أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - صمت الأغلبية














المزيد.....

صمت الأغلبية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسط إزدياد التدهور الإقتصادى وخطورة الموقف الذى يتجاهل الحلول العلمية، ولجوء الحكومة والرئاسة إلى تحسين وضعها السياسى قبل الأنتخابات البرلمانية المقبلة لتحقيق نتائج تسحق فيها الجميع، مما ينعكس ذلك على الوضع الإجتماعى الذى يغرق فى مستنقع الحكومة التى تركته ينهار فى ظل غياب تطبيق القانون والتحركات الأمنية الهزيلة، التى بقوة دولة مثل مصر تقف عاجزة أو مكتوفة الأيدى حسب الأوامر الصادرة لها من الجهات العليا حتى يقوم هؤلاء المجهولون بما يحلو لهم من جرائم وينشروا الإرهاب والعنف فى المجتمع وتعطيهم الحكومة والدولة الفرصة فى أن يعيشوا أحرار ما داموا يحققون أهداف الرئاسة والحكومة فى إرهاب وقتل المتظاهرين وسط الصمت القاتل للنائب العام أقصد النائب الخاص للرئاسة والحكومة الدينية، وصمت الأغلبية الحاكمة التى هى فى الحقيقة أصبحت مجرد أقلية لا تمثل الشعب المصرى.

تسيطر على الأغلبية الحاكمة رؤية ضيقة لمفهوم الحياة الإنسانية نتيجة للدمج الإجبارى بين الحياة الإنسانية وقوانين دينية غيبية لا تهتم بحياة البشر بقدر ما تهتم بالمظاهر السطحية التى تتجاهل السلوك الإنسانى الحقيقى للإنسان والذى لا يحتاج إلى قوانين دينية إجبارية بقدر ما يحتاج إلى قيم وأخلاقيات يترجمها الفرد فى سلوكياته اليومية بقدر قربه أو بعده عن مفاهيم الدين الذى يؤمن به، فالآلهة لو أرادت جنود وشرطة لتطبيق شرائعها وقوانينها الخاصة بكل فرد يؤمن بها، لأصدرت أوامرها بذلك صراحة وبكل وضوح دون ترك الأمور لأستنباط وفهم القاصرين ولأهواء المتعصبين الذين يريدون فرض سيطرتهم على حياة الشعوب دون أحترام لحرياتهم ومحاولتهم الجادة لطمس الهوية الحقيقية للشعوب الإنسانية، وكل هذا بأسم الآلهة الذين يتعصبون ويسفكون الدماء بأسمها ومن أجلها وهم لا يعلمون أنهم مجرد متاجرين بالآلهة وبالأديان.

كل هذا أخرج الشعب عن صمته ليتظاهر معبراً عن حجم المعاناة التى يعيشها ونجحت الأغلبية السياسية الحاكمة فى حجبها، ورغم المواجهات الغير متكافئة بين الشعب المسالم الذى يعبر عن مشاعره ورأيه فى السياسات الفاشلة العقيمة الجدوى، التى هى مجرد محاولات لتسكين غضب المواطنين سواء بالحوار والكلام المضلل أو بالقوة وكتم أنفاس المعارضين، لأنهم أقلية حاكمة لا تعترف بالهزيمة لأن أنصارهم يعتقدون زيفاً أنهم فى قمة الأنتصار على أعداءهم أى على الشعب، لذلك نرى يومياً المعاملات السيئة من سحل وتعرية المواطنين والتحرش بالنساء والفتيات، ولا تخجل تلك الأقلية عن طريق رجالها الذين يتسترون بالآلهة وتصل بهم الجرأة بوصف نساء وفتيات مصر بالفجور والعهر والعرى وغير ذلك من الأوصاف والشتائم التى يخجل من النطق بها إنسان طبيعى يحترم إنسانيته، لا لشئ إلا لأن المرأة المصرية المتحضرة خرجت لتعبر عن رأيها بحرية ولأن رأيها هذا هو ضد رأى الأغلبية الحاكمة، فإنها حسب أعتقادهم وأفكارة الشاذة تستحق كل ما يقع عليها من تحرش وأغتصاب وأنتهاك لإنسانيتها.

مشاريع قادة السياسة والأديان ورجالها وتجارها هى مشاريع أحتكارية سافكة لدماء البشر، لأنها ليست مشاريع إنسانية تعمل من أجل الإنسان بل هى مشاريع يبيعون فيها البشر من أجل الآلهة، والأغلبية الشعبية صامتة خائفة من ردود الفعل العنيفة الإرهابية لو قام بنقد تلك المشاريع التى تعمل الرئاسة والحكومة من وراءها بأستثمار حياة البشر من أجل الآلهة التى لا علم لها ولا معرفة بتلك المشاريع الغير إنسانية التى يستغلون فيها ضعف المؤمنين للوصاية عليهم بكل دكتاتورية ومعاملة غير آدمية لأنها فى نظرهم دكتاتورية مقدسة.
إن صمت الأغلبية السياسية والإجتماعية تشجع أصحاب القرار فى دولتنا التى تقف على حافة الهاوية على ترديد كلمة الأنفلات الأمنى ، أليس واجبهم منذ شهور إيقاف هذا الإنفلات الأمنى والقضاء عليه وعلى كل متسبب فيه؟ أم أن الأنفلات الأمنى وحماية المجتمع من الإرهاب والإجرام المستمر ليس مسئولية الرئاسة والحكومة؟
يبدو أن الإنفلات الأمنى سيستمر سنوات حكم النظام لأنه خير وسيلة لإلهاء الشعب عما يفعله الحاكمون والكيفية التى يعملون بها لتثبيت أقدامهم على رقاب وأجساد المصريين، صمت الأغلبية الثقافية عن التحرك الفعلى ضد الممارسات القمعية اليومية التى أصبحت عمل روتينى يومى لرجال الميليشيات والأمن المتحالف مع السلطة ضد الشعب، يستقيل فقط من مناصبهم وأعمالهم الشرفاء الذين ضمائرهم تحتج وتثور على ما تراه من واقع مصرى شاذ يتحكم فيه أقلية فريدة من نوعها لا كفاءة لها ولا ثقافة ولا علم، أقلية جاءت لتأديب هذا الشعب الذى أساء الأختيار!!

متى سيتحمل الجميع مسئولية أنهم أبناء مصر وليسوا أبناء الشيطان؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز الإخوانى
- قناصة بلطجية مجهولون
- بركان الغضب وحالة الطوارئ
- هل للثورة ذكرى؟
- التزوير المقدس
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر


المزيد.....




- انطلاق تحذير من إعصار قادم أثناء بث مباشر.. شاهد رد فعل خبير ...
- أحمد سعد يثير جدلا بصورة تجمعه مع ويل سميث وجوني ديب
- مصادر لـCNN: الخدمة السرية تلقت معلومات استخباراتية بمخطط إي ...
- السيسي وماكرون يناقشان هاتفيا وقف إطلاق النار في غزة
- دراسة حديثة تكشف كيف يزيد -تغير المناخ- طول الأيام؟
- -سي.أن.أن-: واشنطن تلقت معلومات مخابراتية عن مؤامرة إيرانية ...
- شاهد: طالبان تقيد مراسم الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء بأفغان ...
- الانتخابات الأمريكية.. ماذا نعرف عن -مشروع 2025- المثير للجد ...
- -حرب الشاشات- في مصر.. حملة ضد عرض عبارات -مسيئة- للسيسي
- الناطق باسم -سرايا القدس-: الآليات العسكرية الإسرائيلية تحول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - صمت الأغلبية