أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الصفطاوي - إلى خليفة المسلمين في الأرض!














المزيد.....

إلى خليفة المسلمين في الأرض!


محمد الصفطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 02:40
المحور: كتابات ساخرة
    


إلى خليفة المسلمين في الأرض، حامي الحمى، وملك مُلوك الزمان!

وإنّي المُعظّم لسيادتكم أينما حللتَ ونزلتَ، ومُقبّل الأيدي إلى مدِّ العُمر والبصر، وإنّ أشكر الله على نعمته التي وهبها لي أن أخاطب عظمة سيادتك بلا حجابٍ، وعلى هذا أتمنى أن ألقى الله. سلامٌ عليك وعلى الملائكة التي تطوف حولكَ يا سيد من خاف القلم عن ذكر اسمه فكان (...) حفظك الله ورعاك!

يا سيدنا، يا كبير القوم ونورهم الوضّاء الذي يأتي من عند الله، يا عزّتنا التي لم ترد على البشرية جمعاء، يا إرتجاج الأرض حين تمشي عليها مُعظّمةً لك بما تحمله من وجع دائم وهمٍ كبير لهذه الأمة والإرتقاء بها، وإنّي أعضُّ الأسف مرارًا بين يديّ على الوقت المستقطع من جلالتك لكي تقرأ رسالتي لكَ، وإنّي أدوس التراب على وجهي من وقاحتي أنّي كيف تجرّأت للكتابة إليك، وإنّي أستأذنك ببعض من الثواني كي أطرق عالمك، وأُخبركَ عن أمرٍ ثار به الجدل كثيرًا في الآونة الأخيرة (منذُ ما يقارب ال 7 سنوات) لكي تتذكر الفترة بوضوح هي ذاتها حين أخبرتنا أنّك ولي صالحٌ من عند الله أرسلك إلينا مُبشرًا. أعلم يا سيدي أنهُ قد غاب عليك هذا الأمر من شدة انشغالك! لكي لا أنسى يا سيدي أيضًا فأنا من غزة، وهي تقع بالقرب من بيتك على شاطئ البحر، وهي أحد البلاد التي فتحناها في 14.6.2017 ودخلت تحت الحكم الإسلامي.

أما عن الأمر الذي خاض فيه الخائضون المطرودون من رحمتك، والذي تلوّنت به قنوات الإعلام الفاسقة، ومفاده ذات مرة احتراق 3 أطفال ومرة اثنين ومرة عائلة بأكملها بما يسمى الشمع. لا يهمّك يا سيدنا، الأمر لم يتعدّى سوى حفلة شواء على الطريقة الفلسطينية. غزة يا سيدي لا يحبون الكهرباء التي نملؤ بها شوارعنا، شوارعنا نحنُ! ومن فرطِ ضجرهم منها، قرروا أن يلتحفوا الشمع. وأمّا الشمع يا سيدي هُو ابتكارنا الثمين لنهضة هذه الأمة والحفاظ عليها، وهذه هي خُطاك التي رسمتها لنا. الشمعُ يا مولانا، هُو شواء بنكهة الموت صنعناه للعامة، كي ينعموا بالنهار، هذا النهار مُختلف عن نهاراتنا نحن، ولأننا أكثرنا تقديرًا للذين يستحقونه، فكان مذاقه خفيف للغاية، وسرعان ما يخطف العُمر، فهو لا يتسع لكي تخبئ به الأحلام، وإن أصاب الشمع أحدهم بحبه فكان موته المشتهى. وإنّا وإذ نُقيم احتفالنا السنوي بمولد الشمع، فهل تسمح لنا عظمة جلالتك لكي تُشاركنا في عيد مولد الشواء الفلسطيني لكيّ نُكرّم صانعيه!

يا سيدي هؤلاء الفاسقون يُريدون أن يوقعوا بك المكيدة، ونحنُ لهم بالمرصاد. نحنُ عينك الساهرة على كُل شبرٍ من هذه الدولة. نحنُ يدك التي تبطش بها وتعمّر. نحنُ الذين نختبئ تحت "كرشتك" يا سيدي في الشتاء لنصاب بالدفئ من حرارة الإيمان! يا سيدي وإنّي أحملُ في جعبتي خبرًا قد يُصيبك بمكروهٍ وإنّ أخاف الله عليك. يا سيدي إنّ العامّة من الشعب الغزّي حطموا لنا جيبًا حين هجومهم على شركة الكهرباء نقمة على ما حدث، وبهذا الجيب سيختلُّ موكبك يا سيدي المُزدان، وإنّه وحسب السلطات المخولة لدينا من فخامة سعادتك سننتقم منهم شرّ نقمة، وسنشعل الأرض حتى نأتي لك من دماء هؤلاء الفاسقين جيبًا حديثًا يا سيدي فلا تحزن، بالله عليك لاتحزن! وادعوا لنا وأنت عاكف على راحة نساء المدينة بما تشتهي!

تُرى يا شمسنا المُشرقة في حُلكة الظلام! فقد مرّ بي حُلم هذه الليلة، ومن جمال هذا الحُلم وهيبته فقد رأيتك تجلس على موكبٍ مهيب تتوسط القوم بألقتك وتنادي بمن احترقوا لتعفوا عمّا اقترفوه من ذنوب بحق دولتنا الرشيدة، ومن سماحتك المُتواضعة لم تطلق جثثهم لكي تتوارى بالتراب حتى يقوموا بتسديد فواتير الكهرباء التي عليهم! الله الله عليك يا سيدي، أقصد يا سيدنا، والله بكسر الهاء إنّ دُموعي لم تتوقف عن هول هذا المشهد من عدالتك ورقتك بهم!

ياسيدي، كان لديّ سؤال آخير، سمعتُ أنّ الأطفال الذين احترقوا كان يحلمون برؤية الله، وكانوا ينتظرونه كُل مساء كي يسلّموا عليه، كان يحلمون أن يلعبوا بالثلج وإياه، وعندما ينتهون كان يتمنون أن يتأرجحوا على قوس قزح، تُرى هل ستسمح لهم أن يرووا الله ويلعبون وإياه؟

يا سيدي بالله عليك وإنّي قد اختلطت عليّ الرؤية من فرط ما تمتلكه فمن أنتَ؟



#محمد_الصفطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا أصدّق غزة -الإخوان المُسلمين-؟


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الصفطاوي - إلى خليفة المسلمين في الأرض!