|
الحلقة السادسة عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي الفلسطيني ) سابقا
طلعت الصفدي
الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 20:55
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الحلقة السادسة عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي الفلسطيني ) سابقا
ثورية وتقدمية الرفيق بمقدار موقفه من قضية المرأة
يقولون الرجل يحبل ولا يلد ،ونقول ان المرأة تلد الحياة والخير والرحمة ،وكشجرة الزيتون والبرتقال وسنابل القمح تتجذر في الارض ،تورق وتزهر وتثمر ،ثورات وانتفاضات ضد كل اشكال الظلم القومي والطبقي ،ضد الاستبداد السلطوي ،والقهر المجتمعي ،والظلم الأسري ،والتحرش الجنسي ،ومواجهة دعاة التخلف والتطرف والأنانية ،وكل مروجي عزلها عن مجتمعها ومحيطها الكوني ،وحبسها في زنزانة البيت والمطبخ لتبقى جاهلة وأسيرة وتابعة ،وضد قوانين انتهاك كرامتها الآدمية ،وتشريع قتلها ولو على الشبهة ،وما يسمى بدعاة الدفاع عن شرف العائلة ،وتملصه من العقاب كقاتل . الرجل الشرقي يحبل ولا يلد ،كالهالوك والعوسج ،وكذكر النحل يغتصب عمل الشغالات ،لا يعترف بآدمية المرأة وبعقلها ،وبإنسانيتها ،وهمه جسدها ،وإشباع بطنه وأمعائه ،وكأنها بلا كرامة وإنسانية ،تحارب على كل الجبهات الداخلية والخارجية من المهد الى اللحد ،وكشجر بلادنا تموت واقفة ولا تنحني قليلا إلا للعاصفة لتعود رافعة رأسها بشموخ ،فهي الأم التي تحمي شرف العائلة ،وليس بعلها وأخيها ،فشرف العائلة لا يحميه السيف والرصاص والقتل ،فهي ام الشهيد والأسير والجريح والمعتقل ،وليست ضلعا اعوجا ،وليست ناقصة للعقل ،وهل نسيتم أن درب الجنة من تحت أقدامها ؟؟
يمكن الحكم على أي مجتمع بمقدار موقفه من قضية المرأة ،فالمجتمع الذي يعتبرها سلعة ولذة ،هو مجتمع متخلف غير انساني وغير حضاري ،ينتمي لعصور الظلام والقرون الوسطى والتقاليد البالية ،والرفيق الذي يتعامل مع زوجته وأخته وزميلته في العمل والشغل ،ورفيقته في النضال بهذه الطريقة ،يكون هو قد فقد آدميته وإنسانيته ،ولا يمكن أن يكون ديمقراطيا وتقدميا مهما رفع من شعارات التقدم والديمقراطية . ان معيار ثورية المناضل يقاس بمقدار نظرته وسلوكه تجاه المرأة ،ومدى احترام عقلها وكرامتها ،وحزبنا حزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي سابقا) كان سباقا في نظرته للمرأة الفلسطينية التي شاركت في النضال التحرري ،وفي النضال الديمقراطي والاجتماعي ولعبت دورا متميزا في الدفاع عن الوطن ،وتعرضت للاستشهاد والاعتقال والنفي ،وأولاها الاهتمام للوصول الى اعلى مواقع القيادة العليا ،ومراكز صنع القرار ،ومع أن تاريخها النضالي والكفاحي طويل ،فلم ينصفها المجتمع حتى هذه اللحظة ،ولا زال التمييز واضحا ضدها ،يفتقد الى الاساس الاجتماعي العادل والمتساوي الذي يضمن حقوقها الاجتماعية والسياسية ،ويزيل عنها كل اشكال التمييز .
ان كرامة المرأة الفلسطينية من كرامة الوطن والمجتمع ،فلا كرامة لأحد دون استكمال مهمة التحرر الوطني من الاحتلال الاسرائيلي ،وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة ،وعاصمتها القدس ،وعودة اللاجئين لديارهم طبقا للقرار الأممي 194 ،وضمان الحقوق الاجتماعية والديمقراطية للمواطنين دون تمييز ،فالأرض تحمي وجودنا ،وتصون عرضنا وشرفنا ،ومن يفقد أرضه فلا كرامة له ،ولا كرامة للمجتمع الفلسطيني طالما يجري امتهان كرامة الانسان ،وفي المقدمة منها حقوق المرأة ،ولا قيمة للنظام السياسي الفلسطيني ،طالما يجري الاعتداء على حقوقها الاساسية حقها في الحياة والحرية والعدالة الاجتماعية ،حقها في العمل والتعليم اللذين يعتبران مصدر قوتها الحقيقية في المجتمع الطبقي الاستغلالي. ان حزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي الفلسطيني ) سابقا ،يناضل مع كافة القوى الديمقراطية والتقدمية ألفلسطينية ،وكافة مكونات المجتمع بفكره الحداثي والعصري من أجل ازالة هذا الظلم والاستبداد ،والقهر الاجتماعي ضد المرأة الفلسطينية التي تتعرض لمختلف اشكال التمييز سواء في البيت والعمل في المدرسة والجامعة في الروضة والسوق ،في سيارة الأجرة والأتوبيس ،ويناضل من أجل ضمان حقوقها الاجتماعية والاقتصادية ،ويعمل من أجل تطوير قوانين الاحوال الشخصية وضمان مساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات ،وعلى سن قوانين لمكافحة العنف والتسلط ضد المرأة ألفلسطينية ،واعتبار العنف خرقا لحقوق الانسان ،مطالبا دور مؤسسات التربية والتنمية ألاجتماعية بأخذ دورها ،ومواجهة التقاليد البالية التي تنكر على المرأة دورها في المجتمع ،وقدرتها على المشاركة السياسية ،والتصدي لكل محاولات عزلها وإخافتها من الواقع وإبقائها حبيسة البيت والمطبخ.
ان حبس المرأة الفلسطينية بين الجدران والمطبخ ،يعطل أكثر من 50% من قدرة المجتمع الانتاجية ،ويسلب طاقاتها الابداعية في المجتمع ،ويغتصب دورها في المشاركة السياسية والمجتمعية ،ويفرض عليها العزلة والتبعية والإلحاق للعادات والتقاليد البالية التي لا زالت تنظر للمرأة كعورة ،ودونية للرجل لتبقى نظرتها الى الحياة محدودة . ان كل التجارب والخبرات المختلفة للشعوب ،تؤكد بأن الخروج من قفص العبودية الموروثة يكون بانخراطها في عملية الانتاج والعمل في المصنع والمشغل والمزرعة والمؤسسة والروضة .... الخ باعتبار أن العمل ذو قيمة اجتماعية واقتصادية ،فالعمل يصقل موهبتها ،ويساهم في بلورة شخصيتها ،ويفتح أمامها ابواب المعرفة ،وتكتسب المهارة والخبرة ،وتتعرف على وسائل الاتصال الجماهيري ،وثقافات الشعوب وثوراتها الاجتماعية والديمقراطية ،ومع تراكم الخبرة والتجربة تتغير نظرتها للحياة ،ويتعدل طريقة تفكيرها وسلوكها ونشاطها النفسي ،وتمتلك القدرة على العمل الهادف الواعي ،وإذا كان العمل قد حول القرد الى انسان ،وان الوعي الاجتماعي هو انعكاس للواقع الاجتماعي ،فلا بد من تغيير واقعها حتى تكتشف نفسها ومجتمعها ،وهنا لا بد من مساعدتها في اقتحام سوق العمل على الرغم من البطالة التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني .
لقد أثبتت التجربة ،ان عشرات المئات من رفيقاتنا الباسلات غير العاملات ،قد التصقن بالحزب فكريا ،وتركنه تنظيميا بعد زواجهن وانشغالهن برعاية وتربية ابنائهن ،اما العاملات في المؤسسات الانتاجية او الخدماتية المختلفة ،فقد تمسكن بالحزب فكريا وتنظيميا وساهمن في نضال الحزب السياسي والكفاحي والاجتماعي والديمقراطي ،وأخذن دورهن في قيادة العمل ليس فقط على المستوى الحزبي بل والمجتمعي ،وامتزن بوعي سياسي واجتماعي عال ،وكن أكثر قدرة على النضال السياسي والاجتماعي والديمقراطي ،فالعمل يصقل فكر الرفيقة ويساعدها على مواجهة متطلبات الحياة لنفسها ولأسرتها ،ويزيل تبعيتها للرجل كمصدر لإعاشتها ومصدر قوتها ،وما لم يسع الحزب للعمل على توفير ورش ومؤسسات انتاجية ولو محدودة ،تعمل فيها الرفيقة الحزبية ،وتساهم في عملية الانتاج سيبقى هذا القطاع محدود التأثير في المجتمع . ان من الضروري وضع خطة ولو قصيرة الأجل تهدف الاهتمام اكثر بالرفيقات بتوفير اماكن عمل لهن بإنشاء بعض الورش والمشاغل المحدودة والجمعيات تعمل فيها الرفيقات بطريقة علمية وإدارية ،ويساهم الحزب في تسويق المنتجات ،ويشجعهن على عملية الانتاج ،والبحث عن مصادر دعم ،وبدون توفير العمل سيبقى وجودهن في الحزب مؤقتا ومحدود التأثير ،ومعرضات للنزوح من الحزب. وفي نفس الوقت الاهتمام برفع مستوى وعيهن النقابي والمهني والسياسي والاجتماعي ،وزجهن في المعارك الوطنية والكفاحية لتشعرن بقيمتهن كمناضلات ومنتجات في المجتمع ،وعقد دورات لتأهيلهن حتى يستطعن أخذ دورهن الكفاحي ،والقدرة على التعبير عن مفاهيم الحزب السياسية والاجتماعية والديمقراطية ،ويدافعن عن قضاياهن الاقتصادية والاجتماعية ،ووجودهن كرائدات في المجتمع ،وتشجيعهن على القراءة الذاتية ،ومعرفة أسس المعارف السياسية ،وفهم قوانين التطور في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري ،وربط النظرية الثورية بالممارسة الثورية .
#طلعت_الصفدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلقة الخامسة عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
-
وماذا بعد الاعتراف بدولة فلسطين؟؟
-
غزة ليست مغطسا لعرابي السياسة الامريكية!!!!
-
هل هو خطأ سياسي .. أو تنازل مجاني ؟؟؟!!!
-
الحلقة الرابعة عشية المؤتمر الرابع لحزب الشعب الفلسطيني (الح
...
-
مع تصاعد ارهاب المستوطنين ... هل تتغير اساليب المواجهة ؟؟؟
-
نحو مؤتمر وطني فلسطيني لرسم استراتيجية جديدة برعاية منظمة ال
...
-
الحلقة الثالثة : عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
-
( 2 ) عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني (الحزب الشيوع
...
-
عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
-
الوعي الحقوقي للفلسطينيين قوة مادية للتغيير الثوري
-
حفل تأبين الشهداء المصريين ، شهداء الوطن ، شهداء الواجب
-
أيها الفلسطينيون : احذروا الديناصور القادم من رفح ؟؟؟ !!!
-
لا تترددوا ، قدموا المتورطين من الأجهزة الأمنية للمحاكمة !!!
...
-
فلتقطع الأيدي التي تمتد على شعبنا الفلسطيني
-
الشيطان العنصري الأكبر في إسرائيل يعظ !!!!!
-
الصحافيون الذين خدعوا نقابتهم...!!1
-
أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!
-
أخي جاوز المحتلون المدى ....... فحقنا في المقاومة والفدا
-
قرع الطناجر ولا ... ولا حكم القهر فينا!
المزيد.....
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|