|
8 شباط الاسود المروع
محمد الامين رافيد عبد الملك العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 16:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الثامن من شباط عام 1963 اقترفت مجموعة متآمرة جريمة كبرى بحق الوطن والشعب ، تآمرت على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم فهاجمت صباح الجمعة يوم 8 شباط مؤسسات الدولة وتمكنت بعد اغتيال قائد القوة الجوية من الاستيلاء على طائرات مقاتلة شاركت في الهجوم فاستطاعت السيطرة على بغداد وتطويق وزارة الدفاع ، وهناك من اعترف مؤخرا بمشاركة طائرات من خارج العراق في تلك المؤامرة القذرة ، ما ادى الى محاولة الزعيم عبد الكريم قاسم حقن الدماء فاتفق مع المهاجمين على تسليم نفسه آملا انهاء التمرد وحقن دماء العراقيين ، ولكن الذي كان في جعبة المجرمين اكبر من استسلام الزعيم عبد الكريم قاسم واغتياله .
كان من نتيجة استيلائهم على السلطة في شباط 1963 تراجع وانكفاء البلاد واعتقال الالاف من المواطنين وفصل العمال والموظفين من اعمالهم وانتشار العنف وشيوع الظلم الذي حاق بالقوى السياسية وعلى الاخص الاحزاب والقوى الوطنية ، وما لبث قادة انقلاب شباط ان اججوا نيران الحرب مع كردستان فاستخدموا لاول مرة في العراق سياسة الارض المحروقة وضرب كردستان بالقنابل الحارقة والاسلحة الفتاكة .
ان انقلاب 8 شباط 1963 جريمة لا تغتفر لما خلفه من مصائب ومشاكل للوطن والشعب ، والمطلوب اليوم استخلاص الدروس من تلك المأساة التي حاقت بشعبنا ، وضرورة تبني القوى الوطنية سياسة المشاركة في الحكم واعطاء الديمقراطية فسحتها الحقيقية ، لا الالتفاف على حقوق الجماهير وسلبها ، لانها ستدرك عاجلا وليس آجلا استخفاف القوى الحاكمة بالمبادئ الديمقراطية ومصادرة حقوق المواطنين .
في البداية تمتع حكم المتآمرين بعطف ومساندة القوى الإمبريالية والرجعية في العالم كله، وقام البعثيون بتعطيل شركة النفط الوطنية وعدم التعامل بالقوانين الخاصة بها، وألغوا قانون الأحوال الشخصية، ودشنوا عهدهم بالهجوم على الحركة الديموقراطية مركزين نار حقدهم على الشيوعيين العراقيين وإصدار بيان رقم (13) السيء الصيت بإبادتهم، وقام الحرس القومي الفاشي باباحة القتل والسلب والنهب وهتك الأعراض والقيام بإعتقالات كيفية، ولم (تكف) السجون والمعتقلات نتيجة العدد الهائل من المعتقلين والمعتقلات وجعلوا المدارس سجوناً، وضمت عشرات الألوف من الوطنيين والمناضلين، وأستشهد العديد تحت التعذيب ومن ضمنهم قادة الحزب الشيوعي العراقي وكوادره المتقدمة وأعضائه. فقد اغتال الانقلابيون القتلة ثورة 14 تموز 1958 الخالدة وصفوا العشرات من قادتها البواسل: الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، فاضل عباس المهداوي، وصفي طاهر، ماجد محمد امين، جلال الاوقاتي، حسين خضر الدوري، داود الجنابي، طه الشيخ احمد، كنعان حداد والعديد من الشهداء الآخرين. وفقد حزبنا الشيوعي العراقي على يد ايتام شباط 1963 الآلاف من كوادره ومناضليه واصدقائه، شهدائنا الاماجد الذين وهبوا حياتهم غير هيابين، دفاعا عن مبادئهم وحزبهم وانتصارا لمصلحة الشعب والوطن، المدافعين الأشداء عن ثورة تموز 1958 الخالدة ومنهم: سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، جورج تلو، محمد حسين ابو العيس، عبد الرحيم شريف، حمزة سلمان، نافع يونس، حسن عوينة، محمد الجلبي، صاحب ميرزا، مهدي حميد، صبيح سباهي، طالب عبد الجبار، الياس حنا، هشام اسماعيل صفوة، إبراهيم الحكاك، عبد الجبار وهبي، فاضل البياتي، حسن سريع، فاضل الصفار وعطا جميل وغيرهم الكثير الكثير من الشهداء البررة. ولا يخفى على أحد بأنّ السلطة الدموية لحكم البعثيين ومنذ الساعات الأولى لمؤامرتهم القذرة واصلت هجومها الإرهابي الشرس والمكثف ضد الشيوعيين والوطنيين والقاسميين، وضد القوى الوطنية والكوردستانية في البلاد بمختلف إتجاهاتها التقدمية والديموقراطية من خلال تنظيمها لعمليات الملاحقة ومداهمة المساكن وأماكن العمل والدراسة وإعتقال أعداد كبيرة ومتزايدة من الوطنيين والشرفاء من أبناء الشعب عرباً وكورداً ومن القوميات المتآخية الأخرى، حيث خضع جميع المعتقلين لعمليات تعذيب جسدي ونفسي بالغة الشراسة، وقد استشهد من جرّاء تلك الأعمال الوحشية العديد من أبناء الشعب. يتذكر العراقيون بأن جرائم نظام الرئيس المخلوع صدام حسين كانت كثيرة لا يمكن عدّها وحصرها ومنها إعتقال العراقيين وقتلهم على شكل مجموعات، وإعتقال عشرات الالوف من شباب الكورد الفيليين، وإعتقال الآلاف من البارزانيين، والقيام بشن عمليات الأنفال السيئة الصيت واعتقال مئات الالوف من أبناء الشعب الذين باتوا مجهولي المصير، كما وتشير الحقائق التي تكتشف يوماَ بعد آخر، بعد سقوط نظام الحقد والجريمة إلى إستشهاد جميع الذين اعتقلوا منذ سنوات عديدة من حكم الطاغية وأنقطعت أخبارهم كلياَ ولم يعرف مصيرهم لحد الآن، ولا السجون السرية التي حشروا فيها، وإن المقابر الجماعية، هي وصمة عار في جبين المقبور صدام حسين وزبانيته المجرمين. ان الشعب العراقي بعربه وكورده وقومياته المتآخية الأخرى، وأديانه وطوائفه المختلفة كان ضحية سياسة منهجية قوامها الإرهاب الشامل والإعتقالات الإعتباطية والمطاردات الدموية، وأخذ الرهائن والتعذيب الهمجي جسدياً ونفسياً، والإعدام والتهجير الجماعي، ومعروف أن السلطات العراقية لم تتوّرع عن إستخدام كل هذه الوسائل ضد الأطفال والفتيان أيضاً. المجد والخلود للزعيم الوطني عبدالكريم قاسم المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي.
#محمد_الامين_رافيد_عبد_الملك_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|