فريد جلّو
الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 14:48
المحور:
الادب والفن
الجســــور والحاكم
***************
وجد لنفسه من يحيطه بهالة وردية ويكيلون له المديح ويلقبونه بشتى الالقاب كحامي الحمى وقائد الصولات والحاكم بأمر الله وقاضي القضاة وخير سلف لخير خلف , وبعد وهلة من حكمه صدّق كل ذلك وأخذ يبحث له عن ارقى انواع المواد اللاصقة ليستعين بها للبقاء على كرسي الحكم ...على اية حال بدأت الامور تضطرب خصوصا في الضفة الاخرى من النهر ولانه لايرى غير نفسه وحاشيته فلم يسمع بما يحدث إلا بعد ان تفاقمت المشاكل فاضطرت الحاشية لتبليغه وركزوا له على الخطر القادم من الضفة الاخرى , فاتخذ قرارا سريعا كعادته وامر بقطع جميع الجسور باستثناء واحد فقط يمنع العبور عليه ظنا منه ان الفتنة كما يراها سوف لاتنتقل الى ضفته وذلك بعدم التواصل بين الضفتين عبر الجسور , ولكن ما لم ينقل له بعد هذا القرار العظيم ان الناس في الضفتين تعلموا جميعا السباحة حتى النساء والاطفال والشيوخ لهذا استمر التواصل بينهما فاغلبهم لديهم اقارب او مصالح في الضفة المعاكسة ولا احد يعلم لماذا لم تنقل الحقيقة الى الحاكم ....هل انهم لم يروا او يسمعوا ؟ ام لغاية في نفس يعقوب ؟
شاءت الظروف ان يجبر الحاكم على ان يلتقي بجماعة ادعت انها تمثل الضفة الاخرى وقد اختار الطرفين ان يكون اللقاء التفاوضي على احدى عوامات الجسر المتبقي على ان تكون ايضا العوامة التي تتوسط الجسر وتحقق اللقاء ولكن المفاجأة كانت بان العوامة التي تجمعوا فوقها قد انسابت من جسم الجسر مع تيار الماء متجهة الى البحر وبسرعة اذ كان الماء هادرا , كان ذلك المشهد بتجمع كبير من قبل الناس في الضفتين فاللقاء كان تاريخيا ولكن الحدث كان اكبر من وقع اللقاء نفسه وعلت الزغاريد واغاني الفرح فالمشهد لايتكرر يوميا , والى الان لا احد يعلم بمصير من كان على تلك الطوافة ولكن هناك حيثيات في هذه القصة القليل القليل يعرفها , فانسلاخ تلك الطوافة من جسم الجسر لم يكن قدرا وذلك لان بعض الشباب الذين كانوا يعبرون سباحة ضجروا من ذلك الجسر المغلق فصبوا جم غضبهم عليه بتقطيع اوصاله من الحبال , ومازالوا يحتفظون للذكرى ببعض القطع منها حيث وضعت قسم منها في اسس جسور متينة بنيت بعد ذلك الحدث .
هذا ماحدث في بغداد الازل والقصة على عهدة الرواة .
#فريد_جلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟