشرية.
........................
لقد حدثت احتجاجات في اسبانيا وايطاليا وول ستريت بالولات المتحدة الأمريكية حتى خيل للبعض ان ثورات الحرية والكرامة قد انتقلت الى الدول الغربية دون ان يؤلوا انفسهم جهدا في دراسة وتحليل واقع الثورات المذكورة للتميز بينها, ليتبين ان الفرق شاسعا بين كل منها, ويتبين ان ثورات الغرب ثورات خبزية سرعات ما همدت وخمدت. بينما ثورات الحرية والكرامة والعدالة الأجتماعية ما يزال مشتعلا بركانها, و قد يطول امرها ان لم يدرك حكماء هذه الأقطار مسؤوليا تهم ويتحلوبالجرئة لتصحيح مسار تاريخ شعوبهم. وقد تكون بداية ظهور هؤلاء الحكماء الجرئة التي ابان عنها المسؤول على رأس الحكومة التونسية بعزمه على تكوين حكومة من المستقلين بالرغم من كونه مسؤولا كبيرا في حزبه ذي النكهة الأسلامية ,و الذي يعتبر الحزب المختارمن قبل نتائج صناديق الأقتراع في القطر المذكور, وان ادى به الأمر في حالة معارضةقراره الى تقديم استقالته , واعتماده في اتخاذ قراره المذكور ما صرح به من انه( مصلحة بلدي)فهل قد يعي غيره ان مصلحة كل بلد في شمال افريقيا تستوجب الجرئة في اتخاذ قرارترسيم اللغة الأمازيغية بحمولتها الهوياتية الثقافية والحضارية؟.
انني بمقتضى هذا المقال اذكر لعل الذكرى تنفع العقلاء وقبل ان تقع الفأس على الرأس.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟