أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شعبان محمد البدحى - خيوط المعضلة














المزيد.....


خيوط المعضلة


شعبان محمد البدحى

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحضرنى مقولة هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا فى سبعينيات القرن المنصرم حينما قال :
:"إن أمريكا لا تساعد فى حل مشاكل العالم ولكنها لابد وأن تمسك بخيوط هذه المشاكل لتديرها نحو مصالحها القومية ..."
بالاضافة الى أن كل الثورات العظيمة تعيش مرحلة فوضى ما بعد الثورة ففى الثورةا لفرنسية كان ما بعد الثورة هو عبارة عن فوضى مرعبة ومهولة وتلال من الجثث امام المقاصل وفى الثورة البلشفية نشبت المعارك بين الجيش الاحمر و جيش القياصرة الابيض الذى قامت عليه الثورة وتكررت المجازر والفوضى أيضا بل وامتد الخلاف الى قيادات الثورة مثل خلاف لينين مع تروتسكى الذى انتهى باغتيال تروتسكى فى المكسيك.

بربط هاتين الحقيقتين معا نستخلص الاتى :
- أن الثورة تأتى بفوضى لاشك نظرا لتدنى الحالة الامنية وارتفاع الروح الثورية ومحاولة لحل المشاكل بسرعة .
- أن أمريكا لديها مصالح استراتيجية فى مصر اهمها وعودها التى لاتنقطع بتأمين اسرائيل لذلك يتوجب على أمريكا أن تمسك بخيوط مشاكل وأوجاع مصر للعب بها والدفع بها لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقة من مصالح لأسرائيل ..ومن هذا على سبيل المثال توسيع الفجوة بين المصريين واشعال نار الفتنة بين المصريين وذلك بدعم طرف على حساب الاخر ...

دعونى أقول الان أن دور مصر فى مخطط الفوضى الخلاقة قد أتى فيمكن لأمريكا الان التحرك التى نفت وكالتها الاستخبراتية أى معرفة باندلاع الثورة وزعمت أنها قد تفاجئت بخروج الملايين فى الشوارع والميادبن طالبين التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية ..لقد جاء دور أمريكا الان فى تحريك طاقة الثورة الى مخطط الفوضى وأن تظل مصر والمصريين فى هذا النفق المظلم طويلا ..

كانت اللعبة الاولى التى ربما حاول البعض الطرق عليها هى الاقلية القبطية لتحقيق القتال والمعارك وحلم انقسام مصر وتقسيمها الى دويلات متفرقة متناحرة يسهل التعامل معها .لكن هذا الملف قد أغلق مؤقتا وباءت محاولات الوقيعة بالفشل لصعوبة هذا الملف واستحالة تحقيقه ، ليتم فتح ملفا قديما قد اعتادت أمريكا على التعامل معه وبه وهو ملف التيارات الاسلامية التى لعبت به طويلا فى بلاد مختلفة أشهرها باكستان ..فقامت الولايات المتحدة بمساعدة الاخوان المسلمين للوصول للحكم ،بعدما أعلنوا رسميا أنه لا نية لهم للترشح للرئاسة المصرية ، ورأينا فى المناظرة التى تمت بين أوباما ورمنى سؤالا يتعلق بتمويل اوباما للاخوان المسلمين فى بمليار وثلاثة مائة مليون دولار .إذن بات مساعدة أمريكا للاخوان واضحا جدا ومؤكدا .
بالفعل أخذت الولايات المتحدة الامريكية التعهدات الكافية للحفاظ على أمن اسرائيل من قبل الاخوان وبذلك يكون الاتفاق ناجزا ومحققا لأهم دوافعه ..يعرف أعدائنا جيدا أن للاخوان رغبة فى الحكم والسيطرة وفرض مشروعا عفى عليه الزمن وأن لديهم حلما زائفا بالحكم والسيطرة على مصر لتحقيق ما يسمى فى أذهانهم بالخلافة الاسلامية التى لا يعرف أحدا كائنا من كان ما حدودها الان...
ولكن إتضح بوصول الاخوان للحكم أن المشكلة والازمة الحقيقية فى طريقها للتعقيد لا الحل وأن أمريكا استخدمت الاخوان بالفعل لدخول مصر رسميا فيما يسمى مخطط اشاعة الفوضى وذلك بدفع الاخوان وتشجيعهم للتفرد بالسلطة مما يحقق ديكتاتورية جديدة مستبدة وهذا بدوره يثير حفيظة القوى الليبرالية واليسارية والمدنية مما يحقق الانقسام المؤكد فى المجتمع المصرى ما بين اسلامين وما بين ثورين ومدنين لتدخل مصر نفقا أسودا يمتلأ بالقتل والتخوين وعدم الاستقرار وسوء الحالة الاقتصادية والاجتماعية والمعارك والخلافات المستمرة والعند والكبر والضحية شعب يعانى أيما معاناة وتسوء الاحوال والمواقف والطموحات بسبب النزاعات واختلاف الرؤى والايدلوجيات وفى هذا الحالة تمسك أمريكا بخيوط المشكلة ولا تساعد فى حلها ولكن تستخدمها لتحقيق المصالح القومية والتعهدات المستمرة لأسرائيل ...
وما تشهده مصر فى هذه الايام خير دليل على هذا .



#شعبان_محمد_البدحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شعبان محمد البدحى - خيوط المعضلة