|
موعد مفاجئ وبداية انفراج
لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اجتماع ميونيخ ولد من رحم اليأس
جاء بعد جمود هائل في الملف السوري، وإهمال متعمد لما يحصل في سوريا .
فالضمير العالمي كان غافياً عن استمرار نزيف الدم، صحيح أنه أبدى استعداداً وسخاءاً في تقديم المساعدات لاعالة اللاجئين والمحتاجين السوريين، لكنه لم يبد أي ارادة أورغبة صادقة في معالجة السبب الذي أدى لكل هذه المعاناة الانسانية .
لنعود ثلاثة أشهر إلى الوراء، حين رفض رئيس الائتلاف الجديد معاذ الخطيب دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو، دعوة لم يكتفي الخطيب برفضها، بل تجراً بمطالبة الروس بالاعتذار من الشعب السوري، وعلق رغبته بالاجتماع معه في عاصمة أخرى غير موسكو، وأن يترافق بتغيير جوهري في الموقف الروسي .
الروس الذين يحركون جزءاً من اللعبة الدولية شعروا بالاهانة، وهذا ما دفع لافروف بالتهديد والوعيد بمزيد من الضحايا لرفض الائتلاف التفاوض مع النظام . وهو أمر كرره الابراهيمي بعد يوم واحد .
وبدا منذ ذلك الوقت أن الائتلاف محارب من جميع دول العالم بما في ذلك الدول العربية التي أمسكت عن استقبال قياداته وتقديم أي دعم بالسلاح للمقاومة السورية كما سبق وأن وعدت، حتى كانت الصدمة في أن لا يدعى الائتلاف إلى اجتماع لمساعدة الشعب المتضرر والذي يفترض بالائتلاف تمثيلهم .
فإذا كان الحوار مع النظام هو العبارة السحرية (( إفتح يا سمسم )) لفتح جميع الأبواب الموصدة، فلنا أن نتساءل .. لماذا ؟
هل .. كما تدعي دول العالم خشيتها من انهيار النظام ؟ ومايتبعه من فراغ أمني ؟
كتشظي الدولة السورية وتفتتها، بعد نشوب حرب أهلية طويلة تأتي على ما تبقى من مقومات الدولة !! وما يستتبع ذلك من نتائج تؤثر سلباً على أمن واقتصاديات دول الجوار.
وهي جملة رددها بما يشبه التهديد أغلب الوسطاء الدوليون الذين زاروا المنطقة .
هل علينا أن نصدق أن كل هذه الضغوط هي لمصلحة الشعب السوري لتجنيبه مستقبل أسود ؟
لو افترضنا صحة هذه المزاعم، فنحن نسأل بحسن نية :
ألم يكن هناك من جميع الدول الاقليمية والدولية، دولة قادرة على لجم الأسد من استعمال أسلحة فتاكة بحق شعبة تؤدي إلى مقتل هذا العدد المهول من الأرواح السورية البريئة؟ ألم يكن هناك دولة فاعلة تنصحه بلهجة حازمة، بأن ينصاع لارادة الشعب في بداية الثورة، ويقدم تنازلات وإصلاحات؟
على الأقل تلجمه عن السير في أسلوب المراوغة، حين قدم دستوراً جديداً هو في الحقيقة تمديد لسلطاته المطلقة 14 سنة أخرى؟ وتثنيه عن إجراء انتخابات ملفقة ومزورة لتشكيل مجلس شعب جديد، و بصلاحيات تساوي الصفر !!
في حين أننا نذكر تماماً أن الدول النافذة لم تقدم سوى بعض التصريحات الخجولة، من أن الأسد فاقد للشرعية وأن عليه الرحيل !!
عبارات لم تترافق مع اي آلية للتنفيذ، بل تزامنت مع تطمينات ومن أعلى مستوى للقيادات السياسية العالمية و من قائد الحلف الأطلس ووزير الدفاع الأميركي ، من أنهم جميعاً غير راغبين في التدخل العسكري كما تم في ليبيا .
يقيني أن أحداً من زعماء العالم لم يكن راغباً في إنهاء الأزمة السورية، بل على العكس كانوا يتمنون طول أمدها، فالدول العربية كانت تخشى الربيع العربي، وتترقب برعب سقوط كبار الطغاة الواحد تلو الآخر.
أما الغرب فلم يكن في وارد الموافقة على أي تغير يطال تركيبة دول الخليج.
أما دول الجوار وإن كانت قلقة من نزوح اللاجئين السوريين لأراضيها، لكنها أعطيت فرصة طيبة من الدول المانحة بمنحها أموالاً تعوضها عن الخسائر التي تسببت بها الثورة السورية، وهكذا تصالح العالم مع ذاته ونام على دماء السوريين، واشترى راحة ضميره ببعض الفتات .
يبدو أن شيئاً قد تغير، إسرائيل اليوم باتت تخشى حقيقة من تسلل الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله أحد أهم أذرع ايران في المنطقة .
تسلل يصيبها بالشلل، ويثنيها عن أي إمكانية لضرب المفاعلات الايرانية فيما لو اقتربت الأخيرة من تصنيع القنبلة النووية. فالسلاح الكيماوي المدمر صار موجهاً إلى جميع مدنها وهو ما يسبب خوفاً هستيريا للمجتمع الاسرائيلي، كابوس لا تتمنى أن تمر به . ولنذكر جميعاً التهديد الذي ردده الطاغية في أكثر من مناسبة من أن ضرب سوريا سيجلب الدمار لكل دول المنطقة، تهديد أخذه المتلقون على محمل الجد.
فكل صنوف السلاح السوري وكذلك تركيبة الجيش السوري، اختيرت لأجل غاية واحدة ..هي حماية النظام، والواقع يؤكد أن سلاح الطيران السوري الذي لم يقصف منذ نشأته هدفاً إسرائيلياً واحداً، أمطر المدن والبلدات السورية بكل قنابله فقام بالغاية التي وجد لأجلها .
إسرائيل هي المايسترو في هذه المنطقة، وأكثر الدول تضرراً من الربيع العربي ووجودها بين دول ديمقراطية يخل بتوازنها، ويفقدها رشدها، لذلك فهي تسعى في مصر وسوريا وبآليات تملكها وتحسن استعمالها إلى تفتيت الدولتين .
لكن ماذا عن اجتماع وزير الخارجية الايراني مع معاذ الخطيب، إنه أمر يتعلق بأمن إسرائيل و المصالح الايرانية، فإيران النافذة في شرق المتوسط ، لا تود خسارة بوابتها على البحر السوري واللبناني، وهي مستعدة لاجراء تسوية مع إسرائيل لم تنضج بعد، لقاء تخفيض سخونة العلاقة بينهما، وأظن أن الملف النووي الايراني سيطرح من جديد وبطريقة أكثر عملانية، أما عن الداخل السوري، فأظن أن هذه التسوية لو أنجزت وبرعاية دولية، فسيتم التضحية بالأسد، برضى من إيران بعد حصولها على بعض الضمانات، وكذلك قبول الدولة الروسية خاصة أنها تجد في الدولة الفارسية أهم حليف إقليمي، وسيحاول الدب الروسي تمرير بعض طلباته للغرب الخائف على أمن الدولة العبرية، وهي فرصة سانحة لن تتكرر .
ويالتالي سيتحقق المطلب الجوهري والأهم للشارع السوري . المفاوضات في بدايتها، لكنها تعد بالكثير .
قادمون لينا موللا صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاية حقبة
-
رومانسية مدمرة
-
المؤامرة
-
عن اجتماع جنيفا
-
هواجس المحظيات
-
نهاية المطاف
-
قائد من الداخل
-
إنها الحرب
-
الثورة السورية بعد سقوط الطاغية
-
وجهة الأسد بعد السقوط
-
حقائق يجب معرفتها
-
كلمة لا بد منها
-
الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين
-
توحيد الجهود
-
لونا الشبل خلفاً لجهاد مقدسي في وظيفة الناطق بوزراة الخارجية
...
-
طبول الحرب تقرع
-
أحلامنا واقعاً
-
عندما يكون الحل ممكناً والنوايا صافية
-
الأمل والمثابرة والقناعة في أن سوريا للجميع
-
التفاني حتى آخر قطرة
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|