عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 02:04
المحور:
الادب والفن
ارتدت أجمل أزيائها. حرصت كعادتها على تناسق الألوان. الحذاء وحقيبة اليد من نفس الجلد واللون. ارتدى جاكيتة جلدية سوداء. تصفيفة شعرها والماكياج الخفيف زادا من سر جمالها وفيض أنوثتها. تأكد من وضع الحزام الذي لف به بطنه وظهره. سرواله من جينز أزرق قديم، الحذاء رياضي أبيض. في الشارع أوقفت سيارة أجرة. لم ينس إخفاء عينيه المرتعبتين تحت نظارة سوداء. أدخل جمجمته في خوذة حمراء. إلى بناية القنصلية الأمريكية.. أمرت السائق. ركب دراجة نارية حمراء. قاصد بناية القنصلية الأمريكية. الحصول على تأشيرة دخول إلى أمريكا مرادها. الحصول على تأشيرة دخول إلى الجنة هدفه.
أخذ سائق سيارة الأجرة الشارع القادم من جهة الشاطئ. أخذ راكب الدراجة النارية الشارع الآتي من جهة الغابة.
عند ملتقى ساحة الحي العتيق إشارة المرور حمراء. وقف سائق سيارة الأجرة. وقف سائق الدراجة النارية. ألقى نظرة إلى المرأة الجالسة في الكرسي الخلفي في سيارة الأجرة. رفعت عينيها إلى راكب الدراجة النارية. أعجب بوسامتها وأناقتها الباذخة. أعجبت بفتوته وشكله. تذكر الحوريات. صرف عنها النظر. تذكرت رجلها. أحنت رأسها. الضوء أخضر. سبق صاحب الخوذة التاكسي. وصلت أمام مكتب القنصلية. أوقف الدراجة النارية بعيدا وتقدم. أخذت مكانها في الطابور. سمع دوي انفجار. وصلت سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة والمحققين. وزعت الوكالات الخبر. تضاربت الأقوال حول عدد الضحايا والجهة المسؤولة عن التفجير. ظهر الوزير المغربي يندد بالإرهاب. خرج كاتب الدولة الأمريكي يهدد الإرهابيين. تم إغلاق الشارع المؤدي إلى القنصلية. كل راكب دراجة نارية أصبح مشتبها فيه. عطلت مصلحة التأشيرات بالقنصلية. لكن طالبي تأشيرات الجنة لم يتوقفوا.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟