|
لو كان الرَبُّ رجلاً لقتلته
أحمد عفيفى
الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 21:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لو كان الربُّ رجلاً لقتلته، لأنه غبي وبليد وكسول، ولا يحسن التصرف، ولا يعبأ بالمستضعفين، ويبسط الرزق لعباده الأغنياء فقط، ولا يشعر أو يكترث بعذابات وآلام المرضى، ولا يفتح للبغايا باباً للرزق إلا ذلك الباب المؤدي حتماً إلى أرحامهن وشرفهن، ولا يعنيه إلا أن ينبطح له المساكين كل يوم خمس مرات باليوم والليلة، ويكره الحياة ويحرض على القتل.
المُلحد؛ إنسان مؤمن بوجود الله، ولكنه غير مقتنع بالله.
أنا أفضل أن أكون مُلحداً، أتجنب الخمر و الجنس عن قناعة وقيمة أخلاقية، عن أكون مؤمن أتجنب الخمر و الجنس عن خوف من الله أو النار.
الإيمان؛ درجة من درجات النفاق، فالمؤمن يفعل أو لا يفعل، إما خوفا أو طمعاً، والخوف و الطمع غير أخلاقيان، وغير خليقان بالإيمان!
السخيف بالإيمان، أنه لا يصرف لك وجبات عندما تجوع، ولا يَرِقّ فيضع بجيبك بعض الجنيهات.
الرب لم يكن بحاجة لهذا الجحيم المُقيم، الرب كان بحاجة لتجاهل الكافرين بالآخرة، تماماً كما هم تجاهلوه بالدنيا.
هل يُدرك الرب حجم الألم الذي يعانيه رجل مصاب بالتهاب المثانة؛ عندما يُقطّر شفرات حلاقة بدلا عن الماء!
هل جرّب الرب أن يستلقى إحدى عشر عاماً على ظهره، فاقد النطق، يعاني من الشلل النصفي نتيجة التهاب سحائي!
أجمل ما بموت أبي؛ أنه فوّت على الرب تلك الفرصة التي يتمتع فيها بتعذيب الفقراء بالمرض قبل الموت، ومات من فوره.
أنا على يقين، أن الرب لديه شاشة عرض عملاقة، وعدد لا ينتهي من الأفلام الرديئة، ولذلك ينشغل عنّا كثيراً.
طريق الإيمان، طريق طويل، ينتهي بهاوية.
المؤمنون كالنعام، جسد ضخم، ورأس في الرمال.
هل أخبرتك من قبل؛ عن ماهية أكبر قوة مُدمّرة للنفس، بل ربما للكون، إنها الندم!
حب الدنيا وكراهية الموت، أنت عندما تُخبر اُمّة كاملة بذلك، فأنت تحكم عليها مسبقاً بالموت.
" لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم " عبقرية تلك الآية، أنها تخبرك ضمناً، أن الحقيقة صادمة.
ومن عجب، أن اليهود المغتربون يساعدون بعضهم البعض بشكل تلقائي، في حين يكره العرب المسلمون المغتربون بعضهم البعض بشكل تلقائي أيضاً.
أرغب أحياناً، أن أنفعل مرة، مرة واحدة، على إمام المسجد بجانبي، المُصرّ على أن الفقراء المساكين ممن يملئون المسجد، يأكلون حراماً في حرام، وهم الذين يأكلون بالكاد وربما لا يأكلون بالمرة.
إن الأعمال الروائية الإنسانية مثل " الخلاص من شوشانك " و " الميل الأخضر " و " الأب الروحي " و " أنا سام " وغيرها، لهي في حقيقية الأمر كتب مقدسة، تحمل من القيمة والواقعية والأخلاقية والمشاعر الإنسانية، ما لن تجده في أي كتب مقدسة ممن روج لها أنبيائها وأخذها الناس على عِلّاتها وراحوا يروجون لها ويقدسونها طوعا أو كرها أو إرثا دون فهم أو تفنيد أو تذوق!
ثم أنني أخبرك وأنا على يقين، أن رواية كرواية " أنا سام " أفضل من عشرات الكتب المقدسة المملة، التي يعكف على ترديدها المؤمنون بضجر ودون فهم كل يوم.
نحن نتعرض لكبت وقمع جنسي ديني غير مسبوق وغير طبيعي وغير رحيم في طفولتنا وصبانا، فنضطر رغما عنا للجنس السري، بعيدا عن أعين الأب و الرب ، حتى يضطرب جهازنا الجنسي السوي عند لقاء زوجاتنا أو حبيباتنا، فلا نشبع ولا نشبعهن، ألا تبت يد القمع والجهل بطبيعة الإنسان وغريزته.
أنا لن أخبر صغيري أن الجنس حرام، وسأتركه يختبر ويعبّر عن مشاعره كما هي، طازجة وحية وطبيعية، ولن أعطل عنده أكثر الغرائز ضرورة وحيوية وأهمية.
رجل الدين يخبرك أن الجنس حرام، فتتحايل على الحرام بممارسة الجنس مع يدك، ثم تأتي يوم القيامة ويدك حُبلى، أي كوميديا إلهية سوداء تلك.
الرجل الشرقي مسحوق بين الرب و الفقر، مسحوق صغيراً بين الرب الكاره للجنس، ومسحوق كبيراً بين الفقر المانع للجنس.
وكأي مسلم مسكين مراهق، كانت رأسي مملوءة بعدد لا حصر له من التنورات القصيرة المحرمة، و مشغول تفكيري المحموم بكيفية التخلص منها، الأمر الذي لولاه لحصلت على مليار بالمائة في الثانوية العامة.
ثم ما الخطيئة أو الجريمة، في أن يعبر شاب أو فتاة عن مشاعرهما تجاه بعضهما البعض، حتى لو علناً، بدلاً من الخوف والكبت والقهر.
أنا لا أؤمن بالقدر، لسبب بسيط وطبيعي ومنطقي، وربما ديني أيضاً، فأنا لا أقبل فكرة أنني غير مُتحكم في حياتي، وغير مسئول عن أفعالي، وأن الرب فقط هو المنوط بحياتي وتصرفاتي وأفعالي، وإلا أصبح هو حينئذ المسئول عن نتائجها، ولست أنا.
أنت عندما تستسلم لفكرة أن الحساء سوف يتسرب من الملعقة ليبلل قميصك، فثق تماماً، أن عقلك سوف يستجيب لرغبة الحساء ويتسرب ليبلل قميصك.
أنا أكره أن أعطي الناس الطيبين أخباراً سيئة.
المال الحلال يضل الطريق دائماً.
أنت لست بحاجة لمائة مليار مغفل ليخبروك أنك جيد، أنت بحاجة لأنت، ليخبرك أنك جيد.
بالقاهرة عشرة آلاف مسجد، تكلفة بناءها تكفي لإيواء مائة ألف أسرة، نحن حتى عندما نتملق الرب، نفعل ذلك بشكل خاطئ.
في سلسلة تطور الكائنات الملتحية، تجد أن الجهل غالب في الكائنات ذوات اللحية المرسلة، والكذب غالب في الكائنات ذوات اللحية المهذبة.
القياس على حياة السلف قياس فاسد أو قل غير صالح فلا حياة السلف كان بها سينما أو مسرح أو موسيقي حتى نقيس عليها ولا كان بها جامعات وآداب وعلوم حتى نقتدي بها.
تلك البيوت التي أطمئن لها البؤس فسكن لها قبلك، تلك البيوت التي تربض بالطابق الأرضي، كحيوانات ما قبل التاريخ، ممن فقدت القدرة على الرؤية، فقررت البقاء الشتوي، تلك البيوت التي كنت تأتنس فيها بالمارة، وحفيف خفافهم وهي تحتك بتراب الشارع الساكن معك أيضاً، تلك البيوت التي كنت تبكي بها من صوت المنشاوي، من الخوف لا من الخشية، خوف الطفل الوحيد في جوف الكوكب، تلك البيوت التي كانت مسكونة بالرب.
#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بطُل السحر يوم حنين
-
نكسة الحُديبية
-
حقيقة الخُدعة
-
كتاب الفوضى السماوي
-
الرب كافر
-
الله و الحب
-
أحسن تقويم
-
شرّ الله
-
اللوح البلورى
-
متلازمة الدين والسلطة
-
أم الملحدين
-
ماهية الدين
-
أسباب النزول
-
التجليات لابن عفيفي
-
غير الموجود
-
العدل الإلهى
-
هكذا تكلم عفيفي
-
أسئلة بريئة
-
لصوص ولكن أحبار
-
الناسخ و الممسوخ
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|