أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - قمة لتحصين البيت العربي أم للتطبيع مع العدو















المزيد.....


قمة لتحصين البيت العربي أم للتطبيع مع العدو


عبدالرحمن النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 12:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قد يكون من باب الهروب من الاوضاع المحلية الحديث عن القمة العربية التي أنهت اعمالها في الجزائر منذ ايام قليلة، غاب عنها ثلث القادة العرب، وهدد امينها العام بالاستقالة اذا لم يسدد الاعضاء اشتراكاتهم، وكانت فرصة ان يداعب الزعماء بعضهم البعض أمام عدسات الكاميرا!!، وهي قمة لا اعتقد بأن الشارع العربي يتابعها الا من باب متابعة الاخبار في الفضائيات التي فرضت نفسها على الناس بحيث تتابع ما تريد وما يريدون لك، في عالم مفتوح الا في البحرين حيث تمنع السلطات العليا وسائل الاعلام ومراسلي الفضائيات من تغطية كافة الفعاليات التي تريد محاصرتها، وبالذات فعاليات المعارضة ومن بينها المؤتمر الثاني لجمعية العمل الوطني الديمقراطي!!!
حيث تصر السلطة ان تكون وسائل الاعلام الرسمية ملكاً لها، وليس للمجتمع، بهدف توصيل المعلومة التي تريدها السلطة الى الخارج، ووضع الحواجز امام الاصوات الاخرى!!.. الا انها سياسة خرقاء لا يمكن السكوت عنها وسنظل نفضحها باستمرار في الداخل والخارج، ونكشف من خلال هذه السياسة المنحازة حجم التخريب الذي يمارسه البعض في المشروع الاصلاحي نفسه، ولن نسكت عن هذا الملف حتى يتم تحرير الاعلام والغاء وزارة الرقابة.

**

ماذا يريدون للجامعة ان تكون؟

لا يخفى على احد ان الادارة الامريكية توجه رسائل الى القادة العرب توجههم او تقول لهم ماذا ترى صالحاً لهم في هذه القمة او تلك، كما ترسل لهم ولغيرهم رسائل قبيل افتتاح الدورة السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة لتوجيههم حول الموضوعات الاساسية التي يجب تغطيتها في خطب مندوبيهم او الرؤساء او الملوك اذا ذهبوا الى نيويورك..

وفي الدورة الحالية لقمة الجامعة العربية كان هناك مندوبون عن الاتحاد الاوربي والامين العام للامم المتحدة الذي شرح بوضوح ما يجب على سوريا ولبنان ان تفعلا.. لكنه لم يقل ما يجب على الكيان الصهيوني ان يفعل .. فرسالة الامين العام هي رسالة امريكية بامتياز.

وبالرغم من ان الولايات المتحدة الامركية لا تريد للعرب ان يلتقوا الا على ماتريد، وبالتالي لا تريدهم ان يتضامنوا ويتعاونوا ويرفضوا الاحتلال الامريكي للعراق او الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وتريد ان تربطهم الواحد تلو الواحد معها، فانها تريد استخدام المؤسسات الموجودة وتوجيهها صوب الغايات الامريكية.. ومن هنا نرى الخط البياني المنحدر للجامعة العربية التي تاسست منذ ستين عاماً، وكانت في قمة عطائها في عهد الزعيم القومي الراحل جمال عبدالناصر، وأمكنها ان تتخذ قرارات الخرطوم التاريخية: لا صلح .. لا تفاوض.. لا اعتراف.. الى قمة فاس.. الى قمة بيروت.. واخيراً الى قمة الجزائر حيث استجدى العرب .. ان يكون اعترافهم وتطبيعهم مع اسرائيل مشروطاً ، وخرجوا مسرورين بهذا الاشتراط الذي سنرى نتائجه باسرع ما يمكن كما ابلغنا بذلك وزير خارجية العدو!!...



اصلاح الجامعة ام اصلاح الانظمة

هناك موضوعان اساسيان طرحتهما الادارة الامريكية الجديدة ـ القديمة امام الانظمة العربية وخاصة امام القمة السابقة التي انعقدت في تونس والحالية في الجزائر: الاصلاح السياسي في المنطقة العربية، والاعتراف بالكيان الصهيوني..

في القمة السابقة وضع القادة العرب انفسهم في مقدمة المدافعين عن استقلال القرار العربي ورفضهم للتدخل الخارجي في فرض الاصلاح السياسي.. وبالتالي فقد اصروا على انهم يرفضون الاملاءات السياسية الخارجية.. وان لديهم رؤيتهم الخاصة للاصلاحات السياسية في بلدانهم.. لكنهم على استعداد لقبول اتفاقيات التجارة الحرة ، واتفاقيات الكويز، واقامة القواعد العسكرية الاميركية والسير في شروط اقتصادية وتجارية تمليها السوق الراسمالية … والضغط على بعضهم البعض حسب المصلحة الاميركية في العراق او لبنان.

وهذه الرؤية تنطلق اساساً من تمسكهم بكرسي الحكم، ومن تمسكهم بحقهم الوحيد في تقديم المشاريع السياسية التي يرونها اصلاحية في بلدانها دون استشارة شعوبهم ودون استشارة الحركة السياسية في بلدانهم، بل انهم يرفضون الحوار مع القوى السياسية ويرفضون استلام العريضة الشعبية (البحرين، لبنان) ويرفضون التجاوب مع أي طرح اصلاحي، ويريدون جميع المواطنين ان يبصموا ويباركوا ما يقوم السلطان به.. فلدينا انظمة تعتبر قمة الكفر ان تقول للحاكم (لا) وترد ماقاله المتبني (ماقال لا قط الا في تشهّده!!

لذلك فان حصيلة عام من الاصلاحات السياسية في دولنا كانت قليلة للغاية.. ولا يجب ان نلوم حكامنا فقد ارتفعت اسعار النفط الى درجة كبيرة، جعلتهم اولاً يلتهون عن الاصلاح السياسي الى البلع الاقتصادي، وامكن من خلالها زج قطاعات طبقية في البورصة السياسية والاقتصادية، وامكن تقديم الكثير من المكرمات لقطاعات متضررة عديدة لكسب ولائها، والادهى من ذلك كسب نخب سياسية كانت في فترات سابقة في صف المعارضة، وباتت تطبل للسلطان ومشاريعه في العديد من الدول العربية، وباتت تفضل ذهب السلطان على الحديث عن حقوق الشعب ومستقبل العملية السياسية في بلادها، وتغض الطرف عن كثرة من انتهاكات السلطان للدساتير العقدية او الرقابة على المال العام او تداول للسلطة.. او اعطاء المرأة حقوقها السياسية ومساواتها مع الرجل في كافة الحقوق والواجبات.. ناهيك عن المواطنة المتساوية ورفض أي شكل من اشكال التمييز بين المواطنين.. وعندما تسمع كلامها عن الارهاب الذي تقوم به بعض الجماعات المتطرفة، فانها تقف على يمين السلطان، دون أن تقول كلمة عن اسباب هذا الارهاب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. بل ودور مؤسسات السلطة في تغذية هذا التوجه الفكري الخطير!!



وبالرغم من أن انظمتنا العربية تستشير سفراء واشنطن في كل صغيرة وكبيرة، او تنتبه الى تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية لترى اتجاهات الريح الاميركية، لكنها تريد سحب الناس عن قوى المعارضة بحجة ان ما تطالب به قوى المعارضة قد يكون موجهاً من قبل الغرب!! ومن المضحك ان بعض قوى المعارضة تسقط في هذا الفخ.. فتدافع عن انظمتها القمعية.. لتبرئ ساحتها من التقاطع مع الآخر.. وبذلك تتخلى عن نضالات شعبها ومطالبه العادلة حتى لا تتهم بأنها يوحى اليها!!! او انها اتصلت بالاجنبي

**

التقاطع بين المشروع الامريكي والشعبي

بعض الناس تأخذهم العزة بالاثم.. فعندما تقول واشنطن بأن هذا شرق.. يقولون لا .. انه غرب!! ولا ينطلقون من رؤيتهم المستقلة للامور.. وانما من ردود فعلهم تجاه الولايات المتحدة التي لا تقيم وزناً للامة.. وتعتبر مصلحتها مع الكيان الصهيوني.. ولا تتردد عن احتلال أي بلد عربي اذا رأت فيه خطراً على مصالحها..

ولكن هذا الموقف مضر بمصالح الناس.. ومضر بمصلحة تطور الحركة السياسية في المنطقة العربية وخاصة في البلدان العربية القمعية او تلك الانظمة التي تعتبر الارض ومن عليها وما تحتها ملك للحاكم .. ومفيد للحكام الذين يريد خداع شعوبهم بالحديث عن استقلال القرار العربي.. وهم لم يعرفوا استقلال قرارهم في يوم من الايام عن الامريكان او البريطانيين.. وبالتالي فان من المصلحة ان نفكر بطريقة اخرى.. تنطلق من رؤيتنا لمصالح شعوبنا.. وامتنا وترى اين نتقاطع مع صناع القرار في العالم.. خاصة واننا في اشكالية كبيرة مع انظمتنا السياسية.. ودول العالم في غالبيتها في اشكالية مع انظمتنا السياسية التي تعيش في العصر الاقطاعي في الوقت الذي وصل العالم بأسره الى مرحلة متطورة من الرأسمالية تتميز بعوملة المصالح والمعايير السياسية وكثرة من القيم التي تعبر عن مسيرة الانسانية الصاعدة وتعبر عن التفاعل الكبير بين مختلف الحضارات ومختلف الشعوب.. بل وعن هذا الفضاء الموحد الذي خلقته ثورة المعلومات والتقنية والمواصلات..

هل نختلف مع العالم الخارجي اذا قالوا بضرورة احترام حقوق الانسان.. وضرورة الغاء كافة اشكال التمييز في بلادنا العربية؟

هل نختلف مع الآخرين اذا قالوا بضرورة وجود دساتير عصرية ومؤسسات برلمانية حقيقية واحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني.. وان يكون الشعب مصدر السلطات.. وان يكون البرلمان المنتخب هو السلطة التشريعية والرقابية؟؟..

هل نختلف مع الآخرين اذا قالوا بضرورة الشفافية في الاداء الحكومي وضرورة مراقبة الفساد والمفسدين وغاسلي الاموال ومهربي المخدرات وسارقي الآثار والمستوليين على الاراضي والجزر والسواحل والمعرقلين للاندماج الاقتصادي الاقليمي والقومي والعالمي؟؟.

هل نختلف مع الآخرين اذا قالوا بأن هناك مواثيق دولية تتمثل في الميثاق العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدوليين والبروتوكليين الملحقين بهما، والاتفاقيات والعهود التي تتضمن مساواة المرأة مع الرجل؟؟..

واذا كنا نختلف مع البعض في التمويل الخارجي لمؤسسات المجتمع المدني.. فلماذا لا يقوم هذا الرافض من الميسور عليهم بتمويل مؤسسات المجتمع.. لماذ لا تقوم الحكومة والمؤسسات التشريعية في بلداننا العربية بوضع ميزانيات خاصة لتمويل المنظمات الاهلية بدلاً من صرف الملايين على المكرمات التي يتم توزيعها يميناً وشمالاً لشراء الذمم وخلق حاشية من الكتبة والصحفيين والطبالين الذين تفننوا في مواجهة المعارضة والمقاطعين وسواهم من الشرفاء في الوقت الذين لا يعرفون توجيه انتقاد الى سلوك السلطات.. بل نرى الكثير من المثقفين العرب في الفضائيات يدافعون عن انظمتهم القمعية بطريقة يندى لها الجبين.. ويعتبرون سلوك نظامهم قمة التحضر وقمة النضال في مواجهة الضغوطات الامريكية..

واذا كنا نختلف مع الغرب الامبريالي في الموقف من فلسطين.. فلماذا لا نبني اوسع جبهة قومية شعبية ورسمية لفضح طبيعة الحركة الصهيونية العنصرية وطبيعة الكيان الصهيوني الذي يعتبر نفسه دولة كل يهود العالم.. أي دولة كل يهودي في البحرين ودولة كل يهودي في الارجنتين ودولة كل يهودي في اوربا وافريقيا.. وبالتالي فانه يضع اليهودي البحريني في مواجهة اخيه البحريني المسلم او المسيحي .. وكذلك الحال مع بقية المواطنين في دول العالم.. لماذ لا نقول ما قالته اوربا الشعبية بأن اسرائيل تمثل الخطر الاول على السلام العالمي ليس بما تملكه من اسلحة دمار شامل.. وليس بما يقوم به شارون من انتهاكات فظة لحقوق الشعب الفلسطيني وليس بما يقوم به المستوطنون الذين يخططون لتدمير المسجد الاقصى.. وليس باقامة المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية …وانما انطلاقاً من كون اسرائيل دولة عنصرية، مجمعات مستوطنين.. يستولون على اراضي الغير لأنهم يعتبرون انفسهم ورثة اناس ماتوا منذ الفين او اكثر من السنين.. فهل تريدون عنصرية اكثر من هذه المرتكزات الايديولوجية التي تقوم عليها دولة اسرائيل!!؟

***

اصلاح المكونات قبل الجامعة

خلال السنوات القليلة الماضية عقدت الكثير من المؤتمرات وورش العمل حول اصلاح الجامعة العربية، وتقدمت الحكومات العربية بمشاريع لتطوير نظام الجامعة.. نتمنى للجيد منها التوفيق.. لكن الوضع العربي لا يوحي بأن هذه المشاريع ستجد طريقها للتطبيق لأسباب عديدة:

ـ فالانظمة العربية ما عادت تهتم بموضوعة الوحدة العربية، بل بالتركيز على القطريات.. ومصالح النخب الحاكمة.. وباتت شعارات (البحرين اولاً.. الاردن أولاً.. العراق أولاً.. فلسطين ياوحدنا..) هي الشعارات الرائجة لدى الانظمة ولدى بعض القوى السياسية التي تريد البرهنة بأنها مخلصة لوطنها، في الوقت الذي تنص دساتير كل الدول العربية بأن (…. جزء من الوطن العربي).. وبالتالي ولائنا لهذا الوطن العربي الكبير ومصالحه.. وليس ولائنا لأنظمة ولائها للولايات المتحدة الاميركية او تفتش عن مخارج للاعتراف بالكيان الصهيوني!!

ـ وبالرغم من الدعوات الكثيرة والمتكررة التي أكدت عليها كافة المنظمات الشعبية القومية وآخرها المؤتمر الثالث والعشرين للمهندسين العرب الذي تقدم بالكثير من الدراسات حول الربط الكهربائي وبناء شبكة من الجسور والطرق والسكك الحديدية لربط الوطن العربي، والتجار العرب الذين يطالبون بتحرير السوق العربية، والعمال العرب الذين يطالبون بتحرير تنقل العمالة العربية، والدعوات من كافة المواطنين العرب بالغاء تأشيرات السفر بين الدول العربية .. كل ذلك يواجه بالمزيد من القيود لتسوير حدود كل بلد عربي وتحصينه من جيرانه العرب بالدرجة الاساسية.. فالامريكان والاوربيون يلقون من المعاملة الممتازة على الحدود والمطارات ما لا يمكن لعربي ان يحصل عليها.

ـ واذا كنا بصدد الجانب الفكري في العملية الوحدوية، فاننا نرى برامج التعليم تعمق النظرة القطرية .. ولا نعتقد بأن الولايات المتحدة الحريصة على اصلاح نظام التعليم ستؤكد على وحدة العرب، بل ستؤكد على حق الكيان الصهيوني في الوجود على الارض العربية وان يكون مركز الخارطة العربية، ويمكننا ملاحظة القوانين العربية المتعلقة بالاحزاب السياسية، حيث تصر الانظمة العربية ان يكون الحزب محلياُ لا علاقة له بالاحزاب العربية الاخرى وترفض ان يكون فرعاً محلياً لحزب قومي او أممي..في الوقت الذي نشاهد العكس في اوربا حيث الاحزاب السياسية تلتقي على مستوى القارة، وحيث الكتل النيابية في البرلمان الاوربي تتوحد على مستوى التوجهات الفكرية او السياسية أو البيئئة او الاقتصادية او الاجتماعية وليس على مستوى الانتماء القطري.. بل ان الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي اقامت الاممية الدولية تفتح ابوابها لكل الحركات الاشتراكية الديمقراطية على الصعيد العالمي، كما هو الحال بالنسبة للحركة الشيوعية او الحركة الاسلامية.. في الوقت الذي لا نستطيع دعوة اشقاء لنا من الاحزاب العربية لعقد اجتماع اداري للامانة العامة لمؤتمر الاحزاب العربية!!

وبالتالي فاننا لا نطمح بالوضعية الراهنة ان يضع القادة العرب مخططاً للتوحيد او الموافقة على المشروع اليمني الذي يرى أهمية السير في طريق الولايات العربية المتحدة، ويضع تفاصيل لهذا المشروع.. بل يمكن القول بأن اقصى ما يمكن الوصول اليه هو تداول مسؤولية الامين العام، والاخذ بنظام الاغلبية بدلاً من الاجماع (حيث الكل متفق أن التنفيذ ضعيف في الحالتين، وبالتالي لماذا المعارضة).



الا ان المسألة الضرورية التي يجب التمسك بها هي ان اصلاح الجامعة العربية ينطلق اساساً من اصلاح اوضاع الدول العربية، وهذا ما نسمعه من كل الشخصيات الوطنية والقومية والتقدمية العربية التي لم يتمكن السلاطين من شرائها … والاصلاح يكون سياسياً ودستورياً بالدرجة الاساسية.. والا فان أي اصلاح اقتصادي او تعليمي او سواه لا يمكن ان يصب في الاتجاه الصحيح..

ولكن القمة الاخيرة لم تتوقف كثيراً امام البرلمان العربي الموحد.. حيث لن يكون أفضل من المجلس الاستشاري الذي شكله قادة مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من عشر سنوات.. دون فائدة تذكر… وانما كان التطبيع مع العدو الصهيوني هو الموضوع الاساسي الذي يريد الامريكان اجبار كل الدول العربية على السير فيه.. وكان القادة العرب شاطرين عندما مرروا علينا مبادرة بيروت التي رفضها شارون.. وحالياً يتحدثون عن تفعيل تلك المبادرة بالتطبيع مع اسرائيل.. ويتم التمهيد باختراق اضعف الحلقات.. لتكبر دائرة الدول العربية التي تعترف باسرائيل.. وبالتحديد الدول الخليجية حيث أنها حسب زعم وزير خارجية العدو ليس بيننا وبينها مشاكل حدودية!!!



مؤتمر مقاومة التطبيع

رغم الانطباع السلبي لدى قطاعات واسعة من حركة التحرر العربية والجماهير العربية حول اوضاع دول الخليج، الا ان الاخوة الكويتيين قد بادروا عام 2000 بعقد المؤتمر الاول لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني في رد قومي واسلامي موفق على الدعوات الانعزالية الكويتية بعد كارثة غزو النظام العراقي للكويت وتداعياتها السياسية والنفسية …

وكان للبحرين ـ في عصر الانفراج السياسي ـ شرف استضافة المؤتمر الثالث الخليجي الذي حضره نخبة من المناضلين العرب من مختلف الاقطار…

ويبدو ان الاخوة الاسلاميين (السلف) يعتبرون بأن القضية الفلسطينية في عصر (الارهاب الامريكي) قضيتهم الخاصة، لذلك دعوا الى مؤتمر في الدوحة منذ شهرين تقريباً تحت شعار (قاوم) بعد أن أفشلوا المؤتمر الرابع الخليجي لسوء الاعداد والترتيب والارتجال لما اتفقنا على تحويله الى ورشة عمل بدلاً من المؤتمر الرابع…

وحيث يهرول البعض نحو تل ابيب .. بعد اتفاقية شرم الشيخ.. وتحت شعار (لا تكونوا ملكيين أكثر من الفلسطينيين) فان بعض الدول العربية في الخليج وغيره ستتبادل التمثيل الدبلوماسي مع العدو.. لتبرهن للامريكان بأنها عصرية وليست معادية للسامية.. وانها في صف واحد ضد القوى الرافضة للسلام في الشرق الاوسط!!

ان الوضعية الجديدة تحتاج الى مواجهة جديدة.. ترتكز اساساً على المصالح القومية العليا للامة.. وعلى موقف نظري واضح حيال الحركة الصهيونية.. ورفض قاطع للصراع بين الاديان.. وانما محاربة لكل مخلفات وافرازات النظام الامبريالي الاوربي ـ الامريكي وفي المقدمة منها العنصرية الصهيونية.

وبالتالي فان الموقف الذي يجب ان نتخذه هو تقوية الجبهة الشعبية المعادية والمعارضة لأي شكل من اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.. واخراج هذه الحركة المقاطعة من الاطروحات الدينية الى الاطروحات السياسية ـ المجتمعية التي ترتكز على المساواة بين بني البشر وترفض كل اشكال التمييز وكل اشكال العنصرية.

وقد يكون اضعف الايمان في هذه المرحلة ما عبر عنه الاخوة في التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة في رسالتهم للامين العام لجامعة الدول العربية، حيث أكدوا على ثوابتهم على النحو التالي:

1 ـ تمسكنا بحقوقنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

2 ـ رفضنا لأية مبادرة أو حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين لا تقوم على تأكيد حق اللاجئين الثابت في العودة إلى وطنهم وإلى أراضيهم وممتلكاتهم الأصلية، وتعويضهم عما عانوه من حرمان وخسائر، منذ تهجيرهم من أرضهم وحتى عودتهم إليها، من خلال التطبيق الأمين للقرار 194 .

3 ـ رفضنا لكل أشكال التوطين والتهجير، أو التحريف في مفهوم حق العودة، أو المقايضة عليه. واستعدادنا الثابت والدائم للدفاع عن حق العودة، باعتبار أن تحقيق هذا الحق هو الأساس لضمان السلام العادل والشامل في المنطقة .



#عبدالرحمن_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم الناس، وسط الحديث عن الإصلاح الاقتصادي
- الاصلاح الاقتصادي والذكرى الاربعين لانتفاضة مارس
- البعد الاقتصادي في الاصلاح الشامل
- كيف نصحح مسار الجدار الدستوري العازل؟
- اصلاح المنظومة الاعلامية كجزء من الاصلاح الشامل
- الاصلاح والتجاذبات بين القوى المتصارعة
- مكافحة الفساد وحقوق الانسان ومجلس التعاون الخليجي!!
- معركة الفلوجة ومدلولات حرب الابادة الاميركية في العراق
- مسؤولية الحركة السياسية ورجال الدين والقيادة السياسية والموا ...
- ولي عهد البحرين يعلق جسر الإنذار
- مؤسسات المجتمع المدني ومساهماتها في صنع القرار
- مساهمة في الحوار حول تحرير سوق العمل
- خطط لتحرير سوق العمل في البحرين
- هل يشعل البحر إشكالية جديدة في البحرين؟
- عائدات النفط المتصاعدة وترابطها مع الإصلاح السياسي
- معتقلو دول مجلس التعاون في الأجندة الأمريكية
- الإعلام ودوره في مرحلة الإصلاح والحوار الوطني
- من أين نبدأ بالإصلاح؟
- حوار مع النعيمي في المشاهد السياسي
- أهمية بناء الكادر للحركة السياسية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - قمة لتحصين البيت العربي أم للتطبيع مع العدو