عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 17:31
المحور:
الادب والفن
1/
لعب
حين هم بالخروج للتظاهر أمسكت الصغيرة بأذياله باكية ترجوه أن لا يخرج.لم تنفع معها كل المحاولات لاخلاء سبيله الا عندما قال لها:لنلعب طميمة.أرخت أصابعها من حول عنقه وقالت له:لتختبئ.ما أن أغمضت عينيها حتى هرع للخارج...بحثت عنه دون جدوى...بعيد ساعات قليلة أحضروا جثمانه المضرج بالدم...دفن على عجل...الطفلة الصغيرة ما زالت تبحث عنه والدموع تملأ عينيها...انها لم تعد ترغب باكمال اللعب...انها ترجوه فقط أن يظهر من جديد.
2/
الديكتاتور
كلما غفت عيناه فقد واحدا من الأحبة...لهذا قرر البقاء صاحيا حتى رحيل الديكتاتور.
3/
ياجوج وماجوج
حين فرغ ياجوج وماجوج من الاقتتال استدار شيخهم ذو السروال القصير الذي لا يملك مخا أكبر من مخ العصافير وأفتاهم بنبش القبور وحرق رفاتها فهذا هو القربان العظيم.
4/
هروب
في عمر الطفولة هرب من المدرسة...وحينما أمسكه الناظر عاد مورم القدمين محمولا على أكتاف أصحابه...لما أصبح شابا متمردا هرب من دورية المخابرات وعندما أمسكت به عاد بعد عدة أعوام محملا على نقالة اسعاف....بالأمس فقط هرب من العسكرية رافضا اطلاق النار على المتظاهرين...حينها عاد محملا في صندوق.
5/
تشكيل
استغرب من النواحين والنواحات...من الندابين والندابات...ممن يصرخون ليل نهار كالبوم ناعقين بالخراب.جمع السحيجة والهتيفة وقال:أيظنون أن صناعة الوطن أمر لا يقدر عليه الا الله...الأمر أسهل مما يدعون...أمسك بكمشة تراب ونثر عليها بعضا من أشلاء بشرية ثم رشها بدم أحمر وسيجها بأسلاك شائكة...وصرخ هذا هو الوطن الذي منحتكم اياه فاعبدوه.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟