أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - حوارية














المزيد.....

حوارية


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


همست له: حين تنهمر الأمطار حلماَ, وتحملك إلي كل صباح لتشاركني طقوسي الأولى مطلع يومي الجديد, أردد بصوتي لك وحدك أغنية تحبها لفيروز, من الأغاني التي أرسلتها هدية لي في الشلو الأخير من ليل البارحة....رد عليها:حين يطل علي وجهك في الهزيع الأخير وأكون فريسة للحيرة وانكسار اليقين, وكأن شيئا فيّ قد تفتت, قد انمعس....حين أكون ممتلئاَ بالقهر والتعب و أحزاني تهاجمني, يطل علي وجهك, يقترب مني, ويضم بما يشبه حنان الأم وجهي, فيمسح الرطوبه من جبيني فأرتاح للمساته وأنام.......وعندما أستيقظ في الصباح, أحمل لك غمراَ من أقمار وحزمة من أغان أنشرها في صباحك, ثم أهديك صيفا وشمسا وقطيع من السنونوات......صمتت قليلا ثم أردفت:آه كم هو جميل و رائع كلامك, لكنه كلمات, وراحت تدندن أغنية ماجدة الرومي كلمات........
أجابها بهدوء : وأنا ليس لدي من العقارات والاملاك أهديها إليك سوى كلماتي, وهي طبعا أغلى من كل القصور والحلي والمجوهرات, ألم يقل الرب في البدء كانت الكلمة........أجابته: كذب, كلامك كله كذب, لكنه حلو, كذبك حلو. وراحت تدندن أغنية ميادة بسيلس كذبك حلو, ثم التفتت إليه بغنج وقالت: أنت أجمل أكذوبة في حياتي.....اكفهر وجهه, وردّ بعصبية ثم استدرك: اغفري لي عصبيتي وأجيبيني, إن كنت أنا أكذوبتك حقاَ, فلماذا خرجت إلي في غفلة مني في إحدى الليالي بينما كان الحزن يرسوني ويستغرقني, وناديت علي من الشاطيء البعيد وهتفت يا صديقي, حينها لم أسألك عن أسمك ولا من تكونين, أنشدت لك مزاميري فأغمضت عينيك و بكيت, فاحتضنت وجهك بين راحتي ورفعتك عاليا إلي وشربت دمعك, وشعرت وكأننا منذ خمسين سنة قد التقينا, وكأننا أبدا ما افترقنا, وكأننا منذ ثلاثين سنة تشابكت أيدينا وما ابتعدنا, تحدثنا عن الغربة, عن السجن, عن الوادي, عن زهرة الشمس, عن النهر والقمر, عن الضيعة والمخيم, عن أيام بيروت والشام, عن آمالنا في انحسار الظلم عن الوطن, وغنينا حتى الفجر ما نحب من لحن وأغاني...
قاطعته مازحة محاولة إرضاؤه: طيب ما تزعل يا رفيقي أنا أكذوبتك ولكني أكذوبة رائعة أليس كذلك؟.....أجابها بتوتر: إن كنت حقاَ أكذوبتي فكيف في كل ليلة, ما بين حافة العقل والجنون توصليني, بين حدي الرتابة والفوضى..كيف وانت في كل يوم ترجوني التمرد في وجه الظلم وتناشديني أن نسعى معا للتخلص من كل أشكال العبودية حتى من كلمة عباد الشمس وردتي المفضلة, واقترحت أن نسميها زهرة الشمس..هل حقا أنت أكذوبتي؟؟إذا فلماذا دعوتني أن أنضم كغريب مثلك لقافلتك لكي لا ابقى وحيدا في الليل الموحش ثم تحضرين قمرا ليرافقنا؟...قاطعته لكي تقطع عليه مرثيته رأفة بحاله وقالت: إنني أحاول أن أمازحك باستفزازي لك وإثارتي, لأخرج الرتابة منك التي ربما دفعتك لتمّلني...ألم تلاحظ أننا في أيامنا الأخيرة قد فقدنا حماسنا لبعضنا وللكلام بيننا, وصارت روتينا تفتقر لهفة وحنينا؟ لا فرحة في قلوبنا إن التقينا , فأصبحت لقاءاتنا جامدة وقبلاتنا باردة, وصرنا نجامل كثيرا في أحاديثنا, وبتنا نكذب في عذرنا وننسى مواعيدنا وفقدنا الحماس للقاء بعضنا؟....أصابته الدهشة من كلامها, قد هيء إليه لما وجدها قد وجد امراة لا يحتاج للشرح الكثير معها لكي تفهمه ويفهمها, تصور انها ستفهمه بإحساسها ولا داعي للكلام الكثير معها, ظن أو هكذا تصور أنها ستفهم قبل أن ينطق ما يريد أن يقول لها...التفت إليها وقال: اعذريني يا صديقتي, اعذري نفسي أن تكون سببا لحصول هذا الشعور لديك, فأنا يا صديقتي مشكلتي في الايام الأخيرة أني متعب وحزين, امتلأ قلبي بالأسى , وأشعر بأن روحي قد التوت, حيرة قاتلة لفتني, من معظم الناس حولي, لأن أكثرهم مخادعين وكذبة, جهلة ينخرهم الزيف والإدعاء, عاجزين عن محاكمة عقلية صغيرة, تستغرقهم همومهم ومصالحهم الشخصية, كل من هو حولهم خصم في سباق, إن اختلف معهم فهو عدوهم, يستخدمون معادلات بسيطة جدا في تحليل وتسيير أمورهم تريح عقولهم الفقيرة, معادلتهم : أسود أو أبيض, وأهملوا ما بينهما من ألوان.. يتهموننا بالكفر إن اختلفنا معهم, ولا يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن اليقين والإيمان الحقيقي...اعذري لي صديقتي سلبيتي وسكوتي في الآونة الأخيرة, فأنا عندما يعتريني الحزن يمتصني صمتي ويحترق صوتي, فأهرب من كل الناس ومنك, فلا أطيق أن أضيق عليك بهمي فيشملك حزني, هي أيام أحتاجها لاعتكافي ثم بعدها تعود إلي ابسامتي وأستعيد حينها مرحي....



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة
- سفر التغريبة في ظلال الوجه الذي لم تكتمل ملامحه بعد
- المرأة في سورية والإعتقال والقهر السياسي
- رأي حول خطاب الرئيس السوري أمام ما يسمى مجلس الشعب
- رسالة تضامن مع المتحدث الرسمي لحزب الحداثة والديموقراطية لسو ...
- معلمتي الصغيرة ...دعاء الفلسطينية
- كابوس......
- قصة قصيرة جدا.......
- من ذاكرة معتقل سابق20
- يا يا يا سيزيف
- قصة قصيرة جدا..........
- قصيدة نثرية........ حبيبتي الصغيرة
- قصة قصيرة جدا.............عهر
- من ذاكرة معتقل سابق 19
- قسم
- خاطرة .. حزن
- من ذاكرة معتقل سابق 18
- قصيدة نثرية ... حب
- من ذاكرة معتقل سابق 17
- محاولة حب


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - حوارية