|
لقاء مع الله .. الحلقة الرابعة
سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 21:38
المحور:
مقابلات و حوارات
- ومع ذلك هناك مشكلة الخير والشر وهي مشكلة حقيقية، هناك من يسئ إلى الآخرين وهناك من يخدم الآخرين ويساعدهم في حياتهم، فمن أين جاء الخير وما هو مصدر الشر؟ - إن الله كما سبق القول كائن متعال ومنزه عن هذه المقولات الأخلاقية، الله متعال عن الخير والشر والضرر والمنفعة، هذه علاقات بشرية ونسبية حسب الزمان والمكان. ولهذا السبب أستعان الإنسان بفكرة الله لمساندته في نشر الخير ومحاربة كل ما يضر البشرية. غير أن هذه الحيلة الطفولية لم تعد كافية اليوم. فالإنسان الذي يقتل إنسانا آخر لا يرتكب جريمة في حق الله وإنما في حق المقتول، وعلى البشر أن يجدوا وسيلة في التعامل مع القاتل ولكن ليس لهم أن يزجوا بي في هذه الأمور التي تخصهم وحدهم، فليقتلوا القاتل إذا أرادوا أن يعيشوا في مجتمع من القتلة أو أن يجدوا حلا آخر إذا أرادوا مجتمعا إنسانيا يخلو من القتل. لقد أختلق الإنسان فكرة الخير والشر ثم ادعى بأن الله هو الخير واضطر في نفس الوقت لخلق قوة أخرى تنافسني سلطتي وقوتي وهو الشيطان الرجيم الذي يوسوس في قلوب الناس ويدفعهم للجريمة، والمنطق البشري ذاته لا يتقبل هذه الفكرة الغريبة. كيف يمكن لله مصدر الخير والرحمة أن يخلق البشر ويدعوهم لفعل الخير ثم يخلق لهم شيطانا يغويهم ويزج بهم في عالم الجريمة؟ ثم يعاقبهم إن سقطوا في حبائل هذا المخلوق الخرافي. يقولون بأنني أفعل ذلك لأمتحن البشر وكأنني غير قادر على معرفة البشر بدون إمتحانهم. الإنسان قادر بعقلة على معرفة مايضر وما يصلح للبشرية ولا داع في هذه الحالة لا لله ولا للشيطان كما أنه لا داع للثواب ولا للعقاب الإلهي، وإنما على البشر أن يتفقوا فيما بينهم عما هو مناسب للحياة في مجتمع بطريقة تجعل هذه الحياة محتملة. فكيف أدعوا الناس لفعل الخير وعبادتي ثم أجازيهم عن هذا الفعل؟ لقد جعلوني مجرد تاجر أشتري تملق البشر وخضوعهم بشقة مفروشة في الجنة وأعاقب غيرهم بزنزانة في الجحيم. - لنتكلم الآن عن هذه الجنة العجيبة التي تفننوا في وصفها، فهي ذات رائحة زكية يمكن شمها من على مسيرة خمسمائة عام وحيث أهلها يستمتعون أبد الدهر بأنهار من العسل والحليب ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون ولا تبلى ثيابهم الحريرية الخضراء ولا يفنى شبابهم كلهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة لا يهرمون ولا يموتون ولكل منهم زوجتان يرى مخ سيقانهما من وراء اللحم من الحسن. وللجنة درجات عددها مائة درجة وبين كل درجتين كما بين السماء والأرض. يقولون أيضا بأن هذه الجنة العجيبة لها ثمانية أبواب تفتح يوم الإثنين ويوم الخميس وكذلك في شهر رمضان بالإضافة إلى أن "محمد" هو أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ويقعقعها. وهناك وصف مشابه لجهنم، حيث عدد أبوابها بعدد الأعضاء السبعة، بعضها فوق بعض، الأعلى جهنم ثم سقر ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم الجحيم ثم الهاوية، فكيف يمكن تفسير هذه الخرافات وما هو مصدرها؟ - في الديانات الأولى لم تكن هناك جنة ولا نار، كان هناك العالم السماوي، موطن الآلهة الخالدة، والأرض موطن البشر الفانين، وكان هناك العالم السفلي الذي يذهب إليه الأموات بعد أن يقضوا مدتهم المحدودة على الأرض بدون تمييز بين الخير والشرير. وبعد تقلص عدد الآلهة بدأت السماء فارغة وفيها المكان الكافي لإيواء بعض البشر، فجائت فكرة تقسيم الناس إلى فريقين: فريق أهل الجنة في السماوات العليا، وفريق أهل النار في الحضيض. كل مجتمع تخيل هذه الجنة كمكان مثالي للحياة السرمدية، فيها كل ما يحلم به ولا يمكن أن يناله في حياته الأرضية المزرية. الإنسان طوال تاريخه وهو يحلم بما ليس في إمكانياته وهذه الأحلام عادة مرتبطة بالمجتمع الذي تصدر عنه هذه الأحلام. والجنة كما هي مصورة في مخيلة العرب مرتبطة بالصحراء والبداوة وعدم الإستقرار. فتخيلوا مكانا مثاليا تجري فيه الأنهار الرقراقة من عسل وحليب ومياه صافية باردة إلخ، إن الوصف ذاته لا أهمية له وإنما المهم هو تقبل الفكرة القائلة بالثواب والعقاب، وهي فكرة بشرية محضة. - يوجد الآن ومنذ فترة طويلة هؤلاء الأصوليون المتزمتون من كل الملل والنحل والذين يدعون أنهم يمثلونك ويمثلون إرادتك على هذه الأرض، يمارسون القتل والذبح ويصدرون الفتاوي العجيبة والغريبة دفاعا عن ذاتك العظيمة، فماذا تقول لهم؟ - ليس لدي ما أقوله لهم، فهذه مشكلتكم أنتم البشر مع الأديان ومع من يدعي تمثيل الله على الأرض. فأنا لست بحاجة لمن يدافع عني، وبالذات ليس من قبل هؤلاء المهووسين الذين فقدوا عقولهم والذين يعتقدون أن الله في حاجة إليهم وبيعونه في مزايدات علنية. عليكم أن تجدوا حلا لهؤلاء المعتوهين وإقناعهم بأن الله لا يحتاج إلى محام وأنني لم أكلف أحدا بهذه المهمة. ومع ذلك يجب الإعتراف بأن منطقهم سليم ومتماسك ، حيث أنهم أدركوا أن النظام الذي يريدون فرضه على بقية البشر لا يتحقق إلا في مجتمع مشابه للمجتمع الذي أبدع هذا النظام، لذلك هم يعيشون ويتصرفون وكأنهم يتواجدون في القرن السابع ويريدون إرجاع عجلة الزمن إلى الوراء ليعيش العالم بأسره في هذه الحقبة الزمنية السحيقة البعد. - المجتمعات الإنسانية اليوم متعددة وشديدة الإختلاف ثقافيا وإجتماعيا واقتصاديا وهي غير متكافئة من نواح عديدة، البعض منها وصل إلى القمر والبعض الآخر ما يزال يرجم "الشيطان" بالحجارة، بعض المجتمعات يموت فيها الناس بالتخمة والبعض الآخر بالمجاعة. باختصار ما هو سبب هذه الفوارق الصارخة بين المجتمعات المتقدمة والغنية وبين المجتمعات البائسة المتخلفة والفقيرة؟ - إن هذه الفوارق لا توجد فقط بين مجتمع وآخر، وانما داخل كل مجتمع. المجتمعات الغنية والمتقدمة نجد فيها الفقراء الذين لا مأوى لهم ويتسولون لقمة العيش، وفي نفس هذه المجتمعات المتقدمة علميا وتكنولوجيا ما زال الكثير منهم يعتقد بأنني خلقت العالم في ستة أيام واسترحت يوم الأحد وبأن المرأة أخرجتها من ضلع آدم وبأنني ضاجعت مريم العذراء وبأن عيسى هو إبني. وفي المجتمعات المتخلفة والفقيرة هناك من يبني القصور ويعيش في رفاهية الأباطرة. الظاهرة إذا عامة وتحتاج إلى حل جذري شامل على مستوى البشرية. في أي مجتمع يكون فيه أغنياء وفقراء هو مجتمع أعرج ومريض وفاسد ومجرم في حق مواطنيه ولا بد أن ينفجر في يوم ما. وليس الأغنياء وحدهم من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة، فالأغنياء عادة قلة قليلة تبنى ثروتها بواسطة عرق ودماء الفقراء، ولهم الحق لأنهم أقوياء ويساند بعضهم البعض في امتصاص دماء من يتقبل هذا الإستغلال. المسؤولية الحقيقية تقع على كاهل المساكين الفقراء، لأنهم أكثر عددا وأكثر قوة ولأن ثروة الأغنياء هي من إنتاجهم ومن عملهم. ولكنهم في الغالب مشتتون ولا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم ولا عن حقوقهم، والكثير منهم ينتظر مني أن أحل مشاكلهم وأنتصر لهم وأقوم بالثورة محلهم وأسحق كل الطغاة هكذا فجأة ذات يوم. وفي أحسن الحالات فإنهم يقومون بالعمل، يخلقون الثورة ويموتون بالمئات من أجل تغيير حياتهم ومستقبلهم ولكنهم في النهاية يتركون الأغنياء يديرون آخر فصول ثورتهم ويستولون علنا وبموافقتهم على منجزاتهم. فالفقراء ليسوا محصنين ضد اللصوص ولا ضد المخادعين وعبيد السلطة. أما فرق "لا حول ولا قوة إلا بالله" وهم كثيرون، فإنهم يقضون جل وقتهم في الصلاة والتعبد والإبتهال ليشتروا مكانهم في الجنة، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن التقوى هي في العمل على هذه الأرض وليس هناك لا جنة ولا جهنم ولا ثواب ولا عقاب خارج هذه الحياة، فمن أراد شيئا عليه أن يعمل لتحقيقه الآن وهنا، والإنسان له كافة الوسائل والإمكانيات لإبداع مجتمع متماسك وعادل ويخلو من الخوف والفقر، فقط على كل إنسان أن يعمل بجد ووعي ومسؤولية. - مع إحترامي العميق لك، إلا أن هذا الذي تقوله هو مجرد كلمات، الإنسان لا يمكن أن يكون غير ما هو عليه، وهو عموما يحب المال والجاه والسلطة ولحم الخروف والسيارات الفارهة والبيوت الفسيحة والقصورالفخمة والملابس الناعمة، فكيف السبيل إلى إصلاح هذا المخلوق وإرشاده إلى الطريق الصحيح بدون الدين والأخلاق الكريمة والثواب والعقاب وبدون إغرائه بالجنة وتهديده بنار جهنم؟ - لقد جرب الإنسان منذ أكثر من ألفي عام هذه الفكرة، فكرة المقايضة بالجنة والنار، ونرى بكل وضوح وبما لا يدع مجالا للشك فشل هذه التجربة فشلا ذريعا، فالناس اليوم يتظاهرون بالتقوى والورع وعبادة الله ليل نهار، غير أن هذا أصبح لمجرد البوم الصور ولخداع المجتمع لأن المجتمع الخارجي يطلب هذه الصورة، وهذا لا يمنعهم من السرقة والكذب والقتل والتسلط على بقية المواطنين. فهؤلاء ليسوا مجانين، إنهم يطلبون جنتهم الأرضية ويعملون كل ما في وسعهم لتحقيق هذه الجنة كما يتخيلونها. تعرفون كما أعرف أنه ليس هناك "طبيعة بشرية" محددة ومفصلة مسبقا لكل إنسان، فكل إنسان يختار بحرية ما يريد أن يكون، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وفي نفس الوقت، إختيارات هذا الإنسان ترتبط بعلاقاته بالآخرين في المحيط الذي يتحرك فيه، إجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وتاريخيا، الجميع يعرف هذا الكلام، فليس هناك إنسان صالح أو خير وآخر شرير وفاسد بالفطرة - والفطرة كما تعرفون بدعة دينية مثلها مثل العديد من البدع - فتنظيم المجتمع بطريقة جديدة كفيل بتكوين إنسان مختلف جذريا عن الإنسان الحالي المهووس بالمال والسلطة. المال والسلطة وبقية القائمة هي من مختلقات البشر ويمكن تصحيح هذه الأخطاء. الإنسان له إمكانية الحياة في مجتمع يخلو من المال ومن السلطة ويخلو من الجيوش والقتل والحروب ويخلو من التفرقة بين الناس بين أبيض وأسود وأصفروأحمر وبين الذكر والأنثى بين العادي والغير عادي إلى آخر قائمة الفوارق التي لا مبرر لها بين الناس. - هذا كلام نعرفه أيضا منذ زمن طويل، ولكن المشكلة هي كيفية تحقيق هذا المجتمع، ما هو السبيل للوصول إلى هذه الجنة الأرضية؟ - أنا لا أريد أن أتدخل في كيفية إدارة البشر لحياتهم فهذه قضية تخصكم وحدكم ولا يجب أن تنتظر إجابة على هذا التساؤل من أحد، فلا أحد يستطيع أن يعرف ما هو النظام المثالي الذي يصلح لتنظيم حياة البشر لجعل الحياة جنة على الأرض، لا أحد. الطغاة والأباطرة والمتسلطين من كل الأنواع والأحجام وحدهم لهم خرائط متعددة لتنظيم المجتمعات لما يتلائم مع خدمة مصالحهم وتنمية ثرواتهم وسلطتهم. ما يحتاج إليه العالم هو نظرية أخلاقية جديدة لا تكون قائمة على المنفعة والمقايضة والخوف وإنما على "المجانية المطلقة"، الأخلاق مهما كان مصدرها وشكلها لا يمكن أن تكون فعالة وحقيقية إلا في غياب فكرة الثواب والعقاب وغياب فكرة المصلحة عموما. الإنسان الخير - إذا أخذنا هذا المقياس ـ لا يمكن أن يكون خيرا وصالحا ومستقيما إذا كانت أعماله قائمة على الخوف من النار وعقاب الله أو لأنه يبتغي جزاء وثوابا في الجنة، الإنسان لا يكون صالحا إلا إذا كان عمله مجانيا وبطريقة مطلقة ولا ينتظر شيئا لقاء أعماله من أحد. أي أن تكون "الحرية" هي مصدر الأعمال وغايتها. ليست هذه "الحرية" التي يتغنون بها ويبيعونها في الصحف والمجلات والإذاعات، وإنما الحرية الحقيقية والتي هي معنى الإنسان ومصدر كينونته، الحرية التي تتعالى عن الفرد والعائلة والجماعة والقبيلة والوطن، الحرية التي هي مصدر الوجود الإنساني برمته.
#سعود_سالم (هاشتاغ)
Saoud_Salem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء مع الله .. الحلقة الأولى
-
لقاء مع الله .. الحلقة الثانية
-
ليبيا: الثورة المسروقة .. مرة ثانية
-
ليبيا: الثورة المسروقة
-
بوادر هزيمة الثورة اللبية
-
العدمية وأسطورة الكينونة ... الحلقة الثالثة
-
العدمية وأسطورة الكينونة ... الحلقة الثانية
-
العدمية وأسطورة الكينونة
-
كوكا كولا... إشكالية المثقف
-
سفر العدم والجنون
-
الخيال
-
الخطوة الأولى لفك الحصار... تسريح الجيوش
-
الوعي المحاصر
-
الله والشاعر والفيلسوف
-
عن الأسرة والكراسي
-
طبيعة الكارثة
-
مناورات لفك الحصا ر
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|