أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إكرام يوسف - ارحل ومعك أبو الفتوح















المزيد.....

ارحل ومعك أبو الفتوح


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 09:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


طوال أكثر من أسبوعين، تراق دماء أنبل شباب هذا الوطن لتروي شوارعه؛ وتتكرر حالات اختفاء الفتيان عدة أيام، لتظهر بعدها أجسادهم في حالة احتضار بالمستشفيات أو على قارعة الطريق، تحمل آثار غدر وحوش لاترحم؛ ويشهد العالم كله انتهاك أعراض الرجال قبل النساء في شوارعنا؛ من دون أن يرى المرء علامة على وجود رئيس لهذا البلد، يخرج ليعزي المكلومين، أو يعتذر عن سلوك زبانيته، ناهيك عن أن يتعهد برد حق المظلومين!
وكان الرئيس ـ الذي يرهبوننا بأنه منتخب وذو شرعية ـ قد اكتفى، في موجة إبادة سابقة للشباب، بتعزية أهاليهم عبر تغريدة على تويتر! لكنه هذه المرة، أشاد بأداء القتلة، وتوعدنا بالمزيد!
ألا يعلم الرئيس المنتخب ذو الشرعية، أن هؤلاء الشهداء والمصابين ليسوا بغلة عثرت بالعراق؟ ولامجرد أرقام تنشر في إحصائيات الصحف؛ وإنما هم أبناء أغلى عند أهاليهم من أبنائه لديه؛ لهم أشقاء وأصدقاء وجيران وحبيبات؟ ألا يعلم أن هؤلاء كانوا محط آمال ومصدر فرحة وسعاد وفخر لأسر باتت اليوم حزينة إلى الأبد، لا تجد ما تفعله سوى أن تدعو الله عليه، وعلى زبانيته؟ وهو الذي صعد إلى منصبه بدماء شهداء آخرين، تعهد أن يرد حقوقهم، فإذا به وبجماعته يستمرئون طعم الدم، فيوغلون فيه، وما عادوا يرتوون!
و كنت ممن يؤيدون احترام شرعية الصندوق التي أتت بما لا يليق بثورة أبهرت العالم، ولا دماء بذلت في سبيل الحرية، ناهيك عن أن يليق باسم مصر ومكانتها بين العالمين! وأرد على من يتحسرون على هذ النتيجة ويلوموننا نحن الذين أبطلنا أصواتنا أو قاطعنا انتخابات الرئاسة؛ بأن اختيار الله خير في النهاية، لأن البديل كان وصول شفيق للحكم، واستمرارالثورة حتى خلعه، ثم يأتي الإخوان بعده أيضًا! ومازلت ممن يرون أن حكم الإخوان تجربة مريرة كان لا بد أن نخوضها، حتى يعرفهم شعبنا الطيب على حقيقتهم، بعيدا عن دور الضحية الذي يجيدون تمثيله، باعتبارهم "الناس بتوع ربنا اللي الحكومة مضيقة عليهم"، وبعدما كانوا يروجون أن من ينتقدهم، يفعل ذلك لأنه ضد المرجعية الدينية! وأرى في حكمهم فرصة كي لا ينخدع البسطاء بعد ذلك، فيمن يتخذون من كلمات الله ورسوله، مطية للوصول إلى أطماعهم في الحكم! لكن استمرار قتل الشباب بكل هذا الدم البارد، وانتشار عمليات التعذيب إلى حد اغتصاب الرجال قبل الإناث، واستخدام الكهرباء وفقأ الأعين، وغيرها من وسائل فاقت خلال سبع شهور مافعله نظام المخلوع في ثلاثين عامًا، كان لا بد معه أن تسقط أي شرعية، ويصدق الهتاف"بعد الدم مافيش شرعية"!
ولا أعتقد أن أمام الرئيس الحالي، فرصة حقيقية لاستكمال فترة حكمه، إلا إن قرر أن يستمع لصوت العقل والشعب، و يخرج علينا معتذرا عما فعله زبانيته، ومتعهدا بمحاسبة المسئولين؛ وأولهم عناصر جماعته ومكتب إرشادها، وشيوخ السلاطين الذين حرضوا جميعهم على سفك دماء المصريين! ولما كنا لم نشهد اخوانيا يقترف فعل الاعتذار على مدى ثمانين عامًا، ولم تضبط الجماعة مرة واحد تقر بجريمة ارتكبتها؛ أستبعد أن يعتذر الرئيس، أو يتعهد بمحاسبة أهله وعشيرته! ومن ثم، فلن تكون هناك فرصة لأن يقبله أهالي وأصدقاء وجيران المصابين في محافظات بورسعيد، والسويس، والاسماعيلية، والغربية، والشرقية، والدقهلية، والمنوفية، وكفر الشيخ، والقاهرة، والجيزة! ولا أعتقد أنه يتوقع أن يصوت أهالي هذه المحافظات لأهله وعشيرته في الانتخابات البرلمانية التي يخطط لها. ومن ثم، فالأرجح أن يتمادى النظام في ارتكاب المزيد من المذابح لضمان تزوير الانتخابات، مما سيعجل بسقوطه لا محالة! ولا أستبعد أن تقرر الجماعة نفسها التخلص منه بعدما تنجح في تركيز الكراهية على شخصه وحده! وتحدثني نفسي ـ الأمارة بالسوء ـ عن لاعب يجلس على دكة الاحتياط، ويقوم بالتسخين في صمت حاليا؛ حريصًا حتى الآن على أن يمسك العصا من المنتصف؛ فهو يطرح نفسه باعتباره خارجا عن صفوف الإخوان، على الرغم من أنه لا يفتأ يردد في كل لحظة أن ماضيه وحاضره ومستقبله مع الإخوان، ويقول إن خلافه معهم تنظيمي وإداري، ونعرف جميعا أن خلافه شخصي مع "المرشد وتلاتة اربعة حواليه"، على حد قوله لمنى الشاذلي عندما قالت له إنه لم يستقل وانما هم شطبوه! فبكى على شاشة التليفزيون قائلا "إن الإخوان ليسوا المرشد والتلاتة أربعة اللي حواليه"! نعم، أعني عبد المنعم أبو الفتوح، الذي يسمونه المؤسس الثاني للجماعة، عضو الجماعة لمدة أربعين عاما، منها 22 عامًا، كان عضو مكتب الإرشاد، ومهندس جميع الصفقات مع نظام المخلوع؛ ثم فجأة ـ كما يحدث في الأفلام العربي ـ يتوب بين ليلة وضحاها عن كل هذا التاريخ بعدما تطرده الجماعة، إثر صراع على منصب نائب المرشد! ويصر أنصاره على الترويج له في صورة الليبرالي نصير المرأة والحكم المدني، ويريدوننا أن نكذب ما يقوله ـ هو عن نفسه ـ من أن انتماءه للإخوان كانتمائه لدار أبو الفتوح.
ويستخدم أبو الفتوح، نفس آلية عمل الإخوان في الاختباء وقت الجد حتى لا يؤخذ عليه موقف: فهو يختفي يوم 19 اكتوبر مع ذكرى محمد محمود، ومقتل جيكا وأحمد نجيب وغيرهما؛ وعندما نتساءل عنه، يكون الرد أنه سافر إلى أمريكا لأنه مصاب "باشتباه" في أزمة قلبية، وفي رواية أخرى بانزلاق غضروفي! فأرد على أصحاب هذه الحجة بأنه سوف يحاسبهم على كذبهم عندما يعود، لأنه طبيب ويعرف ان "المشتبه" في إصابته بأزمة قلبية أو من يعاني انزلاقا غضروفيا لن يستطيع ركوب الطائرة 17 ساعة! ثم يتبين أنه يقوم بجولة ترويجية لنفسه في بريطانيا وأمريكا، يلتقي فيها بمسئولين غربيين، كما يلتقي بالجالية المصرية في البلدين! ويحرص أبو الفتوح على ألا يقول رأيا في سحل وتعرية المواطنين وتعذيبهم وقتلهم، فهو لن يتورط في انتقاد "أهله وعشيرته"، ولم يحن الوقت كي يصب هجوما حادا على مرسي وحده. وكما كان الإخوان يرفضون الهتاف بسقوط مبارك في المظاهرات قبل الثورة، ويرفضون التوقيع على أي بيانات فيها هجوم مباشر عليه بالاسم، ومثلما كانوا يرفضون الهتاف بسقوط العسكر في ظل حكم المجلس العسكري، ويتهموننا بالوقيعة بين الجيش والشعب، فهاهو أبو الفتوح يرفض أي هتاف بسقوط مرسي، ويعلن أن "الأخطاء" التي وقعت لا تبرر الثورة على مرسي. ولكن هذا إلى حين، فعندما يقترب موعد تغيير الوجوه، سيكون أبو الفتوح في طليعة المطالبين بسقوط الحاكم الحالي. لكن شعبنا فهم اللعبة، وكما يقول المثل الشعبي"يكفي من الدست مغرفة"!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بفلوسنا!
- دروس وبشاير يناير
- الجماهير هي الحل
- بارك بلادي
- دستور حيك بليل
- مستمرة.. وخائن من ينسى!
- المسلطون على أنفسهم
- جرس إنذار
- لا عدالة ولا كرامة.. ولا خير
- ليتهم يصمتون
- خدعوك فقالوا
- دببة تحمل مباخر!
- الوضوح مطلوب ياريس
- دين أبوهم اسمه ايه؟
- بأية حال عدت يا رمضان! 2-2
- بأية حال عدت يا رمضان!
- تجربة رائدة ورائعة
- على باب السفارة
- التنكيل بالضحية
- اشهد يا تاريخ!


المزيد.....




- الجبهة المغربية ضد قانوني الاضراب والتقاعد: ضع استثنائي يطبع ...
- -يحابي الأثرياء-.. بايدن يسارع بالهجوم على -نائب ترامب-
- من اليمين واليسار.. كيف انتشرت الشائعات عن محاولة اغتيال ترا ...
- القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية: إشادة بالطالبة المتف ...
- -صدمة اليسار-.. هل تحتاج أوروبا إلى مراجعات أيديولوجية؟
- شبيبة النهج الديمقراطي العمالي تدين السلوك الأرعن لعميد كلية ...
- بيان احتجاجي: المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان ...
- «انقطاع الكهرباء».. بين تخفيف الأحمال وبيزنس الطاقة المتجددة ...
- كرم الأغنياء وإيثار الفقراء.. تنافس قبلي في موريتانيا لدعم ا ...
- «أمن الدولة» تقرر حبس 70 شخصًا على خلفية دعوات «ثورة الكرامة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إكرام يوسف - ارحل ومعك أبو الفتوح