|
اشكالية حزب الدعوة و تصريحات وزير التعليم العالي
جعفر مهدي الشبيبي
الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 21:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل ايام الهبت تصريحات لوزير التعليم العالي و البحث العلمي و القيادي في حزب الدعوة الاسلامي السيد علي الاديب عندما قال ما ترونه اليوم في العراق هو امتداد لرغبة آخرين بان تكون هناك فوضى شاملة في المنطقة العربية لمصلحة إسرائيل وهنا أتساءل لماذا الأحزمة الناسفة كلها تنسف أبناء الوطن الواحد لماذا لا يذهبون إلى إسرائيل وأوضح قائلا "الناس الذين عذبونا في الماضي لا زالوا يزاولون التعذيب ويقتلوننا بالأسلحة الكاتمة والأحزمة الناسفة ويفخخون السيارات ولن يتوبوا" وكان قبل فترة يدعوا الى أن طرح النظريتين الشيعية والسنية للتدريس نوع من الاصطفاف الطائفي وتأسيس لمرحلة جديدة. لقد الهبت الشارع العراقي في نار التفريق و عدم الفهم للطرف الاخر المتشارك في الدين و الحكومة و المجتمع و هذه الاشكاليه تتطلب منا فهما من خلال النظرة لتاريخ تاسيس حزب الدعوة و ايضا يتطلب منا فهما نحو الحلول التي يجب ان تقال هنا في هذه المرحله الراهنه. ان مؤسس حزب الدعوة اختلف عليه الكثير من المؤرخين الحديثين و المواكبين لبداياته في خمسينيات القرن الماضي و لسانا هنا لتقصي حقائق الموضوع و لنسلم جدلا أن حزب الدعوة أسسه الشهيد محمد باقر الصدر لكننا لا يمكن ان نسلم و ننسب الايديولوجيا الحالية و نبوغها فكريا لهذا المفكر الكبير الذي اتخذ من كل المرجعيات الفكرية بوابة لقبول الأخر و الانطلاق من نص القرءان الكريم ((ولولا نفر من كل فرقه منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)) و من الحديث النبوي اختلاف أمتي رحمه لقد أمن السيد محمد باقر الصدر بأن الفكر لا يمكن إلى الذهاب الى تكفيرة و غلق النافذة عليه كما فعل الحكيم المرجع عندما أفتى بالماركسية كفر و الحاد بل ذهب إلى الأخذ الفكري و التعاطي منطلقا من مقولة أن الأفكار لا يمكن أن تغلق عليها بالترهيب فأنها ستجد نافذة لكي تطل من جديد و خير مفاده على احتوائه لكل مرجعية يراعه الذي احتوى الجميع و كبر قلبه الذي انجذب له الجميع من مفكرين ماركسين وماديين واسلاميين حتى أن وجودة الشخصي لم يبخل به على السني أولا في معادلته الشهيرة عندما قال لقد أفنيت وجودي لك ايها السني قبل الشيعي . و ان فكرة تكفير الطرف الاخر و النظر و التسليم بلفكرة الطائفية الانتهازيه التي تقول اما اكو او لا يكون هذه بعيدة جدا عن الأخلاق التي تدعوا للإسلام كما هو أصل تسميته الحزبية!! و أن الكلام الذي يصدر من وزير التعليم العالي و البحث العلمي لا يرتقي إلى أي علم أو باب من أبواب الفكر بل هو استعلاء و تجني للفكر و التعاطي مع الشريك الأخر في المجتمع و السياسية و تهديما لمرتكزات امنوا بها حزبية كانت او سياسية أسموها بحكومة الشراكة الوطنية و أقاموها أساسا لآعلان ألدوله بقيادة رئيس الوزراء بعد أن تعذرت على القيام لأكثر من أشهر و التقائهم بمقررات اجتماع اربيل التي قسمت المناصب على أساس شيعي و سني و خرج منه الجميع راضين و مرضيين من تقاسم المناصب و ظهر الى مسامع العراقيين ألجمله الشهيرة الكعكة العراقية و كما في كل مشكله لاحقة تخرج عبارة أخرى اسمها الطاولة المستديرة !! أن من مساوئ النظرة أو الاصطباغ بالون الطائفي عندما يصل الى مراحله الكبرى من خلال اصطفاف ألجماعه و إفراز قيادة سياسية نتيجة الاجتماع الطائفي فهذا يولد قيادات في المراكز العليا تنظر إلى المصلحة البراغماتية على مستوى الحزب الواحد و الطائفة الواحدة و هذا تشتيت للكتلة الإسلامية التي بنيت على الإخوة الإسلامية على مدى عصر نشأتها و اجتماعها حول دجلة الذي يفرش لها بساط ساحليه الشرقي و الغربي منذ عهد المنصور في بدايات وجود بغداد و على اساس هذا التنوع قام البناء و ازدهرت حاضرة بغداد و على شأنها .. أننا في حالتنا هذه بحاجة إلى الالتجاء لحل أزمتنا الاخلاقيه التي ستنفجر بآثار سلبيه كبيرة و يجب علينا أن نتوصل إلى فهم مشكلتنا الاخلاقيه التي تعتبر جوهر الفهم الطائفي و لنرجع إلى الحل الأنجع الذي لا يتستر على المشكلة الكبيرة و يغطيها لفترة من الوقت و لا أن نغلق عليها الباب بالترهيب لأنها ستطل علينا مرات و مرات و لا يمكن للقادة أن تنظر أليها من نظر المنفعة و وجعلها أي (المنفعة ) على اسس طائفيه الغاية الفاضلة للمجتمع و لا يمكن ان نقضي على التنوع بالقوة كما حصل عند الامويين سابقا بواسطة الحجاج بل يجب على مرجعيات المجتمع الديني المرجعيات الفكرية أن تقول كلمتها ألان و تنقذ الوضع لان أساس ألمشكله غياب دور المرجعية الواحدة التي تسلب الرداء من تحت السياسيين اللذين بدؤا يرون أنفسهم قادة المنفعة و صوت للطائفة و الجماهير من الجانب الثقافي الديني و لم يقتصروا على أداء واجبهم السياسي في أدارة ألدوله و الاهتمام الخدمات الاجتماعية وان الإدارة الثقافية للمجتمع تتعارض هذا مع المصالح السياسية المتناحرة على طول خطها لان الفهم السياسي لكل حزب مقفل على نهجه و لا مجال للأخذ من الطرف الأخر في أدبياته أو قبول النقاش النقدي و و أدنى درجة منها و التي أشبه بالفهم للإرادة الأخرى و ما نراه اليوم من تكالب محموم على السلطة خرج من دائرته السياسية إلى الشارع بصورة خطيرة و تتعدى على دور القيادة الدينية و صوت الحكماء في المجتمع و تجني على التنوع و الاختلاف القائم في المجتمع هذا الامر الطبيعي و الموجود في كل المجتمعات لأنها انحدرت من الإرادة الالهيه على اختلاف الناس و تنوعهم و عدم جعلهم أمه واحدة ......
#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين نجوى كرم و مدير في وزارة الاتصالات و عن جد حبيتك
-
بعد الفيضانات الاعصار الكبير قادم و المالكي فقط يحذر
-
المشروع الإسلامي في المنطقة هل دعوة للتسليم ام التحطيم?
-
بيضه و دجاجه وعلم
-
هل تكلم ارسطو عن مجار بغداد
-
عفوا ان عمامتي علمانية
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|