أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء كعيد حسب - ما تزيد ماء ما يفسد عجين














المزيد.....


ما تزيد ماء ما يفسد عجين


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الأمور التي تستدعي التوقف عندها، دفاع عبد الإله بنكيران عن قرار وزارة الطاقة الرفع من تسعيرة الكهرباء بالنسبة للوحدات الصناعية، التي لا شك سترفع بدورها من قيمة منتوجاتها، ما سيؤدي إلى إثقال كاهل المستهلكين البسطاء الذين لم يزد دخلهم سنتيما واحدا، بأكثر مما يتحملون، في ظرفية حرجة جعلت المواطن العادي ينظر إلى فاتورة الكهرباء بحنق و غضب و إلى المكتب الوطني للماء و الكهرباء كشيطان رجيم. و لعل الاحتجاجات الدموية التي شهدتها مؤخرا أحياء سيدي يوسف بن علي لا أصدق تعبير عن هذه الحالة، التي لا ندري لما لم يستوعب رئيس الحكومة دلالاتها أو يلتقط إشاراتها التي بعث بها جزء يعبر في حراكه عن الكل المغربي. و بهذه الخطوة التي ينوي تفعيلها، ربما يقطع أخر شعرة تربطه بالبسطاء الذين عقدوا الآمال عليه و منحوه أصواتهم و معها أحلامهم و رغبتهم في حياة أفضل.

صحيح أن لقرار رئيس الحكومة مسوغاته، و لكن المواطن العادي لم يعد ـــ بعد الزيادة في ثمن المحروقات و ما خلفته ـــ مستعدا لتحمل المزيد من تبعات العجز في الميزان التجاري، بينما هنالك بدائل يمكنها توفير دخل مهم للدولة بعيدا عن جيوب العامة التي أضحت مثقوبة من فرط الحاجة، فإرشاد النفقات و الطاقة أو استخلاص الديون المتراكمة على الجماعات المحلية و التخلي عن إقامة مهرجانات تكلف الملايير، أمثلة من شانها إخراجنا من الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، و لا يجوز في جميع الأحوال، أن يدفع المواطن البسيط الشريف ثمن ما اختلسه الفاسدون من مؤسسات الدولة، و يكون الرقعة التي تستر بها الحكومة عجزها في استخلاص حق الشارع الذي جاءت بتفويضه.

على السيد رئيس الحكومة أن يعي جيدا الوضع المزري الذي يعيشه المواطن البسيط، و أن يدرك أن هذا المواطن ضحى كثيرا في سبيل هذه الحكومة التي أقرت قرارات لم تكن في صالحه، لا لشيء سوى ليفهم بنيكران أن الشعب الذي جعله في منصبه متفهم للإكراهات و التركة التي وجدها على مكتبه. و لكن الشارع استنزف طاقته في هذا الاختيار و أصبح مستعدا للتضحية بنفسه في حال استمر الوضع على ما هو عليه، خصوصا و أن مؤسسات الدولة تنفق بلا هوادة في تفاهات لا تمت لدولتنا النامية و المتخبطة في العجز و الفاقة بأي صلة أو وصل، و ليس تبذير هيأة الإيداع المركزي للأوراق المالية لمبلغ 38 مليون سنتيم في الشهر الواحد على الشكولاطة، فقط على الشكولاطة، بينما فئة عريضة من الشارع المغربي لا تضمن ثمن الخبز (الحرفي) و قطرة زيت، سوى مظهر من مظاهر التناقض و (الحكرة) التي لا تنتهي، و التي لم يعد الشارع المغربي راضيا عن استمرارها أو قادرا على استساغتها.

و حين سترتفع الأسعار هذه المرة، ربما يسوء الوضع (و لا نتمنى ذلك) إلى درجة لن تتحمل الحكومة انعكاساتها و لا المغرب وطنا و شعبا تبعاتها، لأن المغربي حين يتهدد في قوته اليومي يصبح عدوانيا و ردات فعله غير محسوبة، ما يجعلنا نطالب رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، حبا في الوطن، بالتراجع عن قراره بالرفع من تسعيرة الكهرباء بالنسبة للوحدات الصناعية، لأن الأخيرة لن تتأذى ما دام مصير المواطن البسيط رهن مقصلتها و حاجياته اليومية بيدها، و حين يتعلق الأمر بالحفاظ على أرباحها و مكتسباتها فهي مستعدة لكل شيء و أخر همها المصلحة العامة. و الأمل كل الأمل، أن يتذكر بنكيران ملايين البؤساء الذي وضعوا ثقتهم فيه ليلطف من واقعهم و يغيره نحو الأفضل، و ليس ليزيدهم بؤسا و سخطا، و يأخذ بنصيحة القدماء حين قالوا، ما تزيد ماء ما يفسد عجين.





#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الإنسانة/ الطفلة/ المراهقة/ الحلم) في يدي ممدودة للحلم
- حوار مع القاص و الروائي المغربي ياسين أبو الهيثم
- حرية الرأي أو لا شيء
- حزب الاستقلال و القضاء و السلطتين المنتخبة و المحلية متورطة ...
- جماعة (إكرفروان) / المغرب: الواقع المرير
- الشاعرة المغربية -رشيدة الشانك-: حين تمتد القصيدة إلى الخطى
- تعدد العوالم في لوحات الفنان التشكيلي المغربي -ياسين خولفي-
- الغرابة في -بلاغ في الولع- للشاعر سلمان داود محمد
- رصد الوحشية في قصيدة -قذائف و شناشيل- للشاعر سعد ياسين يوسف
- قصيدة -إشارات بأصابع مطفأة- للشاعر -طلال الغوار-: خطوات شاعر ...
- على مهل أمشي
- ليس للقصيدةِ وطنٌ
- صورة بين الظل و النور
- لست محظوظا بما يكفي
- رحلة إلى الظل -في رثاء الصديق الشاعر العراقي ثائر الحيالي-
- عشرين شمعة لوجهين كئيبين
- المأساة و الأمل في -مرثية دم على قميص قتيل- للشاعر العراقي - ...
- الاذاعي و الفنان التشكيلي -عز الدين كطة-: ولادة الذات من الض ...
- الصحافة حلم عمدة مدينة مراكش -فاطمة الزهراء المنصوري-
- إله جمعية سوق أزلي بمدينة مراكش: حكرة على حكرة


المزيد.....




- البيت الأبيض يتهم حماس بالمماطلة في المفاوضات بشأن الهدنة بغ ...
- ممثلة -مسد- في أمريكا تكشف لـCNN أهمية الاتفاق بين الشرع ومظ ...
- لمن ستكون السيطرة على حقول النفط بعد اتفاق الشرع وعبدي؟ سينا ...
- مشاهد لإجلاء الركاب من طائرة أمريكية مشتعلة بعد هبوطها
- ترامب يشيد بـ-محادثات مثمرة- مع بوتين في خضم جهود وقف إطلاق ...
- جدل حول زيارة رجال دين دروز للجولان وأهالي حضر يحذرون من -مخ ...
- الحرب في أوكرانيا - مجموعة السبع تدعم اقتراح وقف إطلاق النار ...
- الشيباني في بغداد لتعزيز علاقات البلدين
- باريس: وقف النار بداية لحل أزمة أوكرانيا
- وفد من مشايخ دروز سوريا يزور إسرائيل


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء كعيد حسب - ما تزيد ماء ما يفسد عجين