دور الثورة السورية في كشف حقيقة الغرب

محمود حامان

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 20:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

إن دخول قطة في النهر أو بئر جريمة تستدعي استنفار جميع الآليات والتجهيزات والمسئولين من البوليس والدفاع المدني وحضور جميع القنوات الغربية بنقل المباشر للحادثة لتقنعوا العالم البسيط بأن أوربا هي منبع الإنسانية . بينما إبادة شعب مسالم بجميع أنواع الأسلحة من طائرات وقنابل عنقودية وصواريخ هي مسألة داخلية يتطلب شرعية دولية أية شرعية هذه ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرون لنفرض جدلاً بأن دكتاتوراً أصابه جنون البقر أو جنون العظمة أو مرض الوسواس القهري فهل يحق له إبادة شعبه بالكامل والعالم الحضاري الإنساني المعولم يقف متفرجاً بحجة أنها مسألة داخلية فأين حقوق الإنسان أين ديمقراطية الغربية أين الضمير الإنساني الذي يشعر بمعانات قطة ولا يشعر بمعانات شعب فأي نفاق وازدواجية هذه تتسابقون بنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية بهدف حماية الشعب التركي من صواريخ النظام السوري علماً أن تركيا قادرة على حماية حدودها وشعبها في نفس الوقت لا تقفون موقف المتفرج الحيادي بل بالعكس تماماً تفرضون عقوبات على المعارضة والشعب السوري بمنع بيع الأسلحة إلى المعارضة لتدافع عن كرامتها وحريتها وأكثر من ذلك تفرضون قيوداً حتى على التجار في السوق السوداء ببيع الأسلحة إلى المعارضة أي عدل وأية إنسانية هذه ألهذه الدرجة انتصار الثورة السورية يخيفكم .
نحن السوريون لسنا بسطاء إلى هذه الدرجة كنا نعرف منذ البداية بأن قوتكم هي بسبب ضعفنا وتقدمكم هي بسبب تخلفنا ونعلم بأن بقاء الصراع في سوريا كما هو وعدم حسم الموقف تعني فتح الأبواب على مصراعيها للتدخلات الخارجية والتي تؤسس للتبعية وهي تبعية لا تستهدف فقط كرامة الشعب السوري ومصالحه الاقتصادية والسياسية بل تعمق استمرار التخلف التاريخي والذي هو سر تقدمكم التاريخي ونعلم بأنكم تنظرون إلى الشرق أسواقاً لا دولاً ومستهلكين لا شعوباً ولكن ما لم نكن نعرفه هذا النفاق المفضوح والمكشوف .
صحيح أن مصالحكم تتعارض مع أهدف الثورة السورية ولكن كان من المفروض عليكم أن تقفوا إلى جانب الشعب ليس دفاعاً وحباً للشعب السوري بل حفاظاً على الصورة الخاطئة في عقولنا وذاكرتنا عن الغرب الإنساني الديمقراطي الحر
أظن بعد اليوم لا تستحقون احترام أي مواطن سوري سواء أكان ليبرالياً أو قومياً أو إسلاميا لأنكم لا تستطيعون أن تكونوا ديمقراطيين وإنسانيين وأحرار وداعمين لاستمرار الدكتاتور في وقت واحد هذا تناقض غير مقبول أخلاقياً

#محمود_حامان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات