أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة مفيد عرار - محكمة اللسان














المزيد.....

محكمة اللسان


حمزة مفيد عرار

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 00:34
المحور: الادب والفن
    


*في بهو القاعة ،قاعة المحكمة لمنطقة الاستحكاشية"منطقة شمال غرب طحش ستان ،قرقعة سلاسل وقفول القفص تفتح ،ويمثل المتهم "عوكل بن العكوكل" عيون المجنى عليها والمدعية "منشورة بنت السخمى" الكل يترقب دخول الهيئة .
- الحاجب :محكمة
*وقف الحضور تحية لطاقم قضاة المحكمة
- القاضي للحاجب:نادي للقضية رقم" 1990"
- الحاجب :قضية 1990 ،محكمة.
- القاضي: المدعي او الحاضر عنه؟.
- محامي المدعية :سيدي القاضي انا المحامي "سفلطش بن المفعفش" حاضر عن المدعية.
- القاضي للمدعي عليه : نعم وما ادعاؤوك ؟
- سفلطش :لقد قام يا سيدي القاضي المدعو "عوكل ابن العكوكل" باقتراف جريمة يعجز اللسان عن وصفها ،منتهكا كل قوانين الانسانية الا وهي جريمته "قطع لسان زوجته" .
-القاضي يلقي بنظرة الى المجنى عليها، ويختم جولة نظراته بنظرات حقيرة الى قفص الاتهام حيث المتهم، ،الحضور ارتفعت تمتماته استغرابا..لعنا..ذما الخ.
-القاضي :هدووووووء،اكمل ؟
- المدعي عليه ،مضيفا بوصلته :ولقد تعودنا من عدالتكم يا سيدي القاضي وهيئتكم الموقرة ان ترى بعين الحق في امور رعيتها ,فالرجل زوج المجنى عليها ،وبعقد الزواج اخلاق وسنة الله ورسوله، فحمايتها جسديا ومعنويا هي اسمى واجباته ،وتامين حاجياتها والسعي لتوفير الانسانية في حياتهما فرض ، وليس من المعقول ان ان تتهاون حضرتكم مع هذه الجريمة النكراء وقد اعترف واقر بجريمته ،والقضية ان سمحتمولي ان صح التعبير واضحة كوضوع الشمس.وشكرا.
- القاضي : لقد سمعنا منك ،المدعي عليه او الحاضر عنه .

- المحامي :سيدي القاضي انا المحامي "حرنتش بن المخلل" حاضر عن المتهم .
القاضي : تقدم , خذ وقتك ؟.

- المحامي حرنتش : سيدي القاضي إن كل كلام يقال ,له من المقصد ما لا يرى بالعين البسيطة ولا الأذن الركيكة ,وخير وصف .كلام الحق في الموطن الباطل .
المحامي سفلطش مقاطعا:سيدي القاضي هذا تهكم واضح واهانة.
القاضي يرد :لا أرى أي شيء مما قلت ، لا تقاطع ،أكمل يا محامي المتهم؟.

- حرنتش مضيف :ككل الرجال ,أو ككل البشر بالأحرى ,لهم مستوى من التركيز يفقدون بعده السيطرة في بعض الحالات انتم تعرفونها خير من عرف ،ويغدو بتصرفاته مجنونا ,والمجنون لا حكم عليه ,وأنا لا استبق الحكم ولا اثبت او انسب تهمة الجنون لموكلي ,وإنما أشير للإنسان الطبيعي الممارس عليه سلوكيات يغدو منها وبعدها مجنونا .
إن المدعية هي زوجة المدعى عليه قانونا ودينا وسلوكا ،فسلوكه يعكس مدى احترامه لدينية العقد وقانونيته ,فلم يقصر في واجباتها المادية ولا لبيتها ولا حتى بواجباتها العاطفية والفسيولوجية ,فله منها بالمعروف ثلاث صبيان وبنت ,ولكن أعود لحالات التركيز واقول :أن المدعية قد على صوتها وارتفع لحد يخرج عن الذوق والدين والاخلاق، جراء وقع "الصينية" على الأرضية ،فبدأت بالصراخ وعلى و على وعلى، حتى قدم موكلي ،وبدا يقول لها ما المشكلة ،وردت عليه بصوت أعلى وأعلى حتى خرج عن سيطرته في حالة عصبية هستيرية لقدم ويقطع لسانها ،فحدث ما قد قلت.
ولان موكلي ليس من طباعه الجرائم ولا الهمجية ،أغلق باب المطبخ ،ووضع قماش بفمها ليسكتها ،وخرج وقال لأبنائه اذهبوا لجارتكم مؤقتا ،واحضرها للمستشفى ،وسلم نفسه للسلطات ،واعتراف اعترافاته الكاملة التي هي أمامكم ،والدليل أن القضية هذه بدون شهود ، إنني قلت كل ما قد يقال ،وأنا لا انفي جريمة موكلي ،ولكن عينكم التي ترى بالعدل والحق ،ان تراعوا ظروف موكلي النفسية ،واطلب من عدالتكم حكما مخففا وهاكم أوراق طبيب نفسي مختص .وأشكركم

الجمهور ينقسم بين مؤيد لحكم قاسي واخرون ضده .
- القاضي يضرب بمطرقته هدوء،ويقول ممازحا :إنا بدات اخرج عن تركيزي ،واني أرى السنة قد أينعت ،فرد الجمهور بصوت عال ،وممازحا أيضا :وقد حان قطافها .

تهمهم القاضي يريد أن يطرق ليرفع الجلسة للمشاورة، وإذا بصوت على من خلف قضبان المحكمة:سيدي القاضي سيدي القاضي ،أريد أن أقول، أريد أن أقول.
القاضي جلس وقال: احضروه، وحرنتش وكل القاعة بانت على وجوههم علامات الاستغراب والمفاجئة .
- عكوكل :سيدي القاضي إن كل ما قاله الأستاذ حرنتش بن المخلل صحيح ،ولكن ،إنني أحب زوجتي ولا تستغربوا ،ولقد قطعت لسانها لأني اعشقها كعشق الورد لندى ،وأيضا لا تستغربوا، سيدي القاضي أيها الجمع،إنني مذ تزوجتها وأنا أرى أن صوتها يعلو ويعلو ،ولا تاخذ بعين اعتباراتها ارشاداتي ولا حتى تنبيهاتي ،واهلها يعلمون بذلك ،وكل شيء له سيمفونية من الصراخ عليه ،والله قد خلقني باني ذو طباع ليست بالحادة ولكن ،إنما لصبر حدود،وصبري نفذ ،ولأنني أحبها ،قررت أن أضحي بسمعتي ،وبسنين عمر سأقضيها بسجن مظلم لا محاله،قطعت لسانها نعم! ،ولكن لسانها يمتص اغلب طاقاتها ،ويولد في نفوسنا وبالجو طاقة سلبية ،فإذا ما قطعت لسانها احتفظت بطاقتها مما يزيد عطائها ،كشجرة لها فرع طويل يمتص غذاء إخوانه،يقدم عليه الفلاح ويقطعه،مع فرق التشبيه .
سيدي القاضي اني داخل السجن لا محالة ،وان أبنائي ربما سيحتقرونني يوما أو كلما يذكرونني ،وان لم تعشش بقلوبهم حقد كلما رأوا تاتاآت أمهم ,ولكني فعلت ذلك لأجلهم ولأجل لامهم ،وأشكركم يا سيدي القاضي وسامحيني يا زوجتي ويا أبنائي.
الزوجة تبكي وتكاد يغمى عليها ،والأبناء ويلهم من كل هذا "لكن لم يحضروا وفقا لطلب الأب ورغبة من الأم.
القاضي :رفعت الجلسة للمشاورة والنطق بالحكم.
الكل يتمتم ،ويتنبؤون بقرار المحكم والحكم ،والزوجة تلقي بنظرتها لزوجها خلف القضبان ،ويزيد نحيبها ،والزوج رأسه للأسفل مقلبا أصابعه .
الحاجب :محكمة ،يدخل القاضي وهيئته.
القاضي "زاطم بن النقشى" :وفقا لكل .........الخ –يتلو القضية وتفاصيلها والقوانين المتعلقة بها- لقد تم الحكم على المتهم "عوكل بن العكوكل" بالسجن 3 سنوات مع وقف التنفيذ ، ولكن وفقا للقانون ايضا والمنطق ثانيا وحسب –يتلو بعض التفاصيل – المتهم بريء ،
رفعت الجلسة



#حمزة_مفيد_عرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة مفيد عرار - محكمة اللسان