محمد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 18:13
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لم نكن نعلم قبل ثورة مصر اننا سقطنا في جوف الديكتاتورية بين حكم عسكري فاسد وجماعة ارهابية عتية في الفساد والاجرام , كان الصراع الدائر بينهما على مر العقود دليل قاطع على قوة الطرفين وسطوتهم وسخاء تمويلهم وها نحن مازلنا نتارجح بين الفكين وتعالت اصوات مطالبة بعودة الحكم العسكري الذي ثرنا عليه وكأنه قد كتب على شعبنا الطيب الخيار بين الموت تحت اقدام منتعلة بيادة متعجرفه اوبحد سيف ارعن متأسلم ,لم يستمر العسكر في الحكم قرابة الستون عاما الا بوجود عصاه غليظة متمثله في الاسلاميين يستخدمها لترهيب شعبه من حين الى اخر و لم تصل الجماعة الى الحكم الا بوجود حكم عسكري قاس سهل لهم المهمة بما اقترفه من خطايا جعلت البعض ينادي بحكم الجماعة وان كان معارضا لها قبل ان يعود مناديا بحكم عسكري كان ومازال معارضا له , لو لم يغب الطرف الثالث المتمثل في تيار علماني قوي لاختلفت المعادلة تماما باتاحة المزيد من الخيارات امام الشعب التائة , علينا ان نجلد انفسنا جلدا يفوق في بشاعته جلد الشيعة لانفسهم في ذكرى مقتل الحسين , ظللنا نتحاور ف الجحور دون اي صدى او احتكاك بالشعب او حتى الاجتماع على كلمة واحدة بقيادة واحدة وتركنا الحبل على الغارب للعسكر والاسلاميين كلاهما يشوه صورتنا ويلعنا ويتهمنا بالعماله ولا يجد منا سوى نظرة ساخرة توحي بالعجز وقلة الحيلة , والان وبعد مرور عامان على الثورة , مازلنا كما نحن شتات يتارجح متحالفا مع احد الثعلبين عسكريا كان او اسلاميا ونأبى الاستقلال رافضين ان نحمل مشروعنا بمفردنا بمنتهى الكسل والتواكل واللامبالاة , اصبحنا كطفل ابله لا يفعل سوى الصراخ والاستعطاف للعسكر تاره وللاسلاميين تاره اخرى , ان لم نستغل الفرصة التاريخيه الان بتراجع اسهم الاسلاميين وسقوط الحكم العسكري وظهورنا بالشكل اللائق المنظم مكترثين بالهموم البسيطة للمواطن جنبا الى جنب مع الاحلام بعيدة المدى فقل علينا السلام , سيكون الفشل الاخير ونهاية تيار علماني احمق اعمى اصم لم يدرك المطالب الاساسية والبدائية لشعب , هذا نداء الى من يهمه الامر من دعاة العلمانية واليسارية المبحرين بالسفينه الى اللاشيء بلا مشروع او هدف
#محمد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟