أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هالة طلعت - صور














المزيد.....

صور


هالة طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 22:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صور كثيرة تتصادم داخل عقلي , أحاول جاهده أن أهدئ من صخب تصادمها بلا جدوى.
تمتزج الصور بأصوات موسيقية متداخله ( عدى النهار و المغربية جايه , خلي السلاح صاحي , مصر يا ام الدنيا يا حبيبتي يا بلدي , فدائي ,فدائي ) , نرقص جميعنا طربا في ميدان طلعت حرب المتفرع من ميدان التحرير و هتاف "الشعب خلاص اسقط النظام" يرج قلوبنا فرحا و املا .
صوت سائق الميكروباص يوقذني من احلامي (الاخر يا مدام ), انظر اليه ذاهله ألملم أشيائي , بسرعة "النظارة " , "الكتاب "..... يتعال مع صوته الاجش موسيقه صاخبه (هاتي بوسه يابت , حجرين على الشيشه , الست لما و .... ) أسير بخطوات متعجلة لإستكمال رحلة الذهاب الى عملي .
عربات كثيرة تتداخل مع بعضها البعض , يعلوا صوت نفيرها ليقضي على البقية الباقية من تركيزي, مازالت صورتي و انا أتمايل مطلقه زغرودة الفرح وسط اصدقائي و نحن ندور في حلقات إحتفاليه في الميدان تقاوم من اجل بقائها داخل ضوضاء الصور التي تدور حولي.
تصطدم عيني بصورة شاب معلقه في ميدان الجيزة , كتب أسفلها تلك الكلمات التي اصبحت تشبه غيرها (مش هانسيب حقك يا شهيد) – (يا نجيب حقهم يانموت زيهم)!.
احاول جاهده العبور بين العربات لأصل الى مكان تجمع "التكاتك" الذي سأكمل به طريقى الى عملي. تختلط الصورة و الافتات في مزيج عجيب داخل عقلي مع وقع خطواتي المسرعة بتفاصيل ما حدث في ميدان الجيزة ليصبح خالي تماما من الباعة الجائلين , منتهيا بمصرع هذا البائع الشاب و تحوله الى صورة و شعار مثل غيره ممن سبقوه.
يعلم الجميع أن هؤلاء الباعة الجائلين سيعودون تدريجيا الى الميدان , و أن رجال الامن سيعاودون محاولاتهم أيضا لفرض سلطانهم الضائع بإزاحة الباعه من أماكنهم , معركة ستظل قائمه بينهم ملونه بدماء من مات .
السؤال الذي أضاء فجأة داخل عقلي المبعثر مثل خطواتي هل ستعلق صور اخرى بجوار صورة هذا الشاب و هل ستحمل نفس ملامحه الصغيرة المستكينه ؟.
اخيرا وصلت الى حيث يقف التكتوك مستقله أحدهم , إنطلق يشق طريقه داخل الشوارع الجانبية المتشابكة وسط زحام لا ينتهي و أصوات صاخبه متداخله تخترقني مما يزيد من توتري و اضطرابي.
كما اعتدت دائما, تأكدت أن السائق يعرف الطريق, ثم انطلقت روحي المجهده بعيدا عن كل ما يدور حولي , نافضة رأسي بقوه علي أستطيع محو الصورة المعلقة وغيرها من الصور التي ملأت جدران الشوارع مصحوبة بتلك العبارات !
تبدأ صورتي الراقصة وسط الميدان تفرض وجودها من جديد داخل مخيلتي , يبدأ خدر الاسترخاء يسري داخل أوصالي تدريجيا ,أغيب للحظات عن العالم المحيط سابحه داخل عالمي الوهمي , صرخات السائق تنتزعني عنوه , دافعه بي الى ارض الواقع مره اخرى " حاسب يا بني" ,
تلتقي عيني بعين صبي في مثل عمر أبني , يحمل وجهه نفس الملامح البريئة التي يبدو فيها طفولة تحاول ملامح الشباب أن تشق طريقها خلالها ,وهو يحاول عبور الطريق غير عابئ بكل العربات المنطلقة و كانه يسير وحده في الصحراء .
استدار الصبي و كأنه اكتشف وجودنا خلفه فجاءة , تقلصت ملامح وجهه متحوله الى مسخ مخرجا من حنجرته صوت اجش و كأنها حشرجة الموت , مصحوبه بسيل من الشتائم .
تقلصت عضلات وجه السائق غضبا , ليتحول هو الاخر الى مسخ و يخرج من التكوتك بسرعه ممسكا بالصبي من قميصه و بدون أي مقدمات إمتلأ المكان بشر .
لم أفكر كثيرا , انطلقت مسرعة بعيدا عن ارض المعركه باحثه عن توكتك آخر يوصلني الى مكان العمل , ظهر واحد من بعيد , جريت و انا اناديه ليقف , أخيرا سمع صوتي و توقف , قفذت فيه بسرعة وحمدة الله على سرعة الفرار .
بوبة المصلحة التي اعمل بها تتراقص أمام عيني, ما زالت الصور تتطاردني :
الميدان ,الهتاف , صورة الشاب, الصبي , العربات المتداخلة !!
أمسكت القلم , فتح وكيل شئون العاملين دفتر التأخيرات التقيا معا دون شوق كالمعتاد.



#هالة_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها ...
- فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت ...
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هالة طلعت - صور