مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:15
المحور:
الادب والفن
تدحرجت الصخرة السلدسة عشر
من أعلى جبل الغربة ..,
ألم تقتلك ...؟
ألم ترعبك ...؟
يا أنت ....
من أنت ....؟
وتحدّى زيتون المنفى
بقي واقفا
بقي أخضرا
لم تكسّره الزلازل .. ورعب المصير
لم تثنه أعاصير التغيير .
ومضى يوم اّخر
ومضى عيد اّخر
وذهب نهار .. وفصل اّخر
وعام اّخر مضى
وسنة أخرى
وسنة كبرى .. ضخمة ,
تدحرجت
ولم يأت الخلاص
ولم يطلّ فجر الشعب المداس
جزمة العسكر
واّلة العسكر .. ما زالت ما زالت
تخمد ملايين الأنفاس
في منتهى التسلّط .. والتخلّف
والإفلاس .
للحاكم .. والجرائم
قتل .. وقمع
لأنه الخوف
الخوف الخوف من شعب مضطهد .. مغيّب
يئنّ .. يحنّ
لحرية .. لرأي .. لشارع
كان يوما شوكة .. وقلعة
شوكة ضد الأعداء
وقلعة .. للوطن الكبير .. للأحرار
لكل الناس .
وسقطت صخرة أخرى
كالزلزال
من أرض الشمال
لها وقع في جوف العقل
وطنين في الاّذان
شربتها ثلوج القطب
جمّدتها .. وامتصّتها ,
وذوبتها صحراء الرمال -
المكان .. بعيدا .. بعيدا
عاليا .. وغاليا غاليا
عريقا بالثورات والعماّل ,
لا وقت .. ولا قوّة للمسافة
فمقياس المسافات معطّل
منذ السفر الأخير
منذ الرحيل الأخير
والقدمين مقرّحتين
معطّلتين ..
عن المسير
بفعل السير البطئ
والنبض البطئ -
إلى الوراء ندير
في الصحارى نضيع
وبين الغابات نقيم ,
ما احقر الزمن الردئ
زمن التوقّف .. والتجمّد .. والصقيع
زمن الأرقام
اليوم اليوم .. والاّن الاّن
زمن الأرقام
عصر الأرقام يحيط بنا
وأصغر رقم فيه
هو الإنسان .....!
بل أصعب رقم فيه هو الإنسان ....!؟
الأيام تقلّصت .. والشهور
والعقود انضوت .. في دفتر القرن العشرين
والعقد التسعون
كملايين السنيين
كالدولار .. كالذباب
كالسكاكين ...!
نقشت ..
حفرت ستة عشر عاما
في جغرافية المدن
وجسم الزمن النحيل
والثقيل ,
حفرت أخاديدها
لتزرع فينا
شوكا .. ونسرين .
إمتداد السنين مشى بعيدا
وطويلا
والمنافي اللامتناهية
كالأفعى تمشي .. كالثعبان
فوق أجسادنا
ولم تشبع الغيلان .. التحكّم بالمصير .
المنافي المنافي .. المنافي .. والسجون السجون
أكلتني .. ذوّبتني
تاّكلت عظامي
أكلت عائلتي
أكلت شعبي
ولم تشبع الوحوش الكاسرة
الأسود الفاجرة
والأحزاب التاجرة
ولم تنفع التسويات الخاسرة ..؟! !!
والبلاء البلاء .. البلاء
لازال يحيط بنا ..
والتنين.. في قفص السلطة
يرقص فرحا
مع قبيلته
وعشيرته
وحاشيته
والسلاطين .. والمستفيدين .. والإنتهازيين
والجلاّدين -
والسلاح .. أكداس .. وعنابر
و,, الحرّاس ,, .. بالاّلاف ..
أسوار أسوار .. بعيدون عن الجولان
فلا حرب .. ولا سلام
ولا حريّة ولا كلام .. أو
عدالة .. واحترام ...!
وخندق الدمّ ....
خندق الحقد ..
هوّة الخوف فاصل
بينهم وبين الشعب
بين الشعب .. والحقّ المسجون
في جوف العقود والسنين ...!
على ضفاف الفجر - ربيع 1997
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟