أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية














المزيد.....

لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



"كتاب لا برّ لمن لا بحر له" للمحامية نائلة عطية، صدر في رام الله قبل أيام قليلة، ويقع في 147 صفحة من الحجم المتوسط. وففي كتابها هذا تطرح لنا المحامية نائلة عطية قضايا عاشتها وعايشتها في المحاكم، قضايا غابت فيها العدالة، فبذلت جهودها لتبرئة موكليها، وتصدت لسياسة التعذيب وانتهاك حقوق الانسان التي يمارسها المحتلون بحق الأسرى. والمحامية هنا تطرح نماذج من قضايا دافعت فيها عن موكليها، فاستطاعت تبرئة البعض، وتخفيف الأحكام على البعض الآخر، كما أنها استطاعت انقاذ أراضٍ زراعية من غول التجريف.
والكتاب عبارة عن بعض القضايا التي رافعت فيها المحامية عطية امام المحاكم الاسرائيلية، واستطاعت فيها تبرئة موكليها أو التخفيف عنهم، كما تطرقت الى قضية استطاعت فيها انقاذ عشرات الدونمات من التجريف والتخريب.
لكن اللافت هو الأسلوب السردي الذي لجأت اليه الكاتبة، والذي خلطت فيه بين الحكاية والقصّ والرويّ والتقرير الصحفي، ولم يقتصر سردها هنا على الحدث الذي تكتب عنه، بل لجأت الى أسلوب الاسترجاع Flahsh back فعادت بذاكرتها الى سنوات مضت، لم تعشها، لكنها سمعت عنها من ضحاياها، لقد عادت الى النكبة الأولى، وكيفية تهجير أبناء حيفا الفلسطينيين العرب الى لبنان عبر ميناء المدينة الذي حشرهم الانجليز فيه، وتذكرت تشتيت العائلات والأسر الفلسطينية.
وعادت الى سيرة المرحوم والدها الذي كان يعمل صياد سمك في بحر حيفا، وتذكرت حياة العزّ ما قبل النكبة، وكيف انقلبت الأحوال بعدها الى العكس تماما، وعادت بذاكرتها الى بعض الأحياء في مدينتها حيفا، وكيف أُغلقت بعض مقابر المسلمين والمسيحيين العرب فيها، حتى أمام من يريد زيارة قبر عزيز عليه، وعادت الى البحر وشاطئه المخصص للسباحة، انها مجرد ذكريات يصعب محوها من ذاكرتها كابنة وفيّة لشعب جار عليه الزمن، وتكالبت عليه قوى الشرّ والعدوان. وعادت الى البحر لتتذكر رحلة خروج الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصحبه من بيروت عبر البحر أيضا، وعرجت على قرية الطنطورة في حيفا، تلك القرية الوادعة التي تعرضت لمجزرة عام النكبة، وجرى تجريفها ومحوها عن الأرض لاحقا.
تذكرت بحنين بالغ والديها، وتذكرت طفولتها في أحضان حيفا.
والمحامية نائلة عطية في كتابها هذا تُلحّ عليها الذاكرة، وما يعتمل في صدرها من مخزون معلومات لم تعد قادرة على حمل أعبائه، فتبوح ببعض منه دون أن تدري، ودون أن تقصد أنها تكتب جوانب من تاريخ شعب ووطن.
وواضح أن المحامية نائلة عطية تملك أسلوبا سرديا، لا ينقصه عنصر التشويق، ولغتها انسيابية جميلة، تنبئ بأننا أمام كاتبة قادرة على كتابة الرواية والقصة إن شاءت ذلك.
وفي هذا الكتاب خاضت كاتبتنا باب التجريب الفني متهيبة، ومتخوفة من الفشل لأنه لم يخطر لها على بال بأنها ستكون ذات يوم كاتبة، لكنها فرضت نفسها ككاتبة في مؤلفها هذا، ولا شك أنها ستواصل دربها في فنون الكتابة، وكتابها هذا يشكل اضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية والعربية، وحقا أن"من لا بحر له لا برّ له".
2 شباط-فبراير-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله
- نقاش رواية ظلال متحركة في ندوة اليوم السابع
- محمود شقير يمتطي فرس العائلة ويحلق في عالم الابداع
- نازك ضمرة وظلاله المتحركة
- نقاش ديوان-بيت المقدس في حيرة وصمت- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-عام مضى وعام يهلّ
- الفرح القادم
- شوارع القدس الحزينة
- بدون مؤاخذة-يجب وقف الكارثة في سوريا
- الخيال الواسع في قصة الأطفال -أولاد الحي العجيب-
- مناقشة أولاد الحي العجيب في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- وظلم ذوي القربى
- ثنائية-بنت الأصول-الروائية لديمة السمان
- السيّدة من تل أبيب في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-بين الدولة القومية والدينية
- لقاء الجماعات الثقافي في جامعة القدس
- بدون مؤاخذة-لا يتعلمون من التاريخ
- بدون مؤاخذه- نتنياهو يعرف ويفعل ما يريد
- -تصبحون على حبّ-في اليوم السابع
- تصبحون على حب لجمعة السمان


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية