|
ماذا يريدون اخواننا المتظاهرين 000بعدما تحقق مرادهم
علي غالي السيد
الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 21:32
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
(ماذا يريدون اخواننا المتظاهرين 000بعدما تحقق مرادهم ) تناقلت الصحف والقنوات الفضائية العراقية وبعض المواقع الالكترونية جملة من الآراء المتباينة والمتناقضة حول التظاهرات في المدن الغربية لبلدنا ، منها من يهول من المخاطر التي تنذر الى وقوع حرب اهلية وسقوط حكومة المالكي والعودة الى المربع الاول ، لاسيما بعد تحول التظاهرات الى اعتصامات واتساع دائرتها لتفرض واقعا يشبه العصيان ان لم يكن كذلك ؟؟ اضافة الى معلومات تفيد بتدخل بعض دول الجوار لزعزعت الامن والاستقرار ، ومنها من يراها وسيلة حضارية ديمقراطية غايتها المطالبة بحقوقها الشرعية والمكفولة في الدستور، وان كل ما يقال هو تشوية للحقائق وخلط الاوراق بشكل يجعل المواطن العراقي العيش في دوامة اليأس من المستقبل وتعميق الشعور بالإحباط العام ، واذكار الفتنة وزرع الفرقة بين افراد المجتمع وعدم التأثر بعضهما البعض وانعكاس كل منهما على الاخر ، اما نحن نختلف عن الاتجاهين وسنذهب بكم الى مانحن ذاهبين الى حكاية قديمة تشبه الى حد ما قضيتنا الا وهي ( المظاهرات ) فمن القصص الشعبية العراقية ، قصة طريفة تقول ان قرويا وقف في ساحة قرية مجاورة لقريته يندب حماره الضائع ، ويهدد متواعدا : لابد من اعادة الحمار والا سأفعل كما فعل ابي ... وبحث اهل القرية المجاورة عن الحمار ، دون جدوى فعادت الى صاحبنا ، فهاج وماج، وكرر تهديده .... والا ... واجتمع وجهاء القرية وتداولوا الامر في ضوء التهديدات المتكررة ... وعاد البحث عن الحمار ، فلم تجده . وكان كلما عادوا خائبين الى القروي ، شهر في وجوههم تهديده بهذه الـ (الا) واخيرا ضاق به احدهم ذرعا ، فصاح به: (مد كلي ابوك اشسوه) واجاب الرجل ببساطته القروية ، لقد عاد ماشياً) ويبدو ان هذه القصة والحتوته اقرب من تفسيرات وتحليلات اصحاب الرأي من كلا الطرفين ، لتطابقها مع مبتغى اخواننا المتظاهرين الذين يندبون مطاليبهم ويهددون متواعدين بإعادة الحمار عذرا بتلبية مطالبهم التي يندبون بتحقيقها ،وقد دخلت اسبوعها الخامس على التوالي وكل اسبوعا يحمل الـ (الا) لانخدع لانقبل لا نتنازل واخيرا لا تراجع والا سيسقطون الحكومة ، فامتثلت حكومتنا لتلبية مطاليب اخواننا المتظاهرين من خلال تشكيل لجان متعدد (الخماسية / والسباعية ) فهاجوا وماجوا وكرروا التهديدات المعتادة للبحث عن الحمار واعادته ، والا سأفعل بالحكومة مثل ما فعل ابي ، وتحركت وساطات عديدة لحلحلت الامر واخرها شيوخ العشائر العراقية ،التي هدئت من حدة التهديدات التي يطلقونها كل جمعة منها جمعة الانتقام الى جمعة وفاء لشهداء الفلوجة ، كما طالبت شيوخنا تنفيذ مطالبهم المشروعة ، واستنفرت الحكومة كل قواها لتنفيذ مطالب المتظاهرين، بدا بأطلاق سراح بعض المعتقلين والمعتقلات ونقل المحكومين الى سجون محافظاتهم ليتسنى لذويهم زيارتهم دون عناء، وبدأت الحكومة باتخاذ إجراءات اخرى ، منها زيادة رواتب قوات الصحوة لتصل 500 ألف دينار، وإطلاق اكثر من 2000 معتقل، ومنح الحقوق التقاعدية لأكثر من 10 آلاف من موظفي الدوائر المدنية والأجهزة الأمنية في رئاسة الجمهورية في حقبة صدام (من أصل 28 ألف معاملة تقاعدية)، والاستعداد لإطلاق عفو خاص عن المعتقلين والمعتقلات ، وتعديل قانون المسألة والعدالة واحالة المشمولين به على التقاعد ورفع القيود عن عقاراتهم واملاكهم ، والغاء تشكيلات المخبر السري ويحل محلها مكاتب استخباراتية وارسلت وفود حكومية رفيعة المستوى والتقت خلالها مع وجهاء وشيوخ ورجال دين للوقوف على اخر المطالب التي تنادي بتهميش واقصاء اخواننا ونوقش في اللقاء نسبة تمثيل اخواننا في البرلمان والحكومة الذي بات يقارب نصف التمثيل اي اكثر مما يتوقعون ، ولازالوا يشهرون في وجوههم التهديد الـ (الا) كلما نفذت الحكومة مطلب ما ،والمتتبع يجد ان الحكومة نفذت الجزء الاكبر من مطالبهم ،الا انهم يرون ان الحكومة تمارس سياسة ( التسويف والمماطلة وعدم الجدية ) والتي طبعت على قلوبهم هذه المصطلحات بغاية الاستمرار بالبحث عن الحمار واكيد ليس هذا السبب الوحيد (بل عند جهينة الخبر اليقين ) يا ترى ماذا يريدون اخواننا المتظاهرين هل نبقى نبحث عن حمارهم طول العمر ام نعيش اخوةً شركاء في هذا الوطن الذي يسعنا ويسع اخرين معنا ولاينقصنا سوى الحب والتكاتف ورص الصفوف لبناء الوطن لان ليس من الممكن ان ننهض وننادي بالتقدم والازدهار دون مشاركة الجميع كما اننا مع المطالب المشروعة التي تهم اكثر عددا وفئة من الناس ، كتقديم الخدمات وتحسين ظروف المجتمع المعيشية ، وبناء البلد ليرتقي لمصاف دول العالم ودول الجوار والحد من الفساد الاداري والمالي ، والقضاء على البطالة وتوزيع ايرادات النفط الفائضة على المواطنين ، وصرف رواتب للأرامل والفقراء والعجزة واليتامى ، وتخفيض نسبة 50% من رواتب البرلمانيون والحكومة وتعدد المصادر المعتمدة في نهوض البلد لتشمل الزراعة والصناعة والسياحة 0000 نحن معكم اخواني المتظاهرين وقد تحققت معظم مطالبكم ولازلتم مصرين ومهددين بـ (الا) وتندبون حماركم المفقود فاتقوا الله وقولوا قولا حسنا والا ستعودون كما عاد ابا صاحب الحمار مشيا ، ولا تجعلوا من بلدكم فريسة للضالين والحاقدين وحينها لا ينفع الندم ويضيع البلد والجميع سيخسرون 0000 علي غالي السيد
#علي_غالي_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(البطاقة التموينية قشه كسرت ظهر الفاسدين والمارقين)
-
حيث قبول الدعوة
-
المنهج السياسي / في تجربة العراق الديمقراطية
-
متى تكون علامة الاستفهام قبل السؤال
-
هل يستطيع البرلمان التخلص من البند السابع
-
انتفاضة الفكر العراقي
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|