أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قصي ابراهيم حسن - النزيف الطائفي














المزيد.....

النزيف الطائفي


قصي ابراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 14:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانظمةالعربية و النزيف الطائفي :
---------------------------------
سوف يتبادر فورا" لذهن القارئ العزيز من خلال العنوان، أنني سوف أتحدث عن القتل و الحروب و ما الى ذلك، و الحقيقة أبدا" غير ذلك و ما أقصده من النزيف الطائفي، هو عملية انتقال الاشخاص بين الطوائف و المذاهب و الجماعات، و أحببت أن أطلق عليها صفة النزيف، لانه يمكننا أن نعتبر أن كلمة النزيف تحمل معنيين، النز، بمعنى التسرب و الانتقال و الزيف، بمعنى التزييف و التزوير للحقائق و الوقائع و التطورات . يخشى الخاشون من الانظمة العربية و القائمون على قيادة الطوائف و المذاهب و الجماعات، من عملية النزيف هذه فيقولون مثلا" أن أوربا و أمريكا تسعى الى أن تجعل كافة مجتمعاتنا مجتمعات مسيحية (كاثوليكية أرثوذكسية .... الخ )، عن طريق الحملات التبشيرية و تصدير الثقافة و انشاء القنوات التلفزيونية و صفحات التواصل الاجتماعية و ... و يخشون أيضا"، من سطوة ايران الشيعية التي أيضا" تسعى بكل قوة لتساهم في عملية النزيف من الطائفة السنية و غيرها من الطوائف الى الطائفة الشيعية، عن طريق عملائها في المنطقة العربية و لا سيما سوريا و لبنان و غيرها من الدول، عن طريق دعم هؤلاء بالمال الايراني النظيف- كما يحب نصرالله أن يسميه-و لكن للحقيقة فان عملية النزيف هذه حقيقة، تحمل في طياتها معناها فعلى مدى عشرات السنوات و ربما القرون أيضا"، لم تكن ذات تأثير واضح، في تغيير التركيبة السكانية لمنطقة من المناطق أو حتى لبلدة صغيرة أو قرية أو حتى عائلة لا يتجاوز عددها عدد أصابع الكف الواحدة، فلم يحدثنا التاريخ- لا القديم و لا الحديث -عن أنه قد تم في مرحلة ما من المراحل انتقال جماعات أو مدن أو قرى بأكملها بفضل هذه الاساليب الدعائية من مذهب الى مذهب آخر، و لم تؤدي هذه العملية- التي من المفترض حسب زعم الخاشون على الشعوب تصرف عليها مليارات بل بلايين الدولارات- الى تغيير واضح و صريح، حتى في أماكن تواجد و سكنى القائمين عليها ، و هذا يعني أن الخوف و التخويف من هذا النزيف ليس هو الغاية، وإنما الغاية هي تخويف الطوائف من يعضها و بث الحقد فيما بينها و ابعادها عن أية محاولة لكي تتفاهم فيما بينها على العيش المشترك، و جعلهم في خوف دائم من الآخر الذي يريد أن يحرفكم عن دينكم الحق و يسرق منكم أبنائكم و بناتكم و ووو الخ، و إن كان الامر مفهوم أو متفهم من قبل رجال الدين و المشايخ و العامة، فإنه من غير المفهوم أن يقوم رجال السياسة، و بالتحديد العلمانيين منهم بالتحذير من هكذا عملية نزيف، فالعلماني سواء كان متدين أو غير متدين، لن يكون عنده مشكلة مع أية طائفة من الطوائف سواء كانت شيعية أو سنية مسيحية أو درزية أو اسماعيلية، لانه من المفترض أن يتعامل معهم على قدم المساواة، و هو ابعاد الدين و الايديولوجية عن السياسة، و لن يكون لديه مشكلة لو اعتنق الشعب كله المعتقدات السنية أو الشيعية أو غيرها، فهذا لن يغير من برامجه و توجهاته و تطلعاته . و الغريب أيضا" أن هناك من القوميون أيضا"، من يخشون من هكذا تحولات، ظنا" منهم أن هذه التحولات سوف تؤدي الى تغيير عرقي في المنطقة، كأن يطغى العرق الفارسي على العرق العربي و غيره من الاعراق، مع أنه من الواضح أن تغيير المعتقد ممكن و وارد و لكن تغيير العرق و الاصل العرقي هو من الصعوبة بمكان، بحيث أنه بالرغم من أن هناك أقليات تعيش بيننا منذ آلاف السنين و ما زالت هذه الاقليات تنتمى الى مكونها، و مسماهما القومي و العرقي، و بالتحديد في سوريا و مثال ذلك (الآشور و الكلدان )، صحيح أنهم أصبحوا أقليات بعد أن كانوا في غابر الازمان أكثرية، و لكن هذا ليسن ناجم فقط، عن النزيف من هذه القوميات و الاقليات الى الاكثرية بل لان الاكثرية انتقلت الى أماكن تواجدهم انتقالا" ماديا" كأكثرية و لم تنتقل أقلية و من ثم أصبحت أكثرية، و مرتبط ايضا" في طريقة و اسلوب عيش و معتقدات كل قومية و فئة من هذه القوميات، و بالتالي من غير الصحيح و من غير الوارد أن يستطيع عرقا" من الاعراق في القرن الواحد و العشرين، أن يسيطر على عرق آخر بغير عملية ابادة ممنهجة، كما فعل الامريكان مع الهنود الحمر، و كما حاول و يحاول الصهاينة أن يفعلوا مع العرب الفلسطينيين و نجح الامريكان لاسباب تاريخية و جغرافية في حين فشل الصهاينة و سوف يفشلون لاسباب تاريخية و جغرافية و ديمغرافية.



#قصي_ابراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى محمود و رحلة الشك
- الاعجاز القرآني إلهي -أم محمدي
- المسلمين يأخذون تعاليمهم عن العصاة(الكفار)
- الله لم يعلم آدم الاسماء كلها
- هل خلق الله الكون مكتملا-
- تفسير القرآن جزء من حوار مع الشيخ رياض درار
- الكون عندما يكون ذرة
- الاسلام و التوراة والقرآن و عمر البشرية:
- بطلان الدليل العقلي
- الاسلام و الديمقراطية
- حوار مفتوح على صفحة أصدقاء المنبر الديمقراطي مع الدكتور منذر ...
- المعارضة السورية و الهجرة(ملف)


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قصي ابراهيم حسن - النزيف الطائفي