أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - هل نبدأ الحكاية..!؟














المزيد.....

هل نبدأ الحكاية..!؟


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


جلس قبالتي , تفصلني عنه زهريّة فيها وردة واحدة, حمراءاصطناعيّة ! انشغل عنّي بمطالعة لائحة أسعار الطعام.
رحلتْ نظراتي إلى الركن المُعتم حيث اعتدنا أن نلتقي أحيانا بعدما يعتصرناارهاق الامتحانات الجامعيّة الفصليّة , وهناك بدا لي أنـّي لمحتُ طيف , لا يفصلني عنه سوى ذات الزهريـّة لكن بوردة حمراء ذابلة .
غســـاااان !!!
ارتفعتْ ترنيمة ٌ من أعماق الذاكرة ...
وتدحرجتْ مـِلفاتُ الألم فوق المنضدة ...
كم كنت أحبـّه!..
كان هو وكل شئ ولا شئ سِواه في حياتي !..
كان الفارس ..! كان النورس ..!
كان حبيبي ..!
كان أول عاشق يباغتني بمكنونات قلبه:
" هل نبدأ الحكاية؟ "
كان وكان...
وكم كنت أمقت نزعته الغريزيّة لسرب من
العاشقات يُحلّقن حوله أينما سار في موكب ملوكيّ وطقوس سحريّة لكي يرضي غروره أنه أمير كوكبة العشاق وسيّد الرجال ... !
خنقتُ حبّي ورحلتُ عنه, كما ترحل الطيور عن أعشاشها . بدأ ينهار كسُور حديقة.. يتساقط حجرا حجرا ... ومع ذلك قررت أن نزيف كبريائي المجروح من مواقفه العابثة أشدّ من نداء عاطفتي فأوغلتُ في الغياب .

**

ما زال خطيبي يعاين قائمة الطعام لا يرسو على مرفأ! لم يكن هو اختياري ! خضعتُ لضغط الأهل في لحظة انهيار نفسيّ حين فحصوا أوراقه وحسموا الصفقة !
ويوما بعد يوم , بدأت أصحو من غيبوبة وَهني وحاجتي للتعويض النفسي عن جرح أنوثتي , على واقع أشدّ وطأة فأدركت أن هذا الرجل يُهَمّشُ كياني بأطواره الغريبة.

**

وضعت خاتم الخطوبة فوق الورقة النقديــّة التي جهزها سلفا ولم يكن ليتنازل عن غيرها! سرتُ بتثاقل نحو الركن المُعتم.
كيفك غسان؟ -
ارتدّتْ نظراته عن ضباب أيلول المتراكم خلف النافذة الصغيرة . ضمّ جفنيه باعياء .. التقتْ نظراتنا .. تناول الوردة الحمراء الذابلة من الزهريـّة .وقف وهو يترنح ..
وضعها في يدي الممدوة نحوه للمصافحة ..
مرّ بــي . احتكّ بجسدي , فهوَى الوشاحُ الأبيض على الأرض تحت خطواته الراحلة.
داسـَهُ دون أن يدري , ثمّ غابَ في ضباب الشّارع الطويل وراحتْ رائحة خمرة انبعـثتْ من فمه تعبث بكل صورة جميلة أحيتها الذاكرة !

_________

11-11-2002



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكانَ لا بدَّ من نزف ٍ كي نفقهَ لغة َ السّماء..!؟
- غدا ** قصة قصيرة جدا
- صَرْخَة ُ آخِر الليل ** قصة قصيرة
- لو كنتَ العَيْن أكون لكَ الدمعة
- قــبــل الاختِنــاق بدمعــة
- ثلاثة ُ وجوه ٍ وحكاية ** ومضة قصصيّة
- الضَّوْءُ الأحْمَر ** قصّة قصيرة
- حينَ تنامُ على حُلم ** قصّة قصيرة
- هذي جراحي فادخلوها آمنين ** شذرات
- أحلامٌ صغيرة ** قصة قصيرة
- ** ستعيدُكَ إليَّ الحكاية **
- عودة ُ النّورس ** قصّة قصيرة
- هواجسُ الميلاد
- وقد لا يأتي ..؟! ** قصة قصيرة**
- الحبرُ أبْقَى منَ الحبّ ** شذرات **
- سأحاولكَ مرّة أخرى
- ومضاتٌ وجعيّة
- قصة قصيرة - فَرَاشَة ٌ في زمن غائم
- إصــْرَار - قصة قصيرة
- أنا جنونك - قصة قصيرة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - هل نبدأ الحكاية..!؟