أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عبد الأمير الربيعي - مدينة البصرة واسمها الآرامي













المزيد.....

مدينة البصرة واسمها الآرامي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 14:22
المحور: المجتمع المدني
    


مدينة البصرة واسمها الآرامي

تقع مدينة البصرة جنوب العراق فهي ملتقى نهري دجلة والفرات وتحيط بها مياه الخليج من ثلاث جهات , خرجت من رحم هذه المدينة أغلب الفرق الكلامية واللغوية , ففيها كتب اخوان الصفا فلسفتهم ورسائلهم , وكانت هذه المدينة تحتضن مجالس الشعراء والمتكلمين اللغويين , لكن طبيعتها فهي تحتضن بساتين النخيل الوارف وتشرب من حرارة شمس تربتها الغرينية , فكانت شجرة آدم المعروفة ببركتها وثمرها من أطيب ثمار الجنة , لكن البعض يعيد تأريخ هذه الشجرة إلى اربعمائة سنة من الآن ,لا كما يؤكد البعض انها مع نزول آدم في ارضها المباركة , هذه الشجرة هي شجرة السدرة , لكن تنطق المنحوتات السومرية والآشورية بقدسيتها , شأنها شأن مدن العراق ,أما كلمة البصرة حسب ما يذكر الكاتب يعقوب سركيس في كتابه (مباحث عراقية ) المجلد الرابع ص136ان كلمة (بيث بصرياثا) هي كلمة آرامية وتعني بيت الأكواخ , وبعد حذف الألف من كلمة ( باصريي أو باصرا) تصبح الكلمة (بصرة) لسهولة اللفظ , وهنالك معنى آخر لكلمة (بصرياثا) أي القناة أو (بيث صريا ) وتعني الشق أو الصدع , ويذكر المستشرق ماسينيون في كتابه (خطط البصرة بغداد) ص70 " من المفيد أن أشير إلى أن الكثير من الحواضر العراقية قد احتفظت باسمائها الآرامية مثل: بعقوبا , ديالى , بقسايا , عكبرا , باصيدا , بعشيقا , برطلا كوُثا , باجرحي , باحسرا ,, ولعل البصرة من هذه الأصول الآرامية " أما الكاتب عواد العلوجي في كتابه (جمهرة المراجع البغدادية)ص24 يذكر ان " بصراياثا هو اسم لأحد الأنهار التي تحمل الماء إلى البصرة " , البعض يرى اسم البصرة القديم هو (تردم) وهو اسم آرامي يعني بوابة البحر ثم قلبت الحروف فاصبحت تدمر مما قيل فيها (بعد خراب البصرة) أي بعد دمار البصرة , من هذا يعني إن البصريين في ديانتهم هم أراميين أي على الديانة المندائية والتي كان الجنوب العراقي يعتنقها قبل الاسلام مع الديانة المسيحية واليهودية, هي أحد الأديان الإبراهيمية، واتباعها من الصابئة يتبعون يحيى بن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق كما أن هناك تواجد للصابئة في إقليم الأحواز في ايران إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية " الصبّة " كما يسمون، وكلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان. تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة، ومن جملة أسمائه الحسنى، والتي لاتحصى ولا تـُعـَـد عندهم ,الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور حيث جاء في كتاب الصابئة المقدس جنزا ربا : باسم الحي العظيم : *هو الحي العظيم، البصير القدير العليم، العزيز الحكيم * هو الأزلي القديم، الغريب عن أكوان النور، الغني عن أكوان النور *هو القول والسمع والبصر، الشفاء والظفر، والقوة والثبات، مسرة القلب، وغفران الخطايا، أن الله الحي العظيم أنبعث من ذاته وبأمره وكلمته تكونت جميع المخلوقات والملائكة التي تمجده وتسبحه في عالمها النوراني، كذلك بأمره تم خلق آدم وحواء من الصلصال عارفين بتعاليم الدين الصابئي وقد أمر الله آدم بتعليم هذا الدين لذريته لينشروه من بعده. , لكن الديانة المندائية تختلف عن بقية الديانات بانكارها قطع الغلف وتعتبرها من المحرمات لأنها ديانة موحدة , وما زال الكثير من أبناء العراق على هذه الديانة , كما ترى فلسفة هذه الديانة في تحريم الختان والطُهّور و إنهُ ليس من حق المخلوق أن ينقص صنعة الخالق التامة .
من خلال متابعة التأريخ تعتبر البصرة مدينة آرامية الاسم والطباع , قطنها أقوام عديدون , ويذكر الكاتب والباحث رشيد الخيون في كتابه (معتزلة البصرة وبغداد) ص100 البصرة " سميت باعظم البوابات نفوذاً منها بوابة السلامة وبوابة المياه وبوابة الجنة , يطل البصريون عبر البوابات الثلاث على العالم " , مع العلم إن هذه المدينة كانت تغتسل بمياه مالحة وأخرى عذبة حيث يجتمع شواطئها بين ملتقى نهري دجلة والفرات ونهاية الخليج , كانت السفن تحمل تجارة العبيد والتوابل والأقمشة وقصص الغرباء والمسافرين من مدن عدة كالهند والبحرين وبغداد والموصل , لكن غابات البردي والقصب تحيط بها اضاف إلى النخيل بانواعه الذي قال بحقه هارون الرشيد " نظرنا فإذا كلّ ذهب وفضة على الأرض لا يبلغان ثمن نخل البصرة" هذا ما ذكره السجستاني في كتاب (النخل )ص45, كما يذكر في نفس المصدر إن " نخل البصرة أظنهُ مثل نخل الدنيا مراراً " , أما الاسكندر المقدوني عند دخوله مدينة البصرة فقد اطلق عليها اسم (بالميرا) أي مدينة النخيل , كما يذكر البصريون انهم أول من عرف زراعة الرز وجعلوه من طعامهم و الرز مولود مائي ومن الماء كانت الحياة , مما أخذ البصريون من المياه طبع الانسياب وسهولة المعاشرة للغرباء والمسافرين , فكانت أكثر بلاد الله علماً وفقهاً وأدباً .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات وطنية مشرقة من ذكرى وثبة كانون الثاني عام 1948
- مقابر الطائفة اليهودية في العراق
- يهود العراق أبانَ العهد الجمهوري1958
- قرة العين (زرين تاج )هي تاريخ لصوراً رائعة وخالدة عن نضال ال ...
- يهود العراق والهوية الوطنية
- ساسون سوميخ .. الباحث في الأدب العربي
- السادية في الجهاد باسم الدين
- الهوية العراقية والسياسة ومَن أُحِب
- شاعر المقاومة والثورة ...مظفر النواب
- الديانة البهائية والعالمة في امور الدين قرة العين (زرين تاج)
- الصابئة المندائيون
- الحركة الفكرية والثقافية في أربعينات القرن الماضي
- حوار مع معاون عميد كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة بابل الدكت ...
- جدل المعرفة والحضارة والوجود
- واقع الشخصية العراقية اليوم بعد الغزو الأمريكي
- أنسام وسحر شهيدتين لمدينة جنوبية مسكونة بالإبداع والحب والجم ...
- يهود الحلة ...تأريخهم وعلاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية
- الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية
- عزيز الحاج ورحلة مع تحولات مفصلية
- الشهيد باسل الطائي(أبو تغريد)...مفخرة مدينة الحلة


المزيد.....




- ألمانيا -مصدومة- من الغارة الإسرائيلية على مخيم طولكرم والأم ...
- اليمنيون يتظاهرون دعما لغزة ولبنان
- رسائل تكشف مخاوف أميركية مبكرة بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية ...
- بالأرقام.. وكالة أممية تكشف عدد النازحين من لبنان إلى سوريا ...
- الجنائية الدولية تكشف عن مذكرات توقيف بحق عناصر ميليشيا ليبي ...
- المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال ضد 6 ليبيين
- الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق 6 أعضاء في -الكانيات- ...
- الأمم المتحدة: عدد القتلى المدنيين في لبنان جراء الحملة الإس ...
- الأمم المتحدة: الغارة الإسرائيلية في طولكرم -غير مشروعة-
- اعتقال متهم سرق 387 مليون دينار في السليمانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عبد الأمير الربيعي - مدينة البصرة واسمها الآرامي