أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - للأحزان وللدموع من يكتبها ، و ... تكاتبه !















المزيد.....

للأحزان وللدموع من يكتبها ، و ... تكاتبه !


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


تأملات في قصيدة مريم العطار !
------------------------------
... بيدي ( صنعتها ، زرقاء من ورق ، لكنها تطير ، صنعتها طائرتي أنا ، الملاح الماهر صانع الصندوق والقارب ، الروح الحية الهائمة بغير ظل . عدوي أرميه بقنبلة ، والعاشق والعاشقة أرميهما بوردتين ...
" لا تفلت الخيط " أنت من صلبي ، " لا تفلت الخيط " ... ) .
- يحيي الطاهر عبد الله -
من : " الحلم يعشق الموتي " .

كثيرا ما أتذكر ، حين أقرأ نصوصا شعرية للشاعرة مريم العطار ، مقالا طريفا للناقد الروسي
" تودوروف " ، يتحدث فيه عن قصة " الصورة في السجادة " لهنري جيمس ، والقصة عبارة عن حوار بين ناقد شاب وكاتب قصصي . الكاتب القصصي ينتقد الناقد الشاب لأنه في كتابته عنه وتناوله لقصته تلك لم يستطع أن يكتشف " السر " داخل قصته . ومن هنا شرع " تودوروف " محاولة اكتشاف
" السر " داخل قصة هنري جيمس ، هذه التي تتحدث عن ضرورة البحث عن " السر " داخل العمل الأدبي ... بالطبع ، قد يكون من السهل أن نتبين هذا " السر " في قصيدة واحدة من قصائد مريم ، ولكن عندما يتعرض الناقد ، أو القارئ المحب للشعر لمجموعات شعرية لشاعرة واحدة ، مثلما أحاول أن أفعل الآن إزاء شعر مريم ، يجد المرء نفسه أمام عملية مزدوجة ، هي عبارة عن محاولة أن يكتشف أسرار نص من نصوصها الشعرية العديدة ، ثم يمضي ليري السر العام الذي يربط ما بين هذه الأسرار في تفاصيلها ، إن كان ثمة عام يجمع بينها أو يوحد بينها ... هي إذن ، مغامرة إكتشاف الكل من وراء الجزئيات ، والعام وراء الخصوصيات ... ولكن – أيضا وأيضا – يبقي قائما في وجهنا الخطر الذي نخشاه ، أن نقع في خطيئة فرض أفكارنا ورؤانا علي العمل الذي نسعي لمعرفته ، لإضاءته وإكتشاف حقيقته ومعرفتها ... وأظنها ، هي نفسها مريم ، التي صرخت بآهة تشبه الأنين فكتبت ، " إن العديد من بين الذين يقرأون شعري يسقطون النصوص علي واقعي الشخصي " ، صارت في الدهشة ، لأنها تري إن نصوصها ليست بالضرورة تعبر عن حالتها هي بالذات ! ولكن ، ما الذي تقوله لنا تلك النصوص المفجوعة بواقع مزرء يتشظي في وجوهنا كل يوم ، دموعا مالحة و أحزانا غامضة ؟
في ظني ، هي أحلامها " المجهضة " ، نبضات في قلبها لعشق قديم / متجدد ، متجذر في الروح ، وفي ملامحه الجسد ، جسد القصيدة و جسدها ، صرعة ملاك ، ورفيف حلم مجنح ، لا يزال في بزوغه الحالم ، حلم يخالطه الحزن ، فيكاد يصرعه ، لكنه ، كما الصبايا الجميلات ، في مكان النزوة وسيماء البراءة الأولي لا يزال ... فالحب لايزال هناك ، في الصميم المكنون ، فكل شئ يمكن أن ينقضي إلا برهة العشق ، تبقي متوهجة يانعة ، مثل ثمرة لا تزال في ماء الحياة ، وفي نضارتها . لهذا أري إن الشاعرة تكتب بعضا كثيرا من عواطفها ، من رؤاها ، وتجليات جسدها في مواجهة مواجده ذوات الجروح ، وينز نزيفها في كثير من حالات ألمها . أراها ، أيضا ، أحيانا كثيرة تكتب إليه ، تناجيه أوقاتا بعينها ، وبرهات تحن إليه وتشتهيه ، ولكنها ، أكثر أوقات زمانها الشعري ، تعاتبه ، تغاضبه وتلعنه ، لكنه ، وهو الملعون ، المجنون ، الخائن الهارب ، النائي البعيد ، لا يرد إليها ، ولا يستجيب لصراخ موجوع ، ولا لتوسلات مجرحة ، ولا لنداءات إليمة ، فتبدأ في فضاء قصيدتها تكاتبه ، مواربة تفعلها كتابته ، ولديها هنا الكثير الكثير تكتبه ، صريحا صارخا كالعواء مرة ، ومرات كثيرات بخفاء شفيف ، بخفر الوردة وخجلها الذي يفضحها عطرها ، تلك المواجع ، ولاداتها المجهضة ، تخالط عواطف وجدها ، تلبسنا إياها قصيدتها مآسي نعيشها نحن ، أوطانا وشعوبا : الجوع والموت والمسغبة ، القمع وإنعدام الحريات ، وغياب الديمقراطية . لكنني أراها - في دثارها وأرديتها وفساتينها تلك – لا تفر من رعب الواقع إلي رعب الجسد... ولست أدري بعد ، لم لا تكون قصيدتها الوسيمة في تلك الملامح ، فتضئ عوالمها ، وتوقد الشموع في العتمات من مواجدها ! لربما لأنها لا تري خلاصا لها عبر الجسد وتجلياته في الحياة ، بل تراه يكون عبر صدقها الحزين ، بأناته وآهاته ، في صدق الكلمة وظلال المعاني ، في الكتابة التي هي لسان حال قلبها ... إنها تبحث عنه : الحبيب / الصدق ، فلا تجده في الرجال علي كثرتهم من حولها ، وهي لا تشبه أيا من النساء ، علي كثرتهن أيضا !
" حينما يعتصرني الشوق
يموت عصفور
علي شرفة نافذتي
أركض مسرعة لدفنه
أنا مدينة لتربة حديقتنا أكثر من مساحة صدرك " ! ...
تشتاق إليه ، وإذ يضنيها شوقها ، " يموت عصفورها " ، وأين ؟ علي شرفة نافذتها ... ، تجزع لموته فتهرع لدفنه ، لكن التربة تبدو إليها أرحم من صدر حبيبها ، هذا تفجع يورد القلب موارد الفجيعة المحرقة ، ويندلع جرائه اللهيب فيكاد يحرقه ... ثم إنها تصاحب آلامها ، تجعلها الصاحبة في أوقاتها ، دمعة مالحة ترافقها أيضا ، والألم رفيقا :
" والألم الذي جاء في الجرح هذه المرة
بقي في البيت ساكنا
حتي أصبح كأختي " ! ...
هذه الجرح ، الذي جاء بألمه الممض ، ألمه الجارح ، هذه المرة ، ليس يشبه ما كان عليه من قبل ، هذه المرة وجع " مقيم " في البيت ، وسط حنان العائلة وأنسها الأليف ، يصابحهم وفي المساءات عواء أجسادهم ودمع العيون المالح ، الحامض الغامض ، و ... يغدو أليفا إليهم ، فيهم وبينهم يقيم ، واحدا منهم ... إلي هذا الحد " المجنون " يكون وجوده ، فيتصالحان ، ويالها من رفقة مؤلمة في رؤاها ، في تواجدها نفسه بينهم ، هكذا يجري " توطين " الجرح / الحزن ، في ذوات الناس ، أليس غريبا أن تكون ملامح القصيدة في هذه الجراح بالذات ؟ إنها الروح القلقة ، الملتاعة ، دامعة القلب المجروح ، تراوح في وعيها وفي عواطفها ، واقعا وحلما ، وفي ملكوتها تغنيه كلماتها . تحدثه عن صدمة التماس المؤلم ،
النافذ - كنصل حميم – مع الجسد الأنثوي ، الأنثوي تحديدا ، مع عواطفها الأنثوية المروية كل أوقاتها بطمي المحبة والعشق القديمان ، ولا نسيان هنا ، مع يقينيات حلمها ، قلبها وعواطفها وجسدها ! لهذا كله ، صرت أراها تستشعر الخواء أحيانا ، والسأم ، والأحاسيس الملتبسة ، والقلق الكثير ، والكآبة ، والأحساس الدائم بالخطر وانتظاره والإستعداد له ، لربما لمنازلته علي رصيف أحزانها نفسه ، وقد غدا قدرا أمامها تقارعه أينما ولت وجهها وقمرها :
" هل هذا قدرنا
أصابعنا كإشارة للبعيد واقفة
والثلج الذي انتظرنا نزوله
والعمر الذي كل ليلة يأتي من باب سري
حامل بيده سكين أعمي " ! ...
قدر قد تلبس الرؤي ، وصاغ المفردة ، فغدا سيد العبارة ، فكأد يصيب القمر بالسواد ، وأين هوبياضه وبياضها ، هل أضحي السواد هو السيدة ، أم عندها " للحقيقة وجهان / والثلج أسود " ، علي قول الحبيب درويش ؟ :
و ... " القمر يشهد علي هذا الظلام
القمر أشبه بفم أمرأة جميلة
تنتهي حكايتها في ليلة الرابعة عشر
وهذه السمكة السوداء الصغيرة " ! ...
ياااااه ، حتي السمكة ، في مياهها ، صارت سوداء ... سوداء ، هل هو الوجد السريالي لا يزال يطل في قصيدتها ، فيلون الأشياء والأحياء بهذه الألوان الغرائبية ، ويجعلها ملامحا في فساتينها ؟ أنه ، في ظني ، السواد ترتديه الوحدة ، وحدة علي شفير جرح ينزف ، مشوبا بالأنين الضاري وبالوجع ، يرافقها مهما كانت الحياة تحيطها بالزحام ، هكذا لم يبق لها إلا هديل الأحزان يتعالي ، ويضئ ، له توهجه ولمعانه أيضا ، فوق كل شئ ولا ينقطع ! تكاد قصيدتها تكون تجسيدا شعريا / إبداعيا لهذا الهديل ، وزمانها هو زمان الذاكرة والحلم والتخيل ورفيف المشاعر الجوانية ، وصورها ، مهما كانت تحليقاتها وتجلياتها ...
أقول أيضا إنها أبنية متخيلة ، تبنيها الأحاسيس والمشاعر والأشواق المتداخلة وهي في إختلاطها الغريب و هي المجهضة في أغلب أحوالها ، وتلك المتحققة بأقداري ورؤي قليلة تضئ كما الشهب في قصيدتها ثم تختفي ... ويبقي " فراغ " مهول فاغر فمه في مواجهتها ، فكل شئ ، تقريبا ، قد تغير ، تدحرج إلي هاوية اللاشئ / اللامعني ، قريبا وملامسا للعبث : الحلم ورعشة الملامسة والإبتسامة والشفاه ، حتي القمر يفقد ضياؤه ويرتدي السواد :
" مكان الحلم فارغ علي مسرح الوسادة
مكان يدي فارغ بين خصال شعرك
مكان الإبتسامة فارغ علي تلك الشفاه
التي لها صلة بالليل الطويل
منذ ليلة أمس
لم أسق القمر بماء العشق ،
فقد ضيائه " ! ...
لكنني أغامر هنا ، لتأكيد إن ما حاولت أن تمسك به في نصوصها ، تلك التي اطلعت عليها ، ولربما غيرها مما لم أطلع عليه ، هو " المطلق الإنساني " ، وهو - في ظني – جوهر الدراما الشعرية في قصيدتها ...
أنه جوهر أزمة الحب ، وجوهر أزمة الواقع ، وبالتالي جوهر أزمة المعرفة نفسها في شأن حساسية العواطف والشعر ، ولربما بقليل من طمأنينة أستطيع أن أقول ، هو كذلك جوهر التعبير اللغوي في نصوصها . فالبنية اللغوية ، في مفرداتها أو تعابيرها ، تصبح لديها أقرب ما تكون للغة في ذاتها ، عالما قائما بذاتها ، حقيقته ودلالته وحكمته تصدر من " بنية " ذاتها هي نفسها ، وجمالياتها لا تشير إلي غير ذاتها ، إنها اللغة في سداة القصيدة ، اللغة الجسد / الحقيقة ، التي تقول ولا تشير ، بل تكون ، كينونتها في قولها ذاته وإشاراتها ... لهذا أري أن طموحها إلي المغايرة والقطيعة مع كل بنية أو نسق تعبيري شعري آخر ، هو طموح حزنها الخاص ، يغترف حبره وناره وتفجعه وتوهجه من هذا النبع الموجوع برؤيا النار والدمع ، لا ... لا ، إنه لا ينصاع للوعي هنا ، بل هو محض عواء وصراخ وتفجع في البرية الشاسعة وفي الملأ الكوني الفسيح ، لا يبالي أين تكون ، ولا ماسيكون عليه حالها ، ولا ألوانها ، وعلي أي نسق تكون !
" لي من الصور ساعات من التحديق
لي من أصوات الجيران حرب تشن بداخلي
لي فستان يهترئ
لي جدائل تطول
لي حزن يطول !
لي ليل يطول
لي نصيب أحمق
وقدر طائش
لي ما أملك
أما أنت ياغريب ،
فلست لي ... لست لي " !! ...
في غمرة الحزن الذي يرتديها حد أن يجعلها في كل هذا الضياع ، هذا التفجع الأسيف ، تتبرأ ، ملء قلبها ، من الذي كان يوما ما حبيبها ، فلم يعد لها ، هي أيضا لم تعد له ، أليس نجد لها بعضا من عزاء هنا ، بعضا من " المؤازرة " ربما ، مع هذه الإنسانة التي جرحها وأمضها الحزن ، فغدت صيحة مفجوعة في فضاء القصيدة ؟ وقد عرفت ، بطريق المصادفة ، إن للشاعرة ولع بالترجمة ، ولكن - لدهشتي – وجدت إنها قد فرشت ملاءة حزنها المبللة بالدموع في حديقة الترجمة ، في الموضع الذي تختار أن تكون فيه ، فتنتقي ، بذات توهجات الوجع عندها ، أن تترجم نصوصا للشاعر الأفغاني الشاب " الياس علوي " ، هي إذن ليست صدفة ، فقد جذبها بسمات قصيدته التي تشابه قصيدتها : الحزن والدمع والتفجع ، والسخط أيضا ، فقد ترجمت " عواطفها " التي رأتها في قصيدته :
" ... زمن سئ ياحبيبتي
أنت قصصت شعرك مقابل عشرة دنانير
وأنا أرسل هذا الشعر الذي أكتبه لك
إلي العاصمة
لأربح جائزة ما ... " ...
ثم لا يقوي أن يفكر بها ، بحبيبته ، حيث أن الهواء أصبح ملوثا ، وهي :
" قد أنتشرت في أوردتي
كالأيدز في أفريقيا
كالإكتئاب في الغرب " ...
و ... " أبدا لن تكوني بعد
وهذه الغرفة لا تملك نافذة للصباح " ! ...
انهما ، في هذا السواد ، لا يريان الصباح ، لايريان الحب ، لا الحبيبة ولا الحبيب !
إنها ، في واقع وجوه قصيدتها ، رؤية فنية ودلالية ، تجمع - في زمان رحيلهما عن عالمنا - الرومانطيقية والسريالية ، حين تنظر إليها فتراها تدخل في ما بين عوالمها الحسية والباطنية ، ومفارقتها لمألوف عواطفنا ، والسائد في شأن الحب والوجد ، تفكك الأنساق هنا ، لتسود الجمالية في ذخرفها اللغوي وصورها . تلك جرأة إبداعية ونضارة وتجديد في بنية القصيدة علي أية حال ... فيها الفرادة والمغايرة والرونق الجمالي الذي يمتعنا ، وإن لم يتفق حنان قلوبنا معها . ولكني أخشي أن يفضي بها هذا الحزن الممض إلي غواية الزخرف التعبيري الذي تصبح فيه القصيدة هدفا مغلقا علي ذاته ، فيؤدي ، وهو في سيلانه السهل الحزين ، إلي جفاف عصارة الخبرة الحية ، وتتعالي - برغم معطيات عناصرها الحسية والمعنوية – عن الهموم الإنسانية والتواصل الإنساني ، فيغدو بريقها الجمالي وهجا ذاتيا يصدر عن " صنعة " قادرة مدققة ، وإن أفتقد الأعماق والرؤية الإنسانية ، حقا ، ذلك وحده ما أخشاه يكون مصيرا " حزينا " لهذه الشعرية المتوهجة !
لست أدعي معرفة كثيرة بشعرها ومسيرتها ، لكنني عرفت إن لديها عمقا معرفيا وثقافيا وخبرة إنسانية وفنية يجعلانها - لدي تأملها الذاتي في تجربتها الشعرية - أن تكون في محاذرة تلك الغوايات الشكلية والإغترابية في قصيدتها ، وأن كانت بأسم التجديد والتجاوز المطلق . أنني هنا ، بملء قلبي ، أنتظر لأري كثيرا من الإضافات الفنية والدلالية ، برؤي شعرية عميقة ، وبأردية ملونات ، و ... بحزن أقل ، ليثري وجوه قصيدتها الفاتنة وجسدها . وأنا من بين المؤمنين القائلين ، بأن التعبير الأدبي للمرأة عبر التاريخ هو أنضج معاركها من أجل الحرية ، حريتها في الحب ، حريتها في العمل ، حريتها في الفكر ، حريتها في المشاركة ، حريتها كأنثي وكأم وكإنسانة ، تاريخها المبجل هذا ، هو أيضا ، وجه مشرق جسور لتاريخ الحرية الإنسانية في نضارتها الحية . وينبغي أن أسجل هنا أيضا ، أن قصيدتها تنفتح إلي نوافذ كثيرة وطاقات عديدة ، تطل منها ذكريات بعيدة ، ذكريات مشاكسة ، ذكريات سعادات ، وذكريات دفء حقيقي ، وذكريات قيم إنسانية ذوات حساسية عالية ، رغم أن بعضها الكثير ، في وجوهه الكثيرة المتنوعة ، مثقل بالهموم والجراح والدموع ، وتنداح منها - من مياهها الزرقاء – أكثر من قضية كبيرة ، قضية المرأة العربية وهي تتطلع - بتناقضات وخيبات وندامات وجراحات أجيال كاملة - إلي ملامح جديدة ، ذات جديدة و ... يقين ! لقد سئمت من مضاجعة وأشعار قيس طيلة قرون ، وتسعي الآن ، سعيها كله لتجمع شتات ذاتها المتشظية ، وتقطع الخيوط والوشائج التي تشدها من خصرها إلي " الحريم " ...
تريد أن تنتمي إلي هذا العالم في راهنه ، إلي الحوار الناضج يصدر في شأن قضية المرأة ، قضية الإنسانية نفسها ، قضية السلام والحب المتوهج / الحقيقي ، لا الحب الأكذوبة ولا الحب الرماد ، ولا الحب التجارة والرياء والنفاق ، ذو الأقنعة الملونات ...
إن مريم العطار ليست ، في فضاء شعرها ، مجرد أمرأة تعبر عن عواطفها بإشهار مكنونات حزنها فينا ، وعن تعطشها للحرية ، بل هي عبقرية شعرية تزخر بإمكانيات للإبداع الفني في الشعر لا حدود لها ، لتشييد أبنية شعرية مغايرة ، والتعبير الفني ، والملاحظة الذكية ، والإحساس المرهف ، والرؤية المثقفة التي تنسج التفاصيل الدقيقة في اطار شامل متماسك ، وفي بهاء الجمال ، وهي معني جميلا في حياتنا الثقافية ، وإن بدأ حزينا ، مفجوعا يبلله الدمع الكثير ، وهي نفسها معاناتها من أجل الفن والحرية في حياتنا ، وستظل - كما أتمناها - ضميرا شعريا حيا ، وأغنيات تصاحبها الموسيقي الراقصة ، تلهب إحساسنا كلما قرأنا شعرا جميلا جديدا ...
شكرا جميلا كثيرا مريم ، فقد أهديتني عطرا كثيرا أيضا !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتحبني ؟ سألت ... !
- سعدية مفرح في فخ المتأسلمين ... !
- مرضت السوسنة ... !
- في مرآتها ... !
- حديثي للسوسنة ... !
- عدت ، في بهاء السوسنة !
- الغول القبيح ، والتلميذة الجميلة ، حكاية اغتيال ملاله !
- قفزة - فيليكس - ، شهادة لصالح قدرة الإنسان !
- علي طريقتها ، تحبني ... !
- عشتار أيضا ، قصيدة لجسدها !
- حدثها عن جسدها ، فخاصمته !
- مياهها بيضاء !
- تعالي أنت إلي !
- ياعاصم الفرح ، سلاااااام !
- كتابة الجسد !
- عندما يبكي القلب غيابها !
- عندما تغيب السوسنة !
- الليلة أحن أيضا إليها !
- مقتل لوركا ... !
- أسئلة المطلقات للجسد !


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - للأحزان وللدموع من يكتبها ، و ... تكاتبه !