أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهيل قبلان - الشيوعية والأمومة توأمان














المزيد.....


الشيوعية والأمومة توأمان


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في الحادي والعشرين من الشهر الجاري جلست لاكتب هذه الكلمات. وفي ذلك التاريخ كان عيد الأم.

ولا بد من الكتابة عن الام. وفي ذلك التاريخ كان اليوم العالمي ضد العنصرية، والعنصرية هي الوباء الخطير الذي يتهدد ويلوث ويشوه الامومة وطهارتها، فالرحم هو واحد في كل النساء، بغض النظر عن اللون واللغة والدين والانتماء، ووظيفته واحدة عندهن جميعا، فالى متى سيتواصل التمييز بين النساء وبالتالي بين بني البشر؟ فالجميع ابناء تسعة اشهر ومن بيت واحد هو الرحم، وفي اعتقادي ان اجمل هدية تقدم للامهات في كافة ارجاء العالم في عيدهن هي التعامل مع المرأة كانسان كامل متكامل والطبيعة قدمت الكثير من الهدايا وكانت الام من اغلاها واجملها واحلاها، ولكن المؤلم ان الامهات يعشن على وجه الكرة الارضية في مجتمعات. وعلى الرغم من الاختلافات فيما بينها وفي كافة النواحي والمجالات الا ان القاسم المشترك لها هو استغلال المرأة والتعامل معها كضلع قاصر والتمييز ضدها خاصة في اماكن العمل كونها امرأة.

ان نهاية الاحياء على وجه الارض هي الموت وفي اعتقادي ان مأساة الحياة ليست الموت مع كل ما يتمخض عن الموت من آلام ومصائب لفقد عزيز غال ومحبوب، انما المأساة الافجع هي الامور التي نميتها ونحن احياء بدءا من العلاقات بين الناس العاديين والتخاذل في اماتة تمارسه الانظمة الاستغلالية من قمع وقهر وكبت وحرمان.

فان تقوم انظمة القهر الظلامية بتعميق الخلافات بين بني البشر من منطلقات قومية ودينية وطائفية لضمان استمراريتها هو بمثابة دوس على قدسية الامومة وطهارتها وبمثابة تلويث لها واشباعها بالعنصرية والاستعلاء وفقدان المشترك بين الامهات، فان تربي الام ابنها على مفاهيم التسلط على الآخرين واحتقارهم وتشرعن التمييز ضدهم ولا تحب لغيرها ما تحب لنفسها يشوه ويلوث اقدس واعز واجمل ما تملكه وهو كنز الامومة الذي لا يثمن. وفي اعتقادي ان الفشل الشخصي للانسان يتجسد في الفجوة بين ما باستطاعته عمله وبين ما عمله والمرأة هي انسان كامل متكامل وتشكل نصف المجتمع، اليس باستطاعتها في كل المجتمعات ان تسعى وتعمل على تعميق مفاهيم وقيم وجمالية الامومة وما تتميز به من دفء وحنان ومحبة، لكي يعيش الجميع كأفراد اسرة واحدة متآخية ومتآلفة ومتعاونة ويغمرها الحب والدفء والاحترام؟ فهل المرأة التي تنتهج نهجا يتناقض مع محبة الحياة وصلة الارحام وأخوة البشر وتنتهج سياسة التمييز العنصري ان كانت في موقع المسؤولية. تحترم بذلك قدسية وطهارة الامومة وما تتميز به من عطف ودفء ومحبة وحنان؟.

ان جمالية وقدسية وطهارة الامومة تتعمق وتترسخ وتزداد جمالا وقدسية وطهارة وروعة ودفئا، في ظل السلام والتعايش بين البشر كل البشر، بسلام وتعاون وتفاهم وحسن جوار وتآخ ومحبة لانه عندما يصل البشر الى رؤية المشترك بينهم وتعميق التعاون والاحترام المتبادل بينهم ونبذ كل مفاهيم ومشاعر وممارسات الاستعلاء والتمييز والعربدة والتسلط والنهب والسلب والحروب والقوي يأكل الضعيف، فبذلك يقضون على اسباب المشاكل والخلافات والشجارات والتوتر بين الشعوب، وتشويه الامومة وانسانية الام وجماليتها وقدسيتها.

ان اجمل هدية تقدم للامهات ومن كافة الشعوب في عيدهن الربيعي وبالذات في اليوم العالمي ضد العنصرية هي اعتاق الجيل الحالي والاجيال القادمة من اهوال وويلات الحروب وقطع الطريق على اعمال العدوان والحروب والاعتداءات، وبذل الجهود للانتقال الى نزع السلاح وابادته كليا عن وجه الارض. لان في ابادته وابادة مفاهيم حيازته واستعماله شرطا من شروط الحفاظ على نقاوة وطهارة الامومة والتقارب بين الشعوب كلها للحفاظ على استمراريتها. ولإعتاق البشرية كلها من ويلات وكوارث الحروب مئة بالمئة، فالضمانة الوحيدة لذلك تتجسد في الفكر الشيوعي واجمل هدية اقدمها انا شخصيا للامهات في كل مكان في هذا العالم هي التمسك اكثر والالتصاق اكثر بالشيوعية والتعهد بالعمل الدائم على نشر افكارها، لانها الوحيدة التي تضمن ان يعيش الجميع بمساواة وتآخ واحترام في ظل الاممية والتي هي بمثابة وردة الحياة الحقيقية التي تنعف شذاها المعبق باجمل ما في الانسان وتغليبه على كل الشرور والاحقاد ونوازع التسلط والعربدة وغرائز الافتراس للآخرين. وكما ان الأم هي وردة الحياة فهكذا هي الشيوعية ايضا وهكذا فالشيوعية والامومة توأمان.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة انسان كامل متكامل
- الـ لا الحكومية والـ نعم الشيوعية
- يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
- الفرح والحزن والشيوعية
- الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال


المزيد.....




- -لا تفقدوني-.. لحظة إنقاذ امرأة تبلغ 100 عام من حرائق الغابا ...
- في مصر: الحكم على الفنانة منى فاروق بالسجن 3 سنوات
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- -لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا ...
- بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في ...
- دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
- بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد ...
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا ...
- الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهيل قبلان - الشيوعية والأمومة توأمان