|
هل تريد أن تحكم مصر؟
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 22:56
المحور:
كتابات ساخرة
إذا كنت من الذين يريدون أحُكم مصر فما عليك أولا إلا قراءة هذه الصور والمشاهد من التاريخ لكي لا تقول بأاني لم أسدِ إليك بالنصيحة كل الذين حكموا مصر كانت نهايتهم محزنة جدا ومثيرة للشفقة حتى من قبل ألد خصومهم عداء ومنافسة لهم ولا يخفى على أحدٍ أن مصر بالذات مثل البحر يغرقُ فيها الغطاس والغواصة والغواصين ويتوه فيها القارب وتتكسر مجاديف المُجدّفْ,وأغلب الذين حكموها ذاقوا في البداية حلاوة الحكم ولم ينسى لهم الله مرارة طعم الحكم الذي ذاقوه في أخريات أيامهم, الذي يذوق العسل المصري لا بد بأن يأتي عليه يومٌ ليذوق طعم المرارة.. قصة الأمس تعود وتتكرر مابين كل فترةٍ وفترة ومنذ أن ابتلع البحر الفرعون ما زال هذا المشهدُ الساخن راسخا في أذهان جميع من حكموا مصر من غير أن يأخذ هؤلاء الحكام العبرة والخبرة ممن سبقوهم.
الموت بالسم أو بالرجم أو بالضرب على الرأس بالقبابيب نهاية كل من يجرؤ على حكم مصر ذلك الشعب الذي قيل عنه برسالة أرسلها عمرو بن العاص إلى عمر ببن الخطاب قائلا عن مصر(أرضها ذهب ونساؤها لُعَبْ ورجالها من غلب وأهلها تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا).
وكل الذين حكموا مصر كانت نهايتهم أفجع من نهاية أي خائن لأمته ودينه وكلهم انتهوا نهاية مأساوية رغم أنهم ناضلوا ي سبيل الحياة الكريمة لأرضها وشعبها ومع ذلك لم يتعلم كل الحكام هذا الدرس اللعين القاسي من بعضهم البعض.
فرعون مصر الأول مات غرقا في البحر الأحمر وكل أعوانه إنهالت على أشجع واحد منهم مغارة الذهب ودفنته نقوده الذهبية قبل أن يهال عليه التراب وقبل أن تقام له جنازة يستحقها جسده وروحه, والغريب أن (توت عنخ آمون 1325ق.م) لم يتعلم هذا الدرس فقد تولى بعد أخناتون ومات مسموما بسبب الصراع الذي دار بين عبادة الإله الواحد أو العودة لآلهة مصر المتعددة واشتد الصراع بين الكهنة مما أدى في نهاية الأمر للتضحية به قبل التضحية برفاقه وتشير الدلائل بأنه مات نتيجة لالتهاب شديد في الركبة أدى إلى تسممه بفعل فاعل وما الفتحة التي كانت في أعلى رأسه إلا من أجل التحنيط بعد أن كان يعتقد بأنه مات قتلا بآلة حادة على مؤخرة رأسه.
ومن ثم تبعته(كليو بترا-30.ق.م) بمأساة حاكمة جديدة من نوعٍ آخر حيث مارست الحب مع السياسة وخلطت العواطف الحزينة بالسيف وبالرمح وعشقت قاهرها ومغتصبها وكل الذين أحبوا مصر من قادة الرومان الأوائل أحبوها لأنهم أحبوا كليو بترا التي لعبت وخلطت السياسي بالرومنسي وماتت هي الأخرى بطريقة رومنسية مخلوطة بالتراجيديا إذ انتحرت في نهاية قصة الحب والغرام وقد آثرت على نفسها الانتحار بدل أن تدخل إلى السجن فوضعت أفعى الكوبرى الملكية في صدرها وعضتها في الثدي الأيسر من صدرها بعد أن سمعت بهزيمة عشيقها أنطونيوس وليس هذا وحسب وإنما تبع الرومان ابنها فقتلوه خشية أن يطالب بالحكم في المستقبل القريب,وألهمت بعد مماتها كبار الكتاب للكتابة عن هذه القصة أمثال شكسبير وبرناردشو وأحمد شوقي ونظروا إليها نظرة رومنسية فكل شيء قد حصل من أجل الحب.
والإسكندر مات هو أيضا مسموما وحتى اليوم لا أحد يعرف أين دفن وقال أحد العرافين: بأن البلد الذي يدفن يه الإسكندر سيعيش سعيدا طوال حياته ويقال بأن أحد أتباعه نقل الجثمان إلى مدينة(منف) عاصمة مصر في ذلك الوقت 323.ق.م.
وشجرة الدر التي تولت حكم مصر لثمانين يوما فقط لا غير ماتت ضربا على رأسها بالكنادر وبالقباقيب والحفايات والصرامي والشحاطات واستعمل خصومها ضدها كل أنواع الأحذية وألقوا بها من فوق القصر ولم يُسمح بدفنها إلا بعد عدة أيام من وفاتها بعد أن فاحت من جثتها الروائح الكريهة,والتي أعطت الأمر بقتلها هي زوجة المعز لدين الله أيبك الذي استدرجته شجرة الدر وقتلته وأشاعت بأنه مات فجأة في الليل وهو نائم قضاءً وقدرا ولكن أتباع أيبك لم يصدقوها وقبضوا عليها وكانت النهاية التراجيدية التي ذكرناها ومن ثم أشاعت بأنه مات فجأة في الليل ولكن أتباع أيبك لم يصدقوها وقبضوا عليها وكانت النهاية التراجيدية التي ذكرناها.
والظاهر بيبرس1221م قُتل والمماليك من بعده ذُبحوا في الشوارع العامة والأزقة دون محاكمة عادلة ولم يدافع عنهم أحد.
ومحمد علي في نهاية أيامه أصابه مرض الخرف ومات ولم يحضر جنازته إلا قلة من الرجال والرعية والسراء ولم يعلن الحداد على واته ولم تغلق الدكاكين أبوابها ولم تُعطل الدوائر الحكومية وكانت جنازته هزيلة جدا سنة 1849م وولد سنة1769م ,ولم يكن في آخر أيامه يميز بين ضوء القمر وشعاع الشمس أو بين أولاده وأولاد الجيران ولم يدرك أبدا بأن له عائلة محترمة ولم يتعرف ولا على أي واحدٍ من أبناءه,ومن أيامه السوداء تنكيله بالمماليك وذبح في مذبحة القلعة 1000مملوك من القياديين الكبار في يومٍ واحد غدرا في احتفال رسمي كبير حين انقلب الاحتفال إلى حمام دمٍ باردٍ جدا وذلك لكي يضمن الحكم له ولأبنائه من بعده وهو بحق يعتبر باني نهضة مصر الحقيقية الحديثة ومشهور جدا بإرساله للبعثات العلمية إلى أوروبا وهو الذي خلص مصر من حكم المماليك نهائيا وإلى يومنا هذا,كان شديد الكره للوهابية ...إلخ.
وعباس حلمي الأول ولد في جده سنة1813م..و مات قتلا.
والخيديوي إسماعيل نفوه وحبسوه ومات قهرا,والملك فاروق ثار ضده الضباط الأحرار وخلعوه كما نخلع المسمار من الخشبة ومن ثم لاحقوه ي الخارج ودسوا له السم في طعامه وما زال قاتله ومسممه على قيد الحياة قد أذن له الله بأن يعيش أكثر ليروي الحكاية ولنسمع صداها,ومحمد نجيب احتال عليه الضباط الأحرار وحبسوه في فيلا زينب الوكيل زوجة سعد زغلول وعاش باقي عمره وحياته في صحبة كلبه حيث تبين له أن الحياة مع صديق وفي لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا كان صديقك كلبا يعرف قيمة الوفاء أكثر من الإنسان الذي يتعلم طوال حياته ن السياسة ولا يتعلم ن الوفاء ومات على فراشه دون أن يشعر بوجوده أحد رغم أن الرئيس المصري المخلوع حاليا شارك في تشييع جنازته,وجمال عبد الناصر مات مسموما والسادات الذي خلفه مات قهرا في المستشفى بعد أن فشل الرصاص في القضاء عليه وتقرير الأطباء قال بأن الرصاصة التي أصابته لم تكن قاتله وعلى حسب شهود العيان إن الدلائل تشير بأنه مات قهرا من الإسلاميين الذين تح لهم مجالا واسعا ي الدولة وخصوصا دخولهم للجيش وفي النهاية كانت مكافأته القتل, ومحمد حسني مبارك ما زال في المستشفى حيث تم خلعه بثورة ضده من ميدان التحرير,ومرسي لا أحد يعرف كيف سيكون مصيره ويبدو أنه ليس بأقل من سابقيه ومن المحتمل أن يكون على رأي الزير سالم المهلهل(بشسع نعل كليب).
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا مثل إسرائيل
-
اللعب مع الكلمة
-
جهاد في عالم الضياع
-
اليوم الذي كنت خائفا منه
-
الكل مشهور
-
ألم الحرمان
-
الأصدقاء المزيفون
-
رحلة العذاب
-
الإنسان مخلوقٌ فوضوي
-
مساعدة الفقراء تؤجل الثورة
-
كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال
-
العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى
-
سنه حلوه يا ثقافه
-
الخلوة أحيانا ضرورية
-
الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء
-
أنا مراقب جدا
-
بطاقة معايدة
-
إنهاء الصراع بين الدولة والدين
-
الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
-
الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|