|
انقلاب في مالي
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 09:44
المحور:
كتابات ساخرة
على حدود الجزائر الجنوبية هناك دولة افريقية اسمها مالي وقع فيها قبل عشرة اشهر انقلاب وهو خبر ربما يثير الابتسام لدى العراقيين ، لكن لاشيء في شمال تلك الدولة اصبح يثير الابتسام منذ ذلك الانقلاب الذي تبعه زحف لاسراب الجراد الديني من مساخيط القاعدة قادمة من الشمال . قد يتساءل البعض عمن يقف وراء تمويل وتسليح هذه الجماعات الدينية التي تزايد ظهورها فجأة في عدة مدن افريقية منكوبة لتزيد من مآسي سكانها وتزيد الغرگان غطة بأن تفرض قوانين ممسوخة من القرون الغابرة يسمونها شريعة ؟ ومن تعتقدونهم وراء تطبيق شرائع لا علاقة لها بمكارم الاخلاق كتحريم الكذب او السرقة او الاستغلال ،و لا تحث على مساعدة الفقراء او المحتاجين ونشر العدل والمساواة ، بل تختص فقط بفرض قوائم من المحرمات من نوع ممنوع ان تاكل كذا او ان تشرب كذا او ان تلبس كذا اضافة اللى ارشادات للبشر الذي تعتبره قاصرا عن ادارة ابسط شؤون حياته فترشده عن كيف يمشي وكيف يجلس وماذا يلبس وكيف يقضي حاجته على الطريقة الاسلامية ؟ ومن هم الذين يمولون مجاميع الجلادين الذين يسارعون في تنفيذ احكام الشريعة بالركض وراء المساكين الذين يوقعهم حظهم العاثر بين ايدي هذه السحالي فيمارسون عليهم ساديتهم وينفذون فيهم عقوبات من نوع الجلد وقطع اليد والرجم وضرب الرقاب ، ليصرخوا بعدها الله اكبر ، فقد نصروا الله ولذا فان الله سينصرهم الطبيعة الجعرافية جعلت في شمال مالي نسبة كبيرة من السكان من عرق العرب-البربر، وهؤلاء العرب البربر هم الذين قادوا عام 2012 حركة مسلحة في مناطق تجمعاتهم ضد الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا منذ عام 2002 وهوما سمي بانتفاظة الطوارق حيث استولوا على معظم مدن الشمال مالي واعلنوا الاستقلال ، وخلال فترة قصيرة وكما هو متوقع تسلل حلفاؤهم من جماعة انصار الدين الى قمة هرم السلطة وبدأوا بفرض قوانين الشريعة كما ترسمها لهم عقولهم العفنة وقلوبهم المليئة حقدا على الاخرين ، وعاشت شمال مالي فترة سوداء حتى انتهت فترة سيطرتهم الدموية قبل اسبوعين عندما جاءت القوات الفرنسية ودكت معاقلهم ومعسكراتهم وجعلتهم يضعون اذيالهم في افواههم ويهربون دون اي قتال بعد ان تيقنوا ان الله لن ينصرهم .
في تقرير باللغة الانكليزية بثته وكالة رويترز يقول محمد توري ان الاسلاميين منعوا كل شيء وحتى حلاقة الذقن واصبحت عقوبات الجلد العلني وقطع اليد شيئا عاديا حتى وصول القوات الفرنسية. وكان اول ما طلبه سكان المدينة بعد تحريرها شحنات كبيرة من صناديق البيرة رغم ان جميع سكانها من المسلمين. وقد صادف تحرير المدن التي كانت تحت سيطرة طيور الظلام انتصارات رياضية حققها منتخب مالي لكرة القدم لاول مرة في بطولة كأس الامم الافريقية وآخرها تغلبه على منتخب الدولة المضيفة للبطولة جنوب افريقيا ،فيصف شخص آخر اسمه صلاح نجم وهو من مدينة تامبكتو المحررة كيف ان الاسلاميين بعد سيطرتهم على السلطة حرموا مشاهدة القنوات الفضائية لذا كان محبو الرياضة يضطرون لوضع صحون الاستقبال في اماكن مخفية واسدال ستائر سميكة واخفاض صوت التلفاز الى اقل مايمكن لو ارادوا مشاهدة مباراة منقولة ، اما بعد هروب الخفافيش فقد اعقب انتصار منتخب مالي على جنوب افريقيا ووصوله الى المباراة النهائية قبل يومين نزول جماهير تمباكتو الى الشوارع وهي ترفع اعلام بلادها وتهتف لمنتخبها في مشهد كان لايمكن تخيل حدوثه قبل اسبوعين او ثلاثة وفي مدينة اسمها هاو انقذ وصول القوات الفرنسية شابين من الاعدام بتهمة المثلية رغم ان محاكمتهما لم تقدم شاهدا واحدا ضدهما ، وقص احدهما كيف انه كان ينتظر اعدامه في اليوم الثاني عندما فتح باب السجن من قبل اناس لايعرفهم وقالوا له انه حر . http://news.yahoo.com/video/escape-execution-mali-182705517.html من يستطيع ان ينفي ان تمويل هذه الحركات ات من دول الخليج التي اعماها الغنى الفاحش فلم تجد ما تفعله بثرواتها الا بث الفوضى والتخلف بين ابناء افريقيا حيث قدمت الاموال لشراء السلاح بينما تولت الجماعات الدينية هناك تجهيز قطعان المجاهدين من شبان ملأ الحقد على البشرية قلوبهم فتحولوا الى مجرد أدوات للقتل لنقرأ هذا المقطع من نفس التقرير الذي بثته وكالة رويترز هناك في المدينة المحررة تامبكتو حي اطلق عليه السكان سرا اسم افغانستان لانه كان مركز تجمع الاسلاميين الملتحين المدججين بالسلاح ، ولكن بعد رحيلهم كسر السكان الغاضبون الكثيرمن ابواب المتاجر التي تعود لسكان اثرياء من اصل عربي ونهبوها اثر هروب اصحابها مع المسلحين بعد ان تيقنوا انهم سيكونوا اهدافا للانتقام بسبب صلاتهم الوثيقة بالاسلاميين ، ويقول احد السكان انهم كانوا سابقا يحبون العرب لكن بعدما تحالفوا مع انصار الدين فقد اصبحوا غير مرحب بهم الى الابد ولايعتقد السكان السود وهم من المسلمين المعتدلين ان يعود هؤلاء الى المدينة مستقبلا بوركتم ايها العرب أهذا هو مانستطيع ان نقدمه لدول مسحوقة تحاول الوقوف على اقدامها وتعزيز الديمقراطية وانعاش اقتصادها و بناها التحتية بأن نمول بناء كهوف لتربية الخفافيش كي تنطلق اسرابها وتنشرسمومها فنزيد من تلطيخ سمعتنا نحن العرب اكثر فاكثر ومع ذلك يتساءل محمد عبدة في اغنيته مالي اراها لا ترد سلامي
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيرك العراقي
-
تعقيب على مقالة الاستاذ مالوم ابو رغيف المعنونة ضعف الشخصية
...
-
7illo 3an 6eezy
-
الولايات المتحدة العربية!
-
حكومة المالكي وروح الفكاهة
-
لماذا نحن اذكياء ؟
-
ثقافة العورة بين النقاب وقيادة السيارات
-
هل ابن سينا او الفارابي شهود على الاعجاز
-
وقفة رائعة مع الانسانية
-
اقوال .....مأثورة
-
قيل...عن الدين
-
كفاكم يا كويتيون
-
الدجل ....بلا خجل
-
الجهاد في الجودو
-
هل توقف سعالنا ؟
-
القذافي مكعمز عالروشن
-
امرأة من العراق
-
قريبا ....سنصدر التقوى
-
احبوا نوابكم ....باركوا سياسييكم
-
تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|