أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - ساعة الحظر















المزيد.....

ساعة الحظر


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


(بدأ الحظر
خطر كل شيء مُباح
منع كل أمرٍ مُتاح
ولما بدأ الحظر
بدأ كل شيء في عنفوان
كما الشلال
كما الانفجار
كما البركان
كالصديد النافث
من الجرح ...)
...
دقت ساعة الحظر
بدأ حظرُ التجول
بدأ حظر التبول
حانت ساعة الصفر
بدأ السيد في التأمل
لعب الأولاد الكرة
في ساحة الممر
بالاسماعيلية
وفي السويس .. عند التلّ
من المغرب ..
حتى مطلع الفجر
...
آه منك يا لساني
آه منكِ يا بطن
خبط السيد رأسه في الحائط
والسروال بعد السروال ابتلّ
بدأ حظرُ التجول
ضرب الناس الدفوف
وبدأ الجمع يطوف ..
حول القمر
...
وجه السيد تبدّل
إلى وجهٍ غريبِ المُحيَّا
إلى وجه ذئب
...
بدأ حظر التجول
بدأ عصر التبول
بدأ السيدُ يتمهلُ في النطق
في البيتِ وفي المرعى وفي الغيْط
...
أشار السيد بإصبعِهِ الأصمّ
فلتلزموا بيوتكم
ولتتوخوا الحذر
العمُّ سام يساعدني
وصهيون على مرمى حَجَر
من أنتم .. يا غجَر
...
طلع القمر
بدأ حظر التجول
فخرجت الأمة من بيتِها
تفتحُ فمَ الأسد
ترتدي زي المقاومة
...
أهلاً بك أيها السيد
أهلاً يا طفل السياسة
يا ابن الجماعة
يا من رماك علينا القدَر
أنـَّت القيثارةُ في عزفِها
وشدّ العود خشباتُهُ والوترْ
...
وقف الأولاد في صفْ
يكسرون حظر التبوّل
يروون الأرض العطشى
بدمٍ لا يجف
فلا تصرخ ولا تهوّل
في أحشائي ديليسبس
وإسماعيلَ الخديوي
والإنجليز..
ويهود ستة وخمسين
وسبعة وستين
وثلاثة وسبعين
...
حتشبسوت وأخناتون
أحمس الأول، وأمنحتُب
الملك فؤاد وفاروق
والنحاس، وزغلول سعد
في بطني سفن العالم
أغاني البحّارة
أهازيج العمال
أناشيد الصيادين والبمبوطية
رجال الحفارات في صهاريج البترول
ومصانع الأسمنتْ
...
الزيت الأحمر والأخضر
والمازوت
جبل عتاقة والسمك الطازج
التونة والصيادية
والسمسمية ..
والقِرش
بارليف والضفدع البشريْ
والنابالم
...
قوقعة تحكي عن مستقبلْ
عن مرجلْ يغلي
عن غضبٍ في القفص الصدري
يتوغل
فلا تقل حظر تجوّل
....
سنتجول حولك وعندك..
فوقك وتحتك..
داخلك،
من رأسِك حتى القدَم
سنُغرقك بالسبابِ
والسخرية واللعنات والذلّ
...
حانت ساعة الحظر
حانت ساعة الصفر
لا أنتَ أنت
ولا نحنُ نحن
لا تعرفنا ولا نعرفك
أنت الوجه الدميم للثورة
أنت المسْخْ
فلا حظر
ولا تجوال ولا طوارئ ولا همْس
لا أخَ ولا شيخ
ولا حوار بالنار يلعب
ولا صبية بالمجلس ولا رأس،
أفعى أو تنين أو بُرص
ولا مُعمَّم يتلمَّس
المقعد البرلماني الوثير
ولا نِمْس
يتمسّحُ كرضيعٍ أصابه مَسّْ
كانوا من كانوا
هاجوا وماجوا
منهم من كان في السيارة يتفسَّح
مع الرفيقة والعشيقة
ومن كان في المَشفى
يُجَملُ الأنف
وكان من كان
يسرق ثمرة الثورة في الشارع
ويلف
يظهرُ في التلفاز
يصرخْ
....
إلمس كرسيكَ تحتك
تحسسْ
مقعدتك .. لا تنم
اجلس ، قف
تمشى .. للخلف دُر
أرخ كل عضلات بطنك
لا تتيَّبس
نحتاجُك قليلاً
لكسر حظر التجول.. للتبول
..
ونحتاج الكسرة واللُقمة
ورغيفَ الخبز
كوب الشاي والكعك والجُبن
...
قطعة رخامٍ كسْر
في ساحةِ القصْر
حيث تزهرُ
نباتاتِك العجاف في كلِّ عصر
تترعرعُ ورداتِك الحمراء
في ساحاتِك المزداناتِ بسوء النية
فتهتزّ
شفتاك الغِلاظ
بغليظِ القول
وضميرُك لا يهتزّ
...
أيدينا وحناجرنا
لا تـُشترَي ولا تـُبتَز
الأرضُ والسماءُ لنا
والقنالُ والبحرْ
فاحذرْ
...
لا حظرَ ولا قولَ ولا هذر
آن لنا وآن لكْ
أن تدرك أن الأمر صعب
فهذا والله شعب
قاسٍ، مِراسُه مستحيل
وأمرهُ عَجَب
...
هذه أيها السيد
هذه مصر
بناها في الأصل
ابن بلد ..
حلواني جدَع
...
مصر يا سيدي لحمُها مُرّ
لا يربط أولادها في في الشجر
عند الاتحادية
ولا تـُصوَّر
بناتـُها عبر الشاشات
لا يُرخيها دفءُ الشمس
ولا نعومة القمر
...
هذه مصر
تهضمُ الأخطبوط الذي يضُم
المجلس الأعلى
والجماعة الملتاعة
والعمُّ سام
وصهيون
وكلُّ مرتزقٍ أصمّ
...
هيا .. أخرج عيالِك من جحورهم
فلقد انتهى الحظر
علـَّهُ لم يبدأ بعد
هل تسمع النفير
هل تسمع الصفير
هل تسمع الزئير
وهمهة الأسد
نظـِّف أذنيك قليلاً
وأنصحُك .. لا تنم
فالمشهدُ عبقري
عظيمٌ رهيبٌ لا يُحتمل
المشهد عن كثير ينُّم
عن شعبٍ لا يعرفه أحَد
لا إله إلا الله الواحدُ الصمد
شعب صوت هتافه
أصابك بالصمَم
...
حي على الفلاح
حي على الكفاح
انتهى الحظر
بدأ الزحف
دون أمرْ
بدأ التبوّل والتجوّل
فلا تجادل العنقاء في ثورتِها
ولا تحاور النِسر والرُّخ
فهو في أعالي السماء
يرصد العُهر
في قاع المحيط ولا ينتظرْ
...
ترى هل بدأ الحظر ..
أم بدأ التجوال
قصصُ الفتيانِ كثيرة
في أنصاف الليالْ
والبناتُ الرائعات
تكحّلن بالسواد
وازدّن بالخرطوش والحُلي
تعطرّن برائحةِ الغاز
والرصاصِ الحيّ
...
القلم جفّ
وانتهى المقال، فلا تخَف
بدأت مصر تحكي
وإن حكت مصرُ أبكت وبكَت
فانتظرْ
لا .. لا تنتظر
فالوقت قد أزف
الزمان والمكان والحَرَس
قد غادرونا إلى شواطئ القناة
وبحيرة التمساح
هناك حيث الشهداء الجُدُدْ
وشهداء الحروب الفقيرة والطويلة
ذات النصرِ والهزيمة
في مصرَ واليمَن
في بورتوفيق وبورفؤاد
سنعيد رفعَ العلـَم
عل كل صاريةٍ وفي كل حَيّ
الله حَيّ الله حَيّ
..
لا تنمْ
انتظرْ، فالجموع في الطريق
والمشاعلُ على الجانبين
تومضُ أقمارًا وشموسًا
وتشعلُ في الأجساد ضَيّ



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصفور البدرشين
- الحُسَيْني أبو ضَيْف
- الشخصية المصرية إبّان ثورة 25 يناير وما بعْدها
- التحليل النفسي للحالة المصرية الآن
- قُبَّعة الخواجة
- سيكولوجية الدم فى مصر الآن
- الفسيفساء في مواجهة الخفافيش ملامح الشخصية المصرية .. في ثور ...
- القلق المستَبِدّ وضراوة الإشاعة
- سيكولوجية رجل الأمن فى جمهورية الخوف (مصر سابقاً)
- مظاهر الاكتئاب في المجتمع العربى
- سيكولوجية المرأة العربية....
- كَرْبْ ما بَعْدْ الصَدْمَة تداعيات ما بَعْدْ الحرب مصر ولبن ...
- الأبعاد السيكولوجية لعقوبة الإعدام
- بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر
- محاولة لفهم المعادلة الحكومية المصرية الصعبة
- أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة
- ملامح الشخصية المصرية ..... في صِحَّتِّها وعلّتِها
- شادي عبد الموجود


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - ساعة الحظر