ميعاد العباسي
الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 08:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حذر الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي لدى الامم المتحدة ان سوريا تدمر وتتهاوى امام الجميع وقال :"ينبغي على مجلس الامن الدولي التعامل مع هذه المشكلة الآن".
ونحن نتفق مع الابراهيمي على ان سوريا على هاوية التفكك العرقي والجغرافي نظرا لبنية سوريا العرقية المتكونة من الاكراد والعلويين والسنة بالاضافة الى الطائفتين المسيحية واليزيدية والدرزية فكل طائفة لها الان اهدافها الخاصة بعد قيام ثورة الربيع العربي السورية قبل عامين.
ان تحذير الابراهيمي من خشية تفكك سوريا له اسبابه حيث ان سوريا تختلف جغرافيا وسياسيا عن العراق مثلا، فالعراق رغم تواجد نفس الطوائف العرقية والدينية فيه الا ان نفطه هو سبب الوحدة الوطنية (حتى لو كانت وهمية) والاهم من هذا فعلى النقيض من العراق الذي ساعدته الولايات المتحدة في المرحلة الانتقالية فان سوريا تركت لتواجه مصيرها وحيدة.
ومما يعقد المسالة اكثر فان تركيبة سوريا العرقية يصعب توحدها فخشية العلويين من الانتقام وحرب الثأرات يجعلهم يحاربون الخضوع لحكم السنة وخصوصا ان طبيعة الحكومة المستقبلية المتوقعه في سوريا هي اسلامية متطرفة، كما ان احتمالية انظمام الاكراد الى السنة احتمالية مستبعدة حيث لا يوجد دافع مادي للاكراد للانظمام الى السنة.
لو نظرنا الى خريطة سوريا العرقية فسنجد ان دوافع اكردا سوريا في الاستقلال لها ما يسندها من مبررات ستراتيجية كون منطقتهم الشمالية غنية بالموارد الاولية والخامات مما يساعد على الاستقلال الاقتصادي، ولن يكون امر الانقسام او الاستقلال صعبا على العلويين القاطنين شرق البلاد التي تطل على منافذ البحر المتوسط، اما السنة القاطنين في وسط البلاد فان مناطقهم الصحراوية تجعل من انقسامهم امرا مستحيلا نظرا لقلة الثروات في مناطقهم.
ان الحرب الاهلية في سوريا ستشجع على اعادة الحرب الاهلية العراقية من جديد فانقسام سوريا سيكون له نتائجه الوخيمة التي ستنعكس ليس على سوريا وحسب وانما على انقسام العراق السني والشيعي والكردي وبالتالي انقسام المنطقة باكملها وتغيير خارطتها من خارطة جغرافية الى خارطة عرقية طائفية
#ميعاد_العباسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟