محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 00:23
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مصر والتحالفات المعقدة
27/1/2013
تعيش مصر حالة صراع ديموقراطي طبقي معقدة .
يتجسد هذا الصراع في اللحظات الراهنة بين كتل سياسية متصارعة تجتذب معها كتلا هائلة من الجماهير صاحبة المصلحة في التغيير تقف في وجه السلطات الحاكمة المصرية التي يقودها حزب الحرية والعدالة المعبر عن جماعة الاخوان المسلمين .
يقف الى جانب تكتل السلطة كل من الاخوان المسلمين ومعهم منظماتهم الجماهيرية وامتدادهم العددي
ويساندهم عل ذات الصعيد التيار السلفي بزعامة حزب النور وانشقاقاته ومن هم من هذا الطراز
ويقف الى جانب السلطة الجيش والاجهزة الامنية بكل تلاوينها .
هذا الإصطفاف يمثل جهاز الدولة القديم المستمر والجديد السائد.
وهم يمثلون الشرائح العليا من أصحاب الاملاك وأنصار القطاع الخاص وبيع القطاع العام والحفاظ على أفضل العلاقات مع الامبريالية الغلابية والمحافظة على العهود مع اسرائيل وأمريكا .
وفي المقابل يقف اصطفاف واسع يشمل بقية الكتل والاتجاهات السياسية في مصر من أقصى اليمين الى أقصى اليسار
ان ما يجمعهم هو النزوع للحكم الديموقراطي العلماني مقابل حكم رجال الدين وأخونة الدولة كما يصفون .
انه تحالف رجراج ومتناقض ,وتتفاوت مواقف مركباته من :بقاء النظام على حاله بدون الاخوان والسلفيين مثل حزب الدستور لصاحبه البرادعي وحزب المؤتمر المصري بزعامة عمرو موسى وكلاهما من مركبات النظام السابق وشخصياته البارزو الى الجهة المقابلة التي تتكون من «التحالف الديمقراطى الثورى» ويضم أحزاب: التجمع، التحالف الشعبى الاشتراكى، الشيوعى المصرى، الاشتراكى المصرى، العمال والفلاحين «تحت التأسيس»، الحركة الديمقراطية الشعبية، الحركة الاشتراكية الثورية «يناير»، اتحاد الشباب الاشتراكى، حركة مينا دانيال، والائتلاف الوطنى لمكافحة الفساد، ويقف مع هذا التيار الشعبي الواسع كل الحركات الشعبية التي تشكلت وناهضت النظام السابق .
ان هذه الجبهة العريضة تعكس وزنا قويا مناهضا لجماعة الاخوان والإتجاهات الدينية في السلطة ،ولكنه يحتوي على جماعات مثل البرادعي وعمر موسى هي أقرب ما يكون للسلطة الحاكمة طبقيا واجتماعيا وتناهضها في المستوى الديموقراطي السياسي .وهي واذا اشتد أوار الثورة واتضحت لها خلفيات طبقية ثورية ونزوع للاستقلال عن امريكا سوف تنسحب وربما تنتقل الى الصف الآخر.
انه حلف يدعم الديموقراطية العلمانية وفي حدود وهو بالتالي حلف غير مضمون الاستمرارية ويمكن ان يقبل بأقل التنازلات من الجماعات الدينية ،ويتوجب الحرص من تسلمه مصائر الحراك الدائر .
ان مرسي وجماعته لن يتنازلوا بسهولة وهم يرون أن فرصتهم في الحكم قد واتتهم ولن يتنازلوا عنها ولذلك لا غرو في انهم رفعوا السلاح ويعلنوا حالة الطواريء ويتقربوا من الجيش والشرطة وقوى الامن المختلفة ولا يتقدموا بمشاريع لتسوية الازمة ولو بشكل مؤقت .انهم نزاعون للحل الامني ..
#محمود_فنون (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟