|
يوم الارض
وليد العوض
الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:11
المحور:
القضية الفلسطينية
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب عضو المجلس الوطني الفلسطيني لتكن مناسبة يوم الأرض الخالد: حافزا للكفاح ضد جدار الفصل في الثلاثين من آذار تصادف الذكرى السنوية التاسعة والعشرين ليوم الأرض الخالد وفي هذه المناسبة من كل عام تحي جماهير شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية الوطنية والإسلامية في كل مكان هذه الذكرى بإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي تؤكد عمق ما تمثله هذه الذكرى من تأكيد على ارتباط بين شعبنا الفلسطيني بأرضه التي ما زال منزرعا فيها رغم كل أشكال البطش والتمييز ومحاولات المصادرة والضم والتهويد وفي الوقت نفسه تعبر عن عمق الشوق والحنين للأرض المسلوبة التي اقتلع أهلها وتحولوا إلى لاجئين منذ ما يقارب سبعة وخمسين عاما ، في مثل هذا اليوم من آذار عام 1976 هبت جماهير شعبنا الصامد في الجليل والمثلث والنقب بناءا على دعوة لجنة متابعة الجماهير العربية احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضى الجليل بحجة تحويلها لأغراض عسكرية، وقد تحولت هذه الهبة إلى موجة شعبية عارمة انخرط فيها كل الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة المصادرة والتهويد التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بهدف ابتلاع الأرض الفلسطينية وتشريد سكانها،وفي ذلك اليوم المجيد قدم شعبنا مثالا حيا على تمسكه بأرضه واستعداده لتضحية بأغلى ما يملك في سبيلها،فسقط الشهداء خضر خلايله ورجا أبو ريا والشهيدة خديجة شواهنة من سخنين واسعد طه من كفركنا وخير ياسين من عرابة كما الشهيد رأفت علي زهري من مخيم نور شمس في طولكرم وفي هذه المواجهات الاحتجاجية أصيب العشرات من الجرحى وغصت السجون الإسرائيلية بالمئات من أبناء شعبنا البواسل وقد تمكن شعبنا الباسل من مواجهة قرار المصادرة الجائر واسقط القرار المكور مما أعطى دفعة جديدة لكفاح شعبنا الفلسطيني وزاد من عزيمته وإصراره في الدفاع عن أرضه وحقوقه العادلة، ومنذ ذلك الحين غدا هذا اليوم يوما وطنيا تتجدد فيه العزيمة وترتفع رايات الكفاح الوطني في مختلف أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات،ومع اختلاف الظروف ومساحات الزمن فان السياسية الإسرائيلية العدوانية ما زالت متواصلة الأمر الذي يجعل من ضرورة إحياء مناسبة يوم الأرض واحدة من أولويات العمل على إحياء الطابع الشعبي لكفاح شعبنا والعمل على زج الطاقات الشعبية وتوحيدها في مواجهة سياسة العدوان الإسرائيلية المتواصلة على شعبنا الفلسطيني عبر سياسة الضم والتهويد والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري ومواصلة بناء المستوطنات وتوسيعها بإضافة آلاف الوحدات الاستيطانية فيها وما نشهده في الآونة الأخيرة من مصادقة للحكومة الإسرائيلية على إقامة 6400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية وبناء 3500 وحدة أخرى في مستوطنة معاليه ادوميم وسياسة عزل القدس، وكل هذا والكثير غيره يؤكد المنحى العدواني الذي تتميز به حكومة شارون، وتأتي هذه السياسة العدوانية بالرغم من أجواء التهدئة التي أعلنتها الفصائل الوطنية والإسلامية منذ أوائل شباط الماضي وعادت وأكدتها في حوار القاهرة الأخير الذي تمخض التوصل لإعلان يؤكد على استمرار التهدئة طوال عام 2005 ، إلا انه من الملاحظ أن إسرائيل تتعامل مع المسعى الفلسطيني للتهدئة بمزيد من التصعيد والتهرب من تنفيذ الالتزامات بل وتعمل على القيام بانسحابات شكلية كما شاهدنا في أريحا وطولكرم حيث أبقيت السيطرة الإسرائيلية على مداخلها بل وتتعرض قرى و بلدات طولكرم إلى الحصار والمداهمة وحملات الاعتقال اليومي وبلغت محاولات التنصل الإسرائيلي ذروتها بإعلان وزير الدفاع موفاز عن تأجيل الانسحاب الاسرائيليي من قلقيلية وباقي المدن الفلسطينية تحت ذريعة عدم إيفاء السلطة بالتزاماتها في أريحا وطولكرم تلك الالتزامات التي يتحدثون عنها تتمثل بمطالبة السلطة باعتقال ما تسميهم إسرائيل بالمطلوبين الأمر الذي أكدت السلطة الوطنية على كافة مستوياتها إنها لن تقوم به على الإطلاق حرصا على وحدة شعبنا وتجنا للمكائد الإسرائيلية البغيضة. وفي هذا اليوم الخالد من أيام شعبنا الفلسطيني تتصاعد الدعوات والتحضيرات لإحياء هذه الذكرى الامر الذي يتطلب من جميع القوى السياسية الوطنية والإسلامية وكافة الاتحاديات والمنظمات الشعبية تكريس جهودها لتحويل هذا اليوم إلى مناسبة وطنية تتجسد فيها الوحدة الوطنية ويتصاعد فيها الكفاح الوطني ضد سياسة الاستيطان وتجريف الأراضي والعمل بكل الوسائل الممكنة لتحطيم جدار الفصل العنصري والقيام بحملة عالمية لإحياء العمل بقرار محكمة لاهاي بشان الجدار وحث المجتمع الدولي واللجنة الرباعية على التحرك والضغط على إسرائيل وإلزامها على وقف بناء الجدار وتحطيم الجزء المقام منه ،واستمرار الكفاح من اجل تحقيق أهداف شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها.
#وليد_العوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعلان القاهرة
-
على طريق المؤتمر الرابع للحزب
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|