أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - من باسمين إلى عابسين














المزيد.....

من باسمين إلى عابسين


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 09:27
المحور: كتابات ساخرة
    


بعيدا عن سيل أخبار المعارك والاحتجاجات في وسط التسمية المُضلِّلة؛
(الربيع العربي) قررتُ أن أسترجع تراثنا العربي المملوء بالابتسام والضحك، حيث نجح العربُ في تحويل حروفهم المكتوبة والمقروءة إلى طرائف مسلية، وبسماتٍ وضحكات.
تُعتبر الكتابةُ عن الطرائف والنوادر والحكايا من أروع الكتب وأكثرها انتشارا، وقد أدركتُ أممٌ كثيرة فائدةَ هذه الكتب فقامتُ بترجمتها إلى لغاتها، لأنها تزيد من رصيد الخيال عند الأبناء مما يدفعهم إلى الابتكار والاختراع!
ويعتبر التراثُ العربيُ هو الأغنى في هذا المجال، وبخاصة في كتاب ألف ليلة وليلة، الكتاب الذي ترجمه الفرنسيون إلى لغتهم ولغات العالم الأخرى لأهميته في إنعاش وإثارة العواطف والخيال، وكذلك كتاب كليلة ودمنه والمستطرف والأغاني والجاحظ وغيرها من آلاف الكتب الجميلة.
أما نحن فقد حاصرْنا خيالاتٍِنا منذ قرون ثم قمنا بقتل الخيال بجيشِ من الرقباء الجاهلين المنتفعين من الجهالات، ولم نسمح إلا بكتبٍ صماءَ، ومحفوظاتٍ بكماء، فاختلتْ مقاييسُنا، وصارتُ الفضيلةُ عندنا تعني تجنُّبَ الترفيه وكثرةَ الضحك لأن الترويحَ عن النفس يجلبُ التوازنَ النفسي، ويُضاعف النشاط والعمل.
واختفتْ الموسيقى والفنون الجميلة بأشكالها وأنواعها في كثيرٍ من التجمعات العربية، وتجمَّدتْ عواطفُنا، وتكشَّرتْ جباهُنا، وتحولنا من مخلوقاتٍ باسمةٍ إلى كائناتٍ عابسة غاضبة، وأكبرُ المؤشرات الصادقة لقياس لنسبةِ العبوس في بلادنا، أننا لا ننجح في تنفيذ برنامج(الكاميرا الخفية) ، لأن إعداد برنامج ناجح للكاميرا الخفية في معظم بلاد العرب على شاكلة البرامج الأوروبية، يستدعي حروبا ومعارك قبلية بين منتجي البرنامج وبين ضحاياهم من العابسين، وهذا بالطبع يشير إلى أننا تحولنا من باسمين آملين فرحين حالمين إلى عابسين قانطين يائسين!
لقد أدرك العربُ منذ فجر تاريخهم فائدة الضحك والابتسام، وحسبي أن أقتطف بعض طرائف العرب التي أسهمتْ في إنتاج الإنسان العربي المتوازن فكريا وعاطفيا في عصور النهضة والازدهار، مما أهَّلهُ ليتصدر العالمَ في الإبداع والحضارة قرونا طويلة!
ومما أنتجه العربُ في مجال الضحكات عن البخلاء:
" أرادَ أصدقاءُ أحدِ البخلاء أن يُشفوا بخيلا من مرضِ الحُمَّى، فطلبوا نصيحة أحدهم، فقال لهم:
زوروه في بيته، وأكثروا من الأكل من طعامه، فإنه [يعرق] وتزول الحُمَّى بالعرق!"
وقال شاعرٌ آخرُ يصفُ رجلا بخيلا جدا، لدرجة أن يده مغلولةٌٌ مقبوضةٌ دائما في صورة كاريكاتيرية بديعة، فهو من شدة بخله إذا أطبق يده على بذور الخردل الصغيرة التي تشبه السمسم، وكان في وسط البحر الهائج في ليلة مظلمة باردة، فإنه لن يفتح يده أبدا، فهو يضحي بحياته ولا يُضحي بقبضة من بهار الخردل الذي يجعل الطعام شهيا:
لو عبرَ البحرَ أمواجُهِ.... في ليلةٍ مظلمة باردة
وكفُّهُ مملوءةٌ خردلا.... ما سقطتُ من كفِّه واحدة !
أما الشاعرُ الفَكِِهُ( أبو الشمقمق) فقد وصف أحد البخلاء ببيتين فيهما من الإبداع ما يفوق الخيال، وهو في بيتيه يتفوق على أشهر أبيات الهجاء في الأدب العربي، وهي أبيات الحطيئة حين قال:
قومٌ إذا أكلوا أخفَوْا كلامَهُمُ.... واستوثقوا من رتاج البابِ والدارِ
قوم إذا استنبحَ الأضيافُ كلبَهمُ.... قالوا لأمِّهمِِ بُولِي على النارِ
فتمنعُ البولَ شُحَّا أن تجود به..... فلا تبولُ لهم إلا بمقدار!!
أما بيتا أبي الشمقمق فهما:
ما كنتُ أعرفُ أنَّ الخبزَ فاكهةٌ..... حتى حللتُ بأرضِ ابن منصورِِ
الحابسِ الروثَ في أعفاجِ بغلته..... خوفا على الحَبَِ من لقطِ العصافيرِ
وشرح كلمة أعفاج تعني أمعاء البغلة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنرالات الإعلام في انتخابات إسرائيل
- بوابات شمس الحرية في فلسطين
- إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام
- هواة جمع اللايكات
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان
- عن الغجر والدروز والثمانية وأربعين
- في الفقه الحزبي العربي
- مرض القهر المدرسي
- متلازمة ليبرمان المرضية
- قصة عرس بومتين
- لجام الحصان الفلسطيني المسروق
- المدارس والتعليم يا عرب
- العرب بين تليد وجديد
- بيانات القصف اللغوي
- إفلاس البربوغندا الإسرائيلية
- اتحادات حزبية لا ثقافية
- مناظر غزية من الحرب
- مختارة غجر فلسطين
- رئيس بلدية القدس أنت عمري
- بطون وذبائح


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - من باسمين إلى عابسين