ربيع قبائل العرب...!؟

ملداء نصره

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

بالرغم من التحولات الشاملة التي طرأت على الحياة البشرية في كل مكان، شكلاً، ومضموناً، فإن معظم قبائل العرب الحزبية لم تلحظ ذلك معرفياً الأمر الذي يفسِّر استمرار أتباعها في استخدام المصطلحات المنتهية الصلاحية.. واستمرار اجترارهم لذات المفاهيم التي يفترض أن تتم مراجعتها دوماً وفقاً لإيقاع التحولات المستمرة وهي في ذلك قدمت الدليل تلو الدليل على سمتها الأساسية المتجلية في اللاتفكير..! أما حين حدث وتمَّ لحظها نسبياً من قبل هذه القبيلة الحزبية أو تلك فإنه سرعان ما كانت تندلع في مفاصلها صراعات حادة وانشقاقات لا حدود لها وقد تحولت هذه الانشقاقات إلى ظاهرة طغت على الحياة السياسية في كافة الدول العربية..! ويعتبر هذا الاستغراق العقلي فيما مضى أحد أهم أسباب قصور العرب ومن ثمَّ تخلفهم عن المساهمة في صناعة التاريخ المعاصر أقله تاريخهم .. وهكذا، فقد بقي العرب موضوعاً يشتغل عليه الآخرون ولم يتحولوا إلى ذات فاعلة في مسيرة الحضارة.. لقد اقتصرت إنتاجية القبائل الحزبية العربية بكافة أفخاذها وتفرعاتها على إعادة إنتاج المفاهيم والمصطلحات التي سبق وأن عزف عنها الآخرون في بلدان العالم وهم في ذلك لم يختلفوا عن القبائل الإسلامية التي تجتر الماضي..! لقد كان طبيعياً في مثل هذه الحال من المراوحة في نفس الدائرة الفكرية المفاهيمية أن تتكشف فعالية هذه القبائل عن هذا المستوى المتواضع والمحدود حالما بدأت هزات ما أسماه البعض الربيع العربي...!؟ فعلى سبيل المثال شهد النصف الثاني من القرن المنصرم رواجاً واسعاً لبعض تلك المصطلحات من قبيل اليسار واليمين واليسار الثوري واليمين المتطرف.. والرجعية والتقدمية وقد كان ذلك نتاجاً طبيعياً للحراك الأيديولوجي السياسي في مختلف بقاع العالم، وخصوصاً بعد نجاح الثورة البلشفية في الثلث الأول منه والتي أكلت نفسها في الثلث الأخير منه..! لقد ترَّبت أجيال ذاك الزمن في ظل مناخ عاصف وتحولات كبرى شهدت صراعات وتحولات حاسمة رسخت على إثرها ثقافات عابرة للحدود وقد ورثتها الأجيال الحزبية اللاحقة كما هي بالرغم من الإضافات المحدودة التي بقيت من دون تأثير..! وعندما شهد أواخر القرن ذاته سقوط بعض الأيديولوجيات فإنه كان مؤملاً أن تتخلق دوافع محفزة نحو إعادة النظر في كل ما تمَّ اكتسابه أو استنساخه أو وراثته ولأن ذلك لم يحصل كان الحضور الطاغي لجماعات الإسلام السياسي هذه الأيام ...!؟

#ملداء_نصره (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات