أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل حنا - منظومة الأخلاق العالمية في حيثيات الوضع السوري















المزيد.....

منظومة الأخلاق العالمية في حيثيات الوضع السوري


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 15:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الشعب السوري يتعرض إلى أبشع عملية إجرامية يرتكبها نظام الاستبداد منذ أكثر من إثنان وعشرون شهرا.ولم يشهد التاريخ الحديث على عملية تدمير ممنهج يقوم بها الحاكم الطاغي بتدمير البلد وتعريض أمنه للإنقسام الجغرافي وضرب الوحدة الوطنية.وكذلك تجذير الصراع الدموي بين مختلف مكونات المجتمع إلى أبعد حدود وفرض واقع مأساوي وترسيخ العنف الديني والطائفي والقومي. كل ذلك يتم من أجل الحفاظ على الاستمرارية في السلطة اللاشرعية التي تم الاستيلاء عليها أكثر من أربعة عقود."فإما السلطة أو تدمير الوطن"والعالم الخارجي من قوى إقليمية وعالمية تدعى نفسها صديقة وأخرى شقيقة للشعب السوري تقف على مدى ما يقارب العامين أمام محنة الشعب السوري عاجزة وغير قادرة ولا راغبة بتقديم مساعدة حقيقية للتخلص من هذا الوضع المدمر.كل ما تقدمه حتى هذه اللحظة سيلا من البيانات الحكومية وتصاريح صحفيية تأييد للمطالب المحقة للشعب السوري وحقة في الحرية والكرامة.ولكن الكثير من هذه المواقف تكون إستفزازية وتحريضية وأخرى تكون على شكل رسائل تقدم للنظام الضوء الأخضر بإستخدام كافة أنواع الأسلحة من القصف بالطيران والصواريخ وراجمات الصواريخ والمدافع والقنابل العنقودية وبراميل المتفجرات إلا السلاح الكيميائي الذي يعد خط أحمر.وعندما أستخدم النظام هذاالنوع من السلاح الكيميائي بشكل جزئي على بعض المناطق السكنية لإخماد الثورة.إلا أن هذه الدول الكبرى وخاصة أمريكا تسارعت وقللة من أهمية وتأثير هذا السلاح الكيميائي .أي أنه يمكن للنظام أن يستخدم هذا النوع من السلاح بكميات محدودة وبجرعات متفرقة توزع هنا وهناك من المناطق السكنية لكي لا يأثر على الدول المجاورة بل أن يكون تأثيره فاعل في إبادة الشعب السوري فقط.عدد ضحايا الحرب التي ينفذها النظام ضد الشعب السوري بلغ حتى الآن وبحسب توثيق المؤسسات الدولية بلغ أكثر من ستين ألف مواطن, وعدد المهجرين إلى خارج الوطن فوق ستمائة ألف مواطن والمهجرين في داخل الوطن والمحتاجين إلى المساعدات الإنسانية العاجلة حوالي أربعة ملايين إنسان.
إذا نظر الإنسان مجردا عن أخلاقه الإنسانية لما يحدث للمواطن السوري سيجد في هذا الكم الهائل من المآسي مجرد أرقام حسابية لا تحرك في حسه الإنساني الميت أي مشاعر تجاه هؤلاء الضحايا.كل هؤلاء الذين سقطوا في هذه المذابح من أطفال ونساء وشيوخ ورجال عزل وشباب مسالمين لم يرتكبوا ذنبا سوى مناداتهم بالحرية.ولكن بالنسبة للإنسان الذي يملك ضمير حي يرى أن مايحدث هو مأساة إنسانية حقيقية.مأساة شعب يتعرض إلى أبشع حملة إبادة, كل فرد قتل كل أسرة تم إبادة جميع أفرادها كل جريح وكل معتقل وكل أسير وكل بيت سوي بالأرض وكل بستان زيتون تحمل في طياتها حكاية وطن جريح يذبح, و قصص حياة بشر وكفاح ناس من أجل حياة أفضل خاضوها على مدى عقود طويلة من الزمن.فإن فقدان طاغية دمشق لكافة القيم الأخلاقية والقيام بهذه الأعمال الإجرامية وتدميره الوطن بطريقة بربرية يدل على أنه فاقد لأبسط المشاعر الإنسانية.والسؤال الذي يطرح نفسه أين هي القيم الأخلاقية لقادة دول العالم المؤثرة في السياسة العالمية التي لا تضع حدا لهذه الحرب الجنونية ضد الشعب السوري؟
بالتأكيد المنظومة الأخلاقية للبشرلا تحتاج إلى وضع قوانين واصدار الأوامر من أجل أن يتقيد بها المرء لأنها نابعة من باطن الشخص من أعماق الحس الداخلي.والضمير الحي يدفع بالإنسان القيام بما هو لخيرالأخرين ويلتزم بما يمليه عليه ضميره وأخلاقه الإنسانية بإرادته الحرة.لا أن ترتكب الشرور التي تهين الكرامة الإنسانية أو الدفاع عن هكذا أعمال إجرامية من أجل غايات وأهداف عديدة ولكنها بالتأكيد لا تدخل ضمن دائرة التصرف أو الموقف الأخلاقي.وكما يعلم الجميع فأن القيم الأخلاقية رافقت مسيرة تطورالإنسان منذ بدأ التاريخ الإنساني.وتكوين هذه المنظومة الداخلية لايمكن عزلها عن الوعي الإنساني أو فصلهما عن بعضهما البعض.والإنسان يعبر بشكل طبيعي عن أخلاقه التي يتحلى بها وهذه لا تحتاج إلى وضع قوانين وضوابط .وإنما مع التطورالإجتماعي في الكون أقتضت الضرورات الإنسانية العالمية والعلاقات الدولية بين مختلف الحضارات بتنوعها الثقافي والتاريخي والديني والعرقي, ونشوء كيان الدول في العالم منذ القدم إلى وضع قوانين أخلاقيات الحياة النابعة في الأصل من مجموع القيم الأخلاقية الباطنية, والتي تحدد كيفية التصرف حيال القضايا والمشاكل والحروب التي تتعرض لها الشعوب .ولذا نجد أن دساتير وقوانين الكثيرمن الحضارات القديمة والحديثة تضمنت هذه المبادىء اي الارتكازعلى اسس منظومة الأخلاق الإنسانية.والمدعومة بالمواقف السياسية المختلفة بالرغم من المصالح المتناقضة الرهيبة بين مختلف الدول وأنظمة الحكم ,لأن جميعها أخضعت مواقفه السياسية إلى منظومة الأخلاق الإنسانية الكائنة في النفس البشري. التي تهتم بالإنسان وكافة القضايا التي تمس حياة الناس في الكون من البيئة حتى الخصوصيات الذاتية للإنسان. ومن أجل ذلك تم تأسيس الهيئات والمنظمات المحلية والعالمية ,بدأ من عصبة الأمم, والأمم المتحدة وكافة المؤسسات التابعة لها.وقد أكدت جميع الوثائق والقرارات والمبادىء والمعاهدات الدولية على تبني وتطبيق وحماية والدفاع عن منظومة القيم الأخلاقية في العالم والتي يكمن في جوهرها" الإنسان"ذاك الإنسان الذي يحمل في ذاته منظومة أخلاق منذ البدأ.والتأكيد بأن كافة البشر على سطح الكرة الأرضية بتنوعها الفريد تشترك مع بعضها البعض بقيم ثابته أصيلة. وهذه المبادىء المشتركة بين العائلة البشرية يجب أن يحثها على القيام بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه بعضها البعض.
ولذلك كان حكماء اليونان القدامى يؤكدون بأن الشعورالأخلاقي لدى الإنسان هو في أعلى المراتب من بين كافة المخلوقات وهذه الخصوصية المرتبطة بالوعي أو الإدراك العقلي ميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية.والتأكيد على آولوية الإنسان وحريته وكرامته على السلطة والحاكم.لإن كل شيء يجب أن يكون من أجل الإنسان لا أن يقتل ويهان ويذل ويضطهد ويعذب أو أن يحرم من الحرية والكرامة الممنوحة له في القوانين الدولية والسماوية والطبيعية. والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1948 يؤكد بأنه في الحرية والعدالة والسلام تتحقق الكرامة الإنسانية.والكثير من المواثيق والمعاهدات الدولية التي تأكد على كرامة الإنسان وحريته وحقوقه القومية والثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية والدينية وحرية التعبير عن الرأي.وهذه القيم الاساسية يجب أن تكون متاحة لكل البشر على أختلاف معتقداتهم الدينية والعرقية والسياسية والاجتماعية. وأن صياغة آي قانون أو دستور وطني يجب أن يصون هذه القيم ولا يتعارض معها أو يلغيها بقوانين أخرى جائرة وعنصرية ومضادة لحقوق الإنسان تقضي على قيم الحرية والكرامة الإنسانية. لأن هدف أي نظام يجب أن يكون بناء مجتمع تسوده العدالة ويحافظ على مبادىء تحقيق الكرامة الإنسانية.وهذه القضايا الحساسة الهامة كانت وما زالت أحدى أكثر القضايا المطروحة للبحث في المؤسسات الدولية.
وأنطلاقا مما ذكر فإن حق الدفاع عن هذه القيم حق ممنوح بالشرع السماوي والطبيعي والقوانين الدولية.والشعب السوري يمارس حقه في الدفاع عن نفسه منسجما مع هذه القيم الأخلاقية الإنسانية.وفي مسيرة الصراع المرير من أجل الحرية أن ارتكاب الأخطاء أو إرتكاب الجرائم من بعض الأشخاص أو الأفراد ليست من أهداف الشعب,بل أنها ضد إرادته, وهي بالضد من منظومة القيم الأخلاقية الإنسانية.وهي لا تخدم أهداف الثورة من أجل الحرية وكرامة الإنسان وبناء مجتمع ينبذ العنف بكل أشكاله.أن قتل الأبرياء المسالمين هو عمل إجرامي وينافي كل الشرائع والقوانين الدولية ولا يوجد أي مبرر لقتل الناس بسبب مواقفهم وآرائهم السياسية في آي طرف من أطراف الصراع كان الإنسان.الشعب السوري يقتل بمختلف الطرق الهمجية ويمارس ضده أبشع أساليب العنف البربري وترتكب الجرائم والمجازرالمتكرره في مناطق مختلفة من البلد وعلى مدى أكثر من إثنان وعشرون شهرا.وهذه الحقائق تؤكدها منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وبقية الهيئات والمنظمات الدولية والأقليمية التي تؤكد على إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.وهذه الإنتهاكات التي تقوم بها كافة الأجهزة الأمنية والشبيحة والجيش لا تستثني أي فئة عمرية سواء كانوا أطفال أو شيوخ أونساء أو أبرياء.
وأمام هذا المشهد الرهيب الذي يتعرض له الشعب السوري يقف الرأي العام العالمي وقادة الدول المؤثرة في الوضع السوري عالميا وإقليميا موقف المندد والمشجب لهذه الجرائم.ويعقدون المؤتمرات ويصدرون التصاريح المؤيدة لمطالب الشعب السوري بدون إتخاذ أي موقف عملي ينهي معانات الشعب السوري ويضع حدا لهذه الحرب المدمرة لكيان الوطن والشعب.وتحولت قضية الشعب السوري الثائر من أجل الحرية والكرامة وبناء النظام التعددي السياسي الذي يحقق المساواة والعدالة بين كافة مكونات المجتمع السوري إلى قضية شعب لاجىء يحتاج إلى بعض الخيم والمساعدات الإنسانية الطبية والغذائية وحتى تلك لا يستفيد منها الغالبية الساحقة من المتضررين الحقيقيين حسب كل المعلومات المتوفرة وعلى مختلف المستويات.
الشعب السوري يريد موقف سياسي أخلاقي إنساني واحد من قادة العالم لإنهاء الحرب الجنونية التي ترتكبها الطغمة الحاكمة. وألا يكفي المتاجرة والصراع من أجل تحقيق مصالح بعض الدول والفئات على حساب حياة الشعب السوري وتدمير وطنه



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسوع الطفل الحزين
- سوريا بين الحقيقة والخيال
- مذابح الشعب السوري,بشار وقسم أبيقراط
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد مابين النهرين -الدم المسفوك- ا ...
- سوريا والوجه القبيح للعالم
- مجازر النظام السوري - جمعة أطفال الحولة-
- تحديات أمام الثورة السورية !
- - الدم المسفوك- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد مابين النهرين
- هل سيتوقف النظام السوري عن إرتكاب المجازر؟
- آكيتو ثورة الربيع البابلي الآشوري وثورات الربيع العربي
- عام على ثورة الشعب السوري ضد الطغيان
- المعارضات السورية والالتزام بالمبادىء الإنسانية
- الثورة الشعبية السورية وتحول الأنظمة في البلدان العربية
- حقوق الشعب الآشوري في بلاد مابين النهرين في الذكرى الثالثة و ...
- المعارضات السورية أمام مفترق الطرق
- الأحزاب الآشورية في صلب المعارضة السورية
- قانون أحزاب أم إسقاط النظام في سوريا!؟
- رؤية المعارضة السورية حول إسقاط النظام !
- القصارى في نكبات النصارى- شاهد عيان, إبادة شعب – الجزء الثال ...
- الأحزاب الآشورية و جمعة -أطفال الحرية -


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل حنا - منظومة الأخلاق العالمية في حيثيات الوضع السوري